محمد طوسون: الإخوان لايسعودن لعودة مرسى للحكم .. وكل مايشغلنا هو محاكمة السيسى جمال حشمت : لم يحدث شيء بشوارع مصر في 30 يونيو .. والشعب لم يطالب بإسقاط مرسى عماد عبدالغفور.. المؤسسة العسكرية مستعدة لإطلاق سراح 10 آلاف إخوانى .. والبقاء على 300 فقط من القادة في مغامرة جريئة حاول إريك تريجر الباحث في الشأن المصري بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى التعرف على فكر الإخوان في الوقت الحالي ولماذا يرفضون التصالح رغم من أن كل المؤشرات تؤكد أنهم في أضعف حالاتهم منذ فترة طويلة؟, وتوصل "تريجر" إلى أن شباب الإخوان قد يكونوا السبب الرئيسي لهذا الأمر وهم الذين يدفعون قياداتهم للانتقام إضافة إلى إنكارهم للواقع وشعورهم بأنهم أقرب للانتصار. وقال الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى المتخصص في شئون مصر والشرق الأوسط في مقال له نشره موقع المعهد: إن الإخوان لا يزال لديهم وهم خطير جدا بأن ما يقومون به من عنف تحت مسمى النضال سوف يأتي بنتيجة إيجابية لهم مع وقت قريب الأمر الذي يعني أن هذه العمليات ستزداد سوءا الفترة المقبلة. وأضاف تريجر أنه منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بمحمد مرسي تعمل الولاياتالمتحدة على دفع الإخوان المسلمين لعقد مصالحة مع الجيش ،والآن وبعد مرور عام على الثورة يبدو أن كلا الطرفين غير مستعدين إطلاقا للتنازل عن شيء مما يسهل عملية المصالحة . وزعم تريجر أن الجيش يخشى أن ينجح الإخوان بسرعة في الإطاحة بالسلطة الجديدة والانتقام منها ،فعلى الرغم من حالة العنف التي أودت بحياة 2500 إخواني تقريبا - وفقا للكاتب- وسجن عدد كبير منهم فإن مطالب الإخوان لم تخفف حتى الآن حيث يريدون عودة مرسي ولو بشكل مؤقت ويتم معاقبة كل من أطاح به لاسيما عبد الفتاح السيسي المتوقع فوزه في الانتخابات الرئاسية . وقال تريجر إن الإخوان المسلمين مستعدون لمواصلة العنف حتى تتحقق أهدافهم لأنهم يعتبرون أنفسهم منتصرون في النهاية واتخذوا قرار نسيان المصالحة وبمعنى آخر لديهم أمل في أن مواصلة الصراع الوجودي في السياسة الذي أدى من قبل إلى الإطاحة بمرسي سينجح في الإطاحة بالرئيس القادم. وأكد تريجر أنه كان هناك اتصالات بين الإخوان والسلطة الحالية منذ ثورة 30 يونيو كانت مباشرة في بعض الأحيان وغير مباشرة في أغلب الأحيان ،ولكن مطالب الجانبين كان من الصعب أن يتقبلها كل منهما ،وعلى الرغم من أن الإخوان كانوا في بعض الأحيان يبدون مرونة في مطلب عودة مرسي للسلطة إلا أنهم كانوا يؤكدون على ضرورة عودة الشرعية والتي كانت تعنى عمليا نفس المطلب. ونقل "تريجر"عن محمد طوسون عضو البرلمان السابق عن الإخوان وعضو فريق الدفاع عن الرئيس السابق والذي التقى به شخصيا قوله بإن الإخوان لا يريدون عودة مرسي للسلطة ولكن يتمسكون بذلك حتى يتخذ بنفسه قرار إجراء انتخابات جديدة وتركه للمنصب بإرادته وأوضح تريجر , أن الإخوان أيضا يطالبون