تتزايد الأزمة داخل تنظيم الإخوان في الأردن بشكل يومي، وكان آخر تطورات تلك الأزمة إعلان التنظيم الدولي تبرؤه من الجمعية التي يترأسها عبدالمجيد الذنيبات والتي أعادت تنصيبه "مراقبّا عامّا" لجمعية الإخوان بالأردن، ووصفها بأنها لم تستمع للنصيحة، وقطعت علاقتها بالجماعة، مشيرّا إلى أنهم لا يعترفون إلا بالدكتور همام سعيد مراقبّا عامّا للجماعة بالأردن وأن إخوان المملكة قادرين على تجاوز الأزمة. ورغم أن " فك " ارتباط الجماعة بالتنظيم كان الشرط الأساسي الذي قبلت على أساسه الحكومة الأردنية تصحيح أوراق الجماعة كجمعية أهلية إلا أن الجماعة قد تخلت عن هذا الشرط بعد موافقتها عليه، وأعلن همام سعيد المراقب العام للتنظيم مؤخرًا أن جماعة الأردن جزء لا يمكن أن ينفصل عن الجسد الكامل الذي يمثله التنظيم الدولي للجماعة ويترأسه مكتب إرشاد مصر. صراع الأجنحة داخل جماعة الأردن بلغ ذروته في الوقت الحالي، حيث قام شباب من التنظيم بإعداد مذكرة إلى القيادة طالبوا فيها بإقالة كل القيادات الحالية وتشكيل مجلس شورى جديد بمشاركة شبابية جادة، وتغيير الهيكل العام للجماعة، ووضع لائحة تنفيذية جديدة مع ضرورة استيعاب قيادات التنظيم المطالبين بالتغير وعودة القيادات المفصولة، والتبرؤ من كل أشكال العنف التي ينتهجها جماعة الإخوان في مصر. وكان القيادي الإخواني والأستاذ في الجامعة الأردنية الدكتور أرحيل غرايبة نشر عدة مقالات في جريدة محلية في الأردن كشف فيها عن شكل الخلاف الحاد الذي تشهده الجماعة، وكتب غرايبة في أحد المقالات مدافعًا عن زعيم الحركة الإخوانية الجديدة عبدالمجيد ذنيبات: "أكثر ما يبعث على الإساءة ذلك التجرؤ غير الرجولي من بعض الطارئين على الدعوة والأردن في الإساءة إلى شخصية عبدالمجيد، وتسليط الضوء على بعض أخطائه ونشرها على الملأ، وأصبح شغل القيادة الجديدة منصبًا على تشويه شخصية الرجل وتحطيم رمزيته" وهو ما اعتبره الكثيرون تلميحًا واضحًا للمراقب العام الحالي للجماعة الدكتور همام سعيد، وهو من أصول فلسطينية، حيث يعتبره غرايبة "طارئًا على الدعوة وعلى الأردن". جدير بالذكر أن الأردن يشهد حاليًا وجود جماعتين للإخوان المسلمين بعد أن تقدم المراقب العام الأسبق للجماعة عبدالمجيد الذنيبات و45 شخصية إخوانية من تيار الإصلاح في الجماعة إلى الحكومة الأردنية منتصف الشهر الماضي، بطلب تصويب وضع الجماعة القانوني، وحصل على ترخيص جديد للجماعة، بداية الأسبوع الحالي باسم جمعية الإخوان المسلمين.