أكد رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط يشكل تحديا أمنيا كبيرا بالنسبة للمجتمع الدولي ، بالنظر إلى التطورات التي شهدها مؤخرا ، داعيا الى ضرورة العمل من أجل رفع هذا التحدي الذي يؤدي إلى انعكاسات "جيواستراتيجية " عديدة على الأمن والاستقرار والسلم في العالم . وأشاد رئيس الوزراء الجزائري في سياق كلمة ألقاها خلال اجتماعه بنظيره المالطي جوزيف موسكات بمساهمة البلدين بشكل فعال في مبادرات الوساطة من أجل تعزيز السلم ، بهدف رفع التحدي الكبير المتمثل في مكافحة الإرهاب الذي يهدد المجتمع الدولي. وأضاف أن التصدي لهذا الخطر يتطلب التشاور الموسع لتحديد الأهداف والوسائل ، وكذا التنسيق لتجسيدها بشكل فعال على أرض الواقع ، منوها بنجاح الجزائر في الوساطة الدولية بشأن الأزمة في مالي ، واستمرارها حاليا في بذل المزيد من الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا يقوم على الحوار بين الأطراف المعنية من أجل التعجيل بإنشاء حكومة انتقالية في ظل احترام سلامة التراب الليبي. و تطرق المسؤول الجزائري إلى "رهانات الهجرة " التي احتضنتها مالطا مؤخرا ، مشيرا إلى أنها تعكس سعي مالطا إلى الوساطة بحكم انتمائها المتوسطي و"روح التضامن والسلم التي تميزها . وشدد على أن الجزائر تتقاسم القلق الناجم عن الهجرة كونها بلد عبور يواجه هذه الظاهرة الحساسة ويعكف على تسويتها في ظل احترام الكرامة الإنسانية ، لافتا إلى أن هذه الظاهرة نشأت بسبب مشكلة التنمية في القارة الإفريقية الشائكة والتي أصبح من الواجب اليوم معالجة أسبابها العميقة, بصفة مستعجلة, في إطار تضامن دولي وثيق". وحول العلاقات الثنائية بين البلدين ، لفت إلى الإرادة السياسية المشتركة لكل من الجزائر ومالطا للعمل على بناء شراكة تعاون معززة قائمة على الصداقة والمصالح المشتركة بما يعود بالفائدة على البلدين . وفي هذا الصدد ، أكد سلال أن الجزائر ومالطا تمتلكان مؤهلات وقدرات كفيلة بإضفاء ديناميكية مجددة على التعاون الثنائي في عدة قطاعات تتوفر على مزايا مقارنة ، موضحا أن مالطا تتميز بخبرة "ممتازة" في مجالات السياحة وبناء السفن وإصلاحها والبنوك والتأمينات وكذا في ميدان التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال" و هي كلها مجالات واعدة يجب استغلال إمكانيات الشراكة فيها بشكل أمثل". وأشار إلى أنه يمكن توسيع الشراكة بين البلدين إلى قطاع الطاقة والطاقات المتجددة ، وأنه بالإمكان أيضا تطوير العلاقات في مجالي المحروقات والبتروكيمياء ، معربا عن ثقته في نجاح الشراكة بين الجزائر ومالطا ، طالما أن الإرادة السياسية المشتركة قائمة لتطويرها بهدف تعزيز التعاون المثمر للجانبين .