يعتقد البعض أن الساحة قد خلت من الإسلاميين بعد ما لحق بالإخوان من إقصاء نتيجة أعمالهم الإرهابية، لكن المؤكد أن قدر مصر مكبل بأغلال من المتشددين، فبعد خروج الإخوان من الحكم وإفاقة الشعب من غيبوبتهم بدأ السلفيون فى التخطيط للسيطرة على مصر، وباتت الساحة الشعبية مرتعًا أمام أتباع التيار السلفى لجذب المناصرين والأتباع من منشقى الإخوان الذين وجدوا فى أفعال الجماعة هلاكًا، وفى أفكار أنصار محمد سعيد رسلان قوام الدين والفكر المعتدل، نصوص تحريم الخروج على الحاكم باتت الأكثر إقناعًا لهؤلاء الشباب رغم نقمتهم على الأوضاع التى تعيشها البلاد، إلا أن الطريقة التى ينتهجها أتباع الشيخ كفيلة بجذب المناصرين فى حى الأميرية وفى العديد من الأحياء الشعبية. بعد التقييد الأمنى الذى تقوم به الحكومة المصرية على أنصار الجماعة الإرهابية بدأ عدد من أنصار التيار السلفى وتحديدا أنصار جماعة الشيخ محمد سعيد رسلان، الذين بدأوا فى جذب الشباب ممن أتعبهم العنف وضاقوا بسياسة الإخوان المقيدة لأحلامهم السياسية، فجماعة الإخوان أجبرت الشباب فى الفترة الأخيرة على الاستمرار فى أعمال العنف، فى الوقت الذى رفض هؤلاء الشباب المشاركة فى أعمال العنف، الشباب الذين رفضوا العنف لأنهم تعبوا ولم يجدوا مكاسب واضحة منه أصبحوا فريسة للسلفيين من أنصار جماعة رسلان، الذين صدروا فى خطتهم لجذب الشباب إلى ضرورة المحافظة على البلاد وقبول الحاكم وطاعته فى كل الأحوال. وبالرغم من أن هؤلاء الشباب محاصرون من قبل الإخوان وفقا للسياسة العشائر وهيكلة الإخوان التى تعتمد على ضم عائلات كاملة للجماعة، إلا أن المخطط السلفى استطاع أن يصل لهؤلاء الشباب، خاصة أن الإخوان محاطون برعاية الجمعية الشرعية التى تضم أعدادا كبيرة منهم داخل الجمعية، ما أدى إلى بزوغ نجم الشباب الرافض لأعمال الجماعة من خلال تواجدهم بالجمعية الشرعية. السلفية اخترقت عقول شباب الإخوان من خلال عدد من الكتب، لإقناع الشباب بوجهة نظرهم، وكان كتاب أصول السنة لأحمد بن حنبل، وكتاب المذاهب الأربعة أهم مقترح تقدم به قيادات السلفية للإخوان، قيادات السلفية فى المناطق الشعبية مثل بولاق وحى الأميرية أصدرت أيضا عددا من الكتيبات للرد على عقيدة الإخوان المسلمين، والرد على أفكار سيد قطب فى تكفير المجتمع، أنصار السلفية نجحوا فى إقناع الشباب أن الجماعة تسير إلى ضلال، وأن الحق هو اتباع ما عليه أهل السلف المنهجى من «الرسلانيين»، ليخرجوا غير آسفين على ما مضى من عمرهم فى الدفاع عن تلك الجماعة الإرهابية، متخذين من الفكر السلفى منهجا ومعتقدا للدفاع عن أهلهم وجيرانهم، وقد شهدت المساجد عمليات التحويل من الإخوان للسلفية، فقد انتهج السلفيون سياسة اختراق الإخوان فى عقر دارهم، وشهدت مساجد الجمعية الشرعية عملية التجنيد تحت سمع وبصر وعلم أئمة الأوقاف، الذين تولوا الإشراف على مساجد الجمعية الشرعية، عدد من هؤلاء الأئمة كانوا من أنصار الجماعة ممن اجتازوا اختبارات الأوقاف الأخيرة، بل إنهم شاركوا فى عملية إقناع شباب الإخوان بالتخلى عن انتماءاتهم السياسية من الذين اختاروا عددا من الشباب ممن عرفوا بخدمتهم للإخوان خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وقد اعتمد الأئمة خطة لضم الشباب، والشباب المنضم يرفض الإفصاح عن أسمائهم خوفا من القتل، فقد أكدوا أن الجماعة لن تتردد فى قتلهم إذا كشفوا انضمامهم لسلفية رسلان. محمود يؤكد أن نفوره من جماعة الإخوان بدأ مع مشاركته فى اعتصام رابعة، فقد كشف الشباب عن تجاوزات وأعمال عنف تمت فى رابعة، حيث استأجرت الجماعة عددا من الشباب وكلفتهم بمطاردة المواطنين الرافضين للاعتصام، بالإضافة إلى احتجاز هؤلاء الشباب داخل الاعتصام، ومنعهم من الخروج، حيث كانت الجماعة تجبرهم على القيام بأعمال تخريب فى المنطقة.