أكد تقرير صادر عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن انقلابا وقع داخل تنظيم الإخوان، أطاح بالقيادات القديمة وغير أفكار التنظيم ليصبح تنظيما ينتهج العنف ويدعو للتخريب، بعد تمرد الشباب وقيادات أخرى متطرفة في التنظيم على القيادات السابقة، ونجاحها في تنحية الكثير منهم وفرض سيطرتها وانتهاج العنف والترويج لأفكار متطرفة. وذكر التقرير الذي أعده الباحث إريك تريجر والباحثة مارينا شلبى، أن تركيا أصبحت مركز عمليات التنظيم الجديد، ودشنت القيادات الجديدة غرفة عمليات بأفكار مختلفة تروج للعنف وتدعو إليه في مصر، لافتا إلى أن شباب الإخوان في المنفى تمردوا على قادتهم وحملوهم مسئولية ما حدث وعزل مرسي بسبب سياستهم واستراتيجيتهم الخاطئة وأفكارهم القديمة، كما اتهموهم بالفشل في تحليل الأوضاع السياسية التي أدت إلى الإطاحة بمرسي، وامتد الأداء السيئ لقيادات التنظيم فيما بعد الإطاحة به أيضا، ما زاد من خسائر الإخوان. وأدت الانتخابات التي جرت في فبراير الماضى إلى واقع جديد تعيشه الجماعة، فالانتخابات الداخلية التي جرت مؤخرا لاختيار كوادر جديدة كشفت عن مفاجأة من العيار الثقيل وهى تغيير 65٪ من قيادات الجماعة القديمة بالكامل، وأن 90٪ من القيادات الجديدة شباب ومن الجناح المتطرف الذي ينتهج العنف. وأوضح تريجر أن الإخوان شكلت «مكتبا للمصريين في الخارج»، سوف يساعد على مركزة عمل التنظيم في المنفى والاستعداد لصراع أكثر عدوانية ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذي يواصل العمل ضد تنظيم الإخوان وملاحقته، وأعلن شباب الجماعة من تركيا إستراتيجية جديدة تقوم على العنف وتكتيكات لزعزعة استقرار مصر وعدم استثناء أحد سواء الحكومة أو الشعب أو المؤسسات الخاصة أو العامة. وتخطط قيادات التنظيم لإسقاط التنظيم بسرعة، وذلك من خلال ضربات وعمليات تخريبية قوية للمؤسسات المهمة بالدولة وإثارة مشاعر وغضب الجماهير ضد الحكومة والنظام، والمخيف في الأمر أن قيادات الإخوان في إسطنبول فقدت السيطرة تماما على قيادات التنظيم على الأرض في مصر والتي تدير العمليات والأحداث، وهو ما جعل هناك شبه انفصال بين تحركات الطرفين. وأكد تريجر أنه حصل على الكثير من الأدلة التي تشير إلى تورط التنظيم في أعمال العنف والأحداث التي شهدتها مصر مؤخرا، وقال: يمثل عمرو فراج، مدير موقع رصد الإخبارى والقيادى الإخوانى البارز الهارب في تركيا، نموذجا للفكر الجديد الذي يقود التنظيم حاليا، ويرى أن العنف هو السبيل الأوحد لتحقيق أهدافهم مع تسخير وسائل الإعلام لبث الشائعات وتنظيم حملات ضد النظام لإسقاطه ودفع الشعب للثورة ضده. وأوضح الباحث الأمريكى أن «فراج» اعترف له شخصيا في لقاء بينهما أكتوبر الماضى، أن التنظيم الآن يقوم بعمليات تخريبية في مصر مثل قطع الطرق واستهداف أبراج الكهرباء والأنشطة الأخرى التي تستهدف المنشآت والمصالح الحكومية. النسخة الورقية