لافتة صغيرة مدون عليها عبارة مكتب التسوية، تقود إلى غرفة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار، يجلس بها عدد من الموظفين يستمعون إلى شكاوى الأزواج، وتنتظر بها الزوجة «حبيبة» لمدة نصف ساعة حتى حان دورها، وبمجرد جلوسها أمام أول موظفة قابلتها، لم تعرف كيف تبدأ فى رواية قصتها، فالجميع قد يصاب بالدهشة فور سماعها، ولكن بالنسبة لها تحولت حياتها إلى جحيم، ولم تعد تستطيع النوم أو الاقتراب من زوجها. وبصوت هادئ، بدأت «حبيبة» تسرد تفاصيل حياتها قائلة: «حاولت أكثر من مرة منع زوجى من تناول الثوم والبصل، لكنه كان يرفض ويتشاجر معى، ظننت أن الحب الذى نشأ بيننا، سيجعلنا نكمل حياتنا الزوجية فى سعادة، فقد طلب يدى بعد علاقة استمرت 3 أعوام، قضينا الأشهر الأولى من الزواج فى سعادة بالغة، فكل منا يعرف الآخر أكثر من نفسه، ولكن كان هناك دائمًا ما يقلقنى منه، فزوجى اعتاد أكل الثوم والبصل مع كل وجبة وبكثرة، وحاولت أن أستفسر منه عن الأسباب التى تجعله يفعل ذلك، كان يرد علىّ بمبررات غريبة منها أنه مفيد للصحة، ويقوى الدورة الدموية، ولم أعارضه فى بداية الأمر، خاصة أننى كنت فى الأيام الأخيرة من فترة الحمل». وصمتت للحظات ثم أضافت: «ظننت أن الوضع سيتغير بعد أن أنجبت طفلنا الأول، لكن تطورت الأمور بيننا، وبدأت تعرف المشاكل طريق منزلنا، وأصبحنا نتشاجر كل يوم بسبب هذا الموضوع، خاصة أنه يعشق تناوله بكثرة، مما يسبب رائحة كريهة أعجز عن تحملها، وتجعلنى لا أستطيع النوم بجواره، وفى أغلب الأوقات كان كل منا ينام فى غرفة منفصلة، مما أدى إلى تدهور العلاقة بيننا، وفى أحد الأيام بعد عودته من عمله، قررت التحدث معه لكى نجد حلًا لتلك الأزمة، وعندما بدأت الحديث معه شعرت أنه لم يبالِ بشيء، فهددته بترك المنزل إذا لم يتغير، وبالفعل مكث أسبوعًا دون أن يتناول البصل، ثم عاد لتناول تلك الأطعمة مرة أخرى، فلم أجد جدوى فى الاستمرار معه، فطلبت منه الطلاق، لكنه لم يوافق، لكننى لا أرغب فى العيش معه، فأسرعت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، واستدعى الخبراء زوجى لسؤاله عن التفاصيل، لم ينكر ذلك، وحاولوا الصلح بيننا، ولكنهم فشلوا، وتمت إحالة القضية إلى المحكمة».
