الخامس من يونيو يوم يتذكره المصريون دائمًا ويصوفونه باليوم الأسود، ويوم العار والهزيمة، أنه يوم النكسة، اليوم الذي بدء في تشكيل القيادة المصرية من جديد، وذلك عقب الهزيمة التي كان للإعلام المصرى دورًا فيها. فسدت العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر على نحو سريع عقب حرب 1967، بعد إصدار الرئيس عبدالناصر قرارا بتنحية عبدالحكيم عامر عن قيادة الجيش وتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية، وهو القرار الذي رفضه عبدالحكيم عامر بشدة، وحزم حقائبه واتجه إلى بلدته "أسطال" في المنيا ليقضي بها بعض الوقت. الصراع كان غير تقليدي، فحكيم لم يقبل بكونه رجلًا غير عسكريًا في الأول، وفى الثاني ناصر لم يقبل بهزيمة أكبر، والإعلام كان يعلب الدور الغريب في الأمر، حيث كان له نصيبًا واضحًا في التعتيم على الهزيمة بشكل واضح، حكيم عاد إلى الجيزة مرؤة أخرة في بدايات شهر يوليو وجلس القريب من العاصمة، وبعدها بشهر واحد فقط كان يصر على مُحاكمته ومحاكمه قيادات الجيش.