بالعدالة الانتقالية وهو مصطلح استخدمه قادة الجماعة عمدا - وفقا له- حيث أنه كان يتم استخدامه في جنوب إفريقيا التي كانت تعاني من أزمة الفصل العنصري ولكن الإخوان جردوا هذا المصطلح من أهميته التصالحية ،فهم مثلا يريدون تعيين لجنة مستقلة للتحقيق في عنف قوات الأمن الذي تسبب فى القتل خلال مواجهتهم لمظاهرات الإخوان . ونقل تريجر عن أحد قادة الإخوان لم يذكر اسمه إن نتائج التحقيق سوف تكون ملزمة للجميع وفي حال ثبوت جريمة القتل فإن الحكم معروف وهذا يعني أن "السيسي" والعديد من زملائه سوف يدانون بجريمة القتل الجماعي وسوف ينفذ بحقهم عقوبة الإعدام. وأضاف أن الإخوان المسلمين الأصغر سنا يؤكدون بشكل خاص على فكرة إعدام قادة الجيش ،ونقل عن أحد طلاب جامعة الأزهر قوله إن الجيش لن يقبل مجموعة من المطالب التي تنطوى على إعدام الجنرالات وبالمثل فإن ما يعرضه الجيش على الإخوان لا يرضيهم فوفقا لعماد عبد الغفور المستشار السابق لمحمد مرسي والذي يعمل كحلقة وصل بين الجماعة والجيش قوله إن المؤسسة العسكرية على استعداد لإطلاق سراح جميع الإخوان باستثناء 300 من القادة الموجودين بالسجون . وأشار تريجر أن هذا العرض يعد تنازلا كبيرا لأنه يعني وفقا له خروج أكثر من 10 آلاف إخواني محتجز ويمكنهم العودة لديارهم ،أما فيما يتعلق بوجود 300 من القيادات في السجن فهذا يعني أن الجيش يريد قطع الرأس لهذا التنظيم وفقا للتسلسل الهرمي للقيادة ،مع قبول مشاركة المفرج عنهم في السياسة لأن هذا يعنى اعترافهم بشرعية الإطاحة بمرسي. وأوضح تريجر أن الإخوان المسلمين رفضوا التنازل عن مبادئهم الأساسية لسببين الأول هو الخوف من تمرد مجموعة الإخوان سواء من الأعضاء أو الموالين لهم والذين فقدوا ذويهم وأصدقائهم خلال المظاهرات المناهضة للجيش ولاسيما خلال فض اعتصام رابعة في أغسطس الماضي. ونقل عن عبد الله الميهي أحد شباب الإخوان الذين فروا إلى تركيا ويعمل حاليا في قناة تليفزيونية إخوانية باسطنبول قوله إن الشباب الذين رأوا الدم لا يفهمون إلا لغة الثورة ولذلك يطالبون بتسوية ترضيهم وفقا لما شاهدوه ،موضحا أن قيادات الجماعة تدرك أن السعي للمصالحة دون مساءلة النظام الحالي سوف تؤدي إلى إحداث انشقاق داخل التنظيم ،مضيفا أنه لن يكون هناك حوار قبل معاقبة المسئولين عن إسالة الدماء. أما السبب الثاني فيرى تريجر أن الإخوان المسلمون يعتقدون أنهم سينتصرون في النهاية على الرغم من المؤشرات والمعلومات التي تؤكد عكس ذلك. ونقل عن جمال حشمت القيادي الإخواني الهارب إلى تركيا والذي إلتقاه شخصيا هناك قوله إن الهدف مما أسماه بالانقلاب هو القضاء على الإسلام السياسي وأن ما قام به الجيش كان له تأثير عكسي حيث استعاد الشعب الثقة في الإخوان وفقا للقيادي الهارب عندما قام المواطنين بمقارنة فترة رئاسة مرسي بما حدث بعد 30 يونيو. وقال تريجر إن القيادي محمد طوسون كان أيضا متفائلا مثل حشمت حيث قال إنه لا يوجد انقلاب في العالم