طالب المفوض السامى الجديد لحقوق الانسان بالامم المتحدة زيد رعد الحسين المجتمع الدولى بأن يتحرك كأولوية فورية وعاجلة من أجل وقف الصراع المترابط والمتصاعد فى سورياوالعراق، مؤكدا أن هناك حاجة لجهود سريعة لحماية الفئات الدينية والعرقية والأطفال الذين أصبحوا عرضة لخطر التجنيد القسرى والعنف الجنسى. وحذر الحسين - فى أول كلمة له بعد توليه منصبه الأسبوع الماضى، خلال افتتاح دورة المجلس ال27 العادية اليوم /الاثنين/ بجنيف - من أن النزاعات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أخذة فى التصاعد بشكل كبير، حيث وصل عدد القتلى فى سوريا إلى أكثر من 190 ألف شخص، وبلغ عدد اللاجئين أكثر من 3 ملايين، فيما نزح أكثر من 6.5 مليون سورى داخل البلاد، فضلا عن الجرحى واليتامى والمفوقدين والمحتجزين. وأشار إلى أن أحدث تقارير لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول الانتهاكات فى سوريا أكدت أن فوضى النزاع السورى انتشرت بحيث أصبحت الجماعات التكفيرية وتنظيم "داعش" الإرهابي يسيطر على مساحات كبيرة من شمال العراق فى ظل تجاهل مطلق ومتعمد من أعضائها لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى استخدامهم للقوة الغاشمة ضد الجماعات العرقية والدينية وبشكل غير مسبوق فى الأونة الأخيرة. ولفت زيد الحسين إلى أن تلك الهجمات المنهجية للتكفيريين على قطاعات من السكان المدنيين بسبب خلفيتهم العرقية أو الدينية قد تشكل جريمة ضد الإنسانية وبما يوجب محاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات، مشددا على أن الإفلات من العقاب يمكن أن يؤدى إلى مزيد من الصراع والانتهاكات، معتبرا أن الطريقة الوحيدة للبدء فى الاصلاح هى بالإنتماء للمجتمع المشترك فى العراق المنكوب، وذلك مع رئيس وزراء جديد. وقال "إنه إذا كان المجتمع الدولى قد فشل فى ضمان ذلك إلا أنه عليه أن يأخذ خطوة للوراء وينظر فى سبب إندلاع تلك الأزمات الكامنة وراء أنماط الانتهاكات والتمييز بما فى ذلك الأنظمة السياسية الفاسدة والتمييزية والتى خلقت خلفية قابلة للاشتعال بسبب الحرمان لأجزاء واسعة من السكان والظلم، والهجمات على الجهات الفاعلة المستقلة للمجتمع المدنى، والفشل الشامل فى تعزيز وحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن الحقوق المدنية والسياسية". وأضاف أن المثال الآخر على ضرورة وضع حد للتمييز المستمر والإفلات من العقاب هو الصراع العربى الإسرائيلى وتكرار العنف والدمار، وهو ما تجلى فى تكرار الأزمات فى غزة، مشددا على أن الأجيال الحالية والمستقبلية من الفلسطينيين فى غزة والضفة والقدس الشرقية لها الحق فى العيش حياة طبيعية وبكرامة من دون صراع أو حصار أو انتهاكات يومية، مطالبا بإنهاء الحصار الإسرائيلى وأن تكون هناك مساءلة فعالة للتجاوزات التى ترتكبها جميع الأطراف. وعلى صعيد متصل، حذر زيد الحسين من أن الوضع فى ليبيا تدهور بشكل سريع للغاية وأصبح يمثل تهديدا متناميا للأمن الإقليمى، وأن الجماعات المسلحة أصبحت متعددة وتقصف عشوائيا المناطق المكتظة بالسكان باستخدام المدفعية الثقيلة وحتى الطائرات، وبما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين. وقال "إن الظروف المعيشية للمدنيين فى طرابلس وبنغازى تتدهور بإطراد حيث يتناقص الغذاء والوقود والكهرباء، بينما يتزايد العنف والجرائم المرتكبة، داعيا الأطراف المشاركة فى الأعمال العدائية فى البلاد إلى وقف جميع انتهاكات القانون الدولى وإنهاء القتال". كما أعرب عن قلقه من الوضع فى أوكرانيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وحالة حقوق الانسان فى تلك الدول نتيجة للنزاعات المستمرة، فضلا عن الوضع فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، لافتا إلى تقرير لجنة تقصى الحقائق حول أوضاع حقوق الإنسان فى كوريا الشمالية مطالبا بأن يعطى مجلس الأمن أقصى اهتمام للتقرير واتخاذ خطوات لضمان المساءلة عن الانتهاكات التى ترتكب فى كوريا الشمالية والتى ترقى إلى كونها جرائم ضد الإنسانية.