أعرب المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة زيد رعد الحسين، عن قلقه العميق إزاء ماوصفه بإفلات الجناة ومرتكبى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان فى السودان وبخاصة دارفور من العقاب وكذلك النيل الازرق وكردفان وحث المفوض، فى كلمته بافتتاح أعمال الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف اليوم الاثنين، المجتمع الدولى على مساعدة المحكمة الجنائية الدولية فى هذا الشأن، مؤكدا أن تقارير بعثة الأممالمتحدة فى دولة جنوب السودان تشير إلى أن الإفلات من العقاب فى جنوب السودان هو شبه مطلق برغم الانتهاكات التى ارتكبت. ورحب المفوض باتفاق السلام الذى عقد هناك مؤخرا مشددا على ضرورة التنفيذ الصارم للأحكام الخاصة بالعدالة الانتقالية والمساءلة بما فى ذلك الخطة المقترحة للنظر فى الجرائم الخطيرة بما فيها الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. ومن ناحية أخرى أعرب المفوض السامي عن قلقه من الوضع فى العراق، مؤكدا أنه مازال مصدر قلق بالغ، لافتا إلى أنه برغم استعادة القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها لبعض الأراضى من تنظيم داعش، إلا أن التننظيم الارهابى مازال يسيطر على مساحات واسعة، مما أدى إلى تشريد أكثر من 3 ملايين عراقى من ديارهم منذ يونيو 2014 فى ذات الوقت الذى حول التنظيم أعدادا كبيرة من النساء والأطفال إلى عبيد إضافة إلى الإساءة والعنف ضد الأقليات فى المناطق التى يسيطر عليها داعش وتنفيذ هجمات إرهابية فى مناطق أخرى من البلاد . على صعيد اليمن قال زيد رعد الحسين، إن الوضع على الأرض فى اليمن استمر باعثا على القلق الشديد، حيث تشير أرقام مكتب المفوض إلى مقتل أكثر من ألفين من المدنيين وإصابة أكثر من أربعة الأف، مضيفا أن الأزمة الإنسانية فى اليمن تذهب أكثر عمقا مع تقديرات تشير إلى أن مايصل إلى 21 مليون يمنى أى حوالى 80 % من السكان هم فى حاجة إلى المساعدات الإنسانية. وأضاف أن هناك مزاعم كثيرة وذات مصداقية بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان من جميع الأطراف فى اليمن، داعيا إلى القيام بفحص ذلك بشكل دقيق من قبل هيئة مستقلة وشاملة ورحب المفوض بإعلان السلطات اليمنية إنشاء هيئة للتحقيق فى جميع الادعاءات.. كما دعا المفوض إلى إحياء المحادثات بين الحكومة والحوثيين. وفى ليبيا قال المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة، إن ليبيا لاتزال تشهد الهجمات العشوائية على المدنيين والأهداف المدنية، وذلك من خلال أسلحة عشوائية فى المناطق المكتظة بالسكان إضافة إلى عمليات الإعدام بإجراءات موجزة والاعتقال التعسفى والتعذيب وغيره من أشكال إساءة المعاملة، مضيفا أن الإفلات من العقاب فى ليبيا هو شبه مطلق. وأعرب المفوض السامي عن استيائه ومخاوفه من استمرار الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين، مشددا على ضرورة إيجاد حل دائم وعادل للصراع والاحتلال وبما يتماشى مع المعايير الدولية، لافتا إلى أن عمليات الفلسطينيين فى حوادث من قبل قوات الأمن الإسرائيلية وتنطوى على استخدام مفرط للقوة قد زادت فى الشهرين الماضيين، وكذلك إشعال الحرائق فى منزل عائلة فلسطينية والذى لايمثل بحسب المفوض الفعل الوحيد للعنف ضد منازل الفلسطينيين فى الفترة الاخيرة، كما أعرب عن قلقه من التشريعات الإسرائيلية التى تمكن من فرض عقوبات مالية على من ينادون بمقاطعة المستوطنات الإسرائيلية.