يواجه مظاهرات مثل التي تحدث حاليا في مصر في جميع الأماكن بقيادة جماعة الإخوان المسلمين. وأوضح تريجر أن عدم واقعية الإخوان ليس بالأمر الجديد عليهم فهم يدعون تمثيل الإسلام الصحيح كما أنهم بالغوا في تحديد شعبيتهم في مصر ذات الأغلبية المسلمة إضافة إلى ذلك لم يصدقوا أن عدد كبير من المصريين ثاروا بالفعل ضد رئيس إسلامي في 30 يونيو فهم يرون أنهم فازوا من قبل وليس لديهم نية للتنازل. ونقل الباحث الأمريكي عن حشمت قوله إنه لم يحدث شيء في شوارع مصر في 30 يونيو نافيا خروج الملايين من المصريين للمشاركة في الاحتجاجات المناهضة للإخوان بهدف اسقاط نظام مرسي. وأكد تريجر أن الإخوان من الصعب أن يفوزوا حاليا فهم في أضعف حالاتهم منذ أربعة عقود ،وتنظيمها المعروف في حالة فوضى تامة ،فالفروع بالمراكز الحضارية وخلايا الإخوان المكونة من خمسة إلى ثمانية أعضاء وتسمى بالأسر لم تجتمع أسبوعيا كما كان يحدث من قبل حيث أنه لم يجتمعوا منذ الإطاحة بمرسي سوى مرة أومرتين فقط . وفي الوقت نفسه لم تجتمع القيادة العليا للإخوان منذ أواخر شهر يوليو الماضي على الرغم من أنه تم ترقية بعض القادة الجدد ليحلوا محل من تم سجنهم إلا أنه لا يعرف ما هي الاستراتيجية التي يعملون بها حاليا. ونقل تريجر عن حشمت قوله إنه لا يعرف شيئا عمن يديرون التنظيم حاليا ولا أين هم؟, كما أنه غير متأكد من أن محمد علي بشر الذي شغل مناصب عديدة في عهد مرسي منها محافظ ووزير وغالبا ما يتحدث باسم التنظيم في مصر مما إذا كان قادة الإخوان كلفوه بإدارة الجماعة فعليا أم لا ،في حين أن جمعة أمين القيادي الموجود بلندن يدير بالفعل التنظيم رغم إصابته بأمراض مزمنة ،وفي نفس الوقت يتواجد القيادي الإخواني السوري رياض الشقفة في اسطنبول لكن محمود حسين أمين الجماعة الهارب إلى تركيا هو من يترأس الاجتماعات هناك كقائد للتنظيم الدولي بعد سجن المرشد العام محمد بديع. وأكد تريجر أنه من دن معرفة قادتهم فإن شباب الإخوان ينفذون الأوامر التي تأتي إليهم ويتلقونها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الإخوانية وفي الجامعات ،فعلى سبيل المثال تلقى الأعضاء معلومات حول مظاهرات قادمة مناهضة للسلطة الحالية في مصر من خلال الفيس بوك وبالفعل استجابوا ووعدوا بمواصلة القتال على الرغم من المخاطر التي تترتب على ذلك الأمر. ونقل تريجر عن أحد شباب الإخوان بجامعة القاهرة قتل شقيقه الصيف الماضي قوله إن الجميع يبحث عن الوسيلة التي تؤهله ليكون شهيدا ،وإن هناك من هو أصغر منه يطمعون في الجنة ،وأنه يتمنى أن يحصل على شرف الشهادة لأنه ارتكب العديد من الأخطاء وأنه سيواجه ما أسماه الانقلاب حتى آخر قطرة في دمه. أما المذيع الإخواني عبد الله الميهي فقال إنهم ذاقوا طعم الحرية ولن يتجرعوا الذل من جديد . وأضاف تريجر أن حماس هؤلاء الشباب هو السبب الرئيسي الذي يدفع قادة الإخوان لرفض المصالحة وأنهم يفضلون الموت بدلا من الجلوس مع النظام الحالي.