تخيل أن يحالفك الحظ لحضور حفلة واحدة تجمع أكبر وأشهر الباندات الغنائية في مصر والعالم العربي في مكان واحد، وعلى نفس خشبة المسرح، استمر في خيالك واسرح قليلًا مع كمية "الهايبرة" والحماسة التي ستحملها أضخم حفلة مزيكا من نوعها ضمن وسط المزيكا المستقلة تقام في مصر، هذا ببساطة ليس مجرد خيال، وإنما الواقع الذي حملته النسخة الجديدة من مهرجان "لندن ساوند". الكرنفال الموسيقي الكبير الذي يجمع 6 باندات من رواد الفرق المستقلة في احتفالية مجمعة، الباند اللبناني مشروع ليلى، والفريقين الأردنيين جدل والمربع، مع الباندات المصري المعروفة مسار إجباري وشارموفرز وسلالم، وكل هؤلاء يتجمعون في ساحة الحديقة الصينية في مدينة نصر، مساء الجمعة 4 سبتمبر، بعد أن تم نقل مكان الحفل والذي أعلن في البدء عن نية إقامته في مارينا 2 بالساحل الشمالي. أحدثت الحفلة زلزالًا من ردود الفعل الجماهيرية فور إعلان خبر تنظيمها، نظرًا لما تحمله من مفاجآة في حد ذاتها والحماس المتفجر مع كل هذه الفرق، في سابقة تعد هي الأولى والأكبر في ساحة الحفلات بمصر، وزادت حدة ردود الفعل للضعف بعد أن تم نقل المكان القاهرة بدلًا من الساحل، لتنقسم جبهة الجمهور من مختلف الأعمار إلى جانب "يرقص" فرحَا لقرب المكان منه وبعد السابق عنه، والجانب الآخر شعر بالاستياء والصدمة العاطفية وخاصة من جمهور الإسكندرية ممن ستكون الحفلة هذه المرة بعيدة عليهم بعد نقلها، وجانب "الفانز" ممن وضعوا في خطتهم السفر لمارينا منها للتصييف والبعد عن الزحام وحضور الحفل، لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أحيانًا للبعض، وأحيانًا أخرى "جت عالطبطاب"، لتنهال علامات الاستفهام من جهة وجمل الشكر والترحيب من جهة أخرى على المنظمين، الذين قالوا أن نقل الحفل جاء بناء على رغبة الجماهير. لكن في كل الأحوال حفلة مثل هذه لا تتكرر كثيرًا لا يجب أن يتم تفويتها، فهي ببساطة تجربة احتفالية ربما لا تعوض في المستقبل القريب، فيكفي جمعها بين أذواق موسيقية عربية ومصرية متنوعة، بين إطلالة مشروع ليلى ومزيكا جدل والمربع، وخفة دم شارموفرز وتفاؤل سلالم واحترافية مسار إجباري، في يوم ومكان واحد.
