"فقدنا من يمُكن أن نصفه بأبرز كُتاب إسبانيا خلال النصف الثاني من القرن العشرين". هكذا نعت وزيرة الثقافة الاسبانية بيلار ديل كاستيو للإذاعة الحكومية الأديب والشاعر كاميللو خوسيه ثِلا، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1989، والذي مثّل كنزًا ثقافيًا إسباني أثرى الأدب العالمي بأعماله. ولد ثيلا في بادرون بمُقاطعة جاليسيا بإسبانيا في الحادي عشر من مايو 1916، واشتهر برواياته التي تميزت بالثراء والتجديد اللفظي أكثر من تميزها بالشخصيات والحبكة، واعتمد فيها على تشويه الواقع بخلق شخصيات متطرفة وعنيفة وربطها ببيئتها العائلية والاجتماعية. شارك ثيلا في الحرب الأهلية الإسبانية إلى جوار الجنرال فرانكو، ولكنه انتقد سياساته وأفعاله فيما بعد، وفي عام 1942 نشر ثيلا روايته الأولى "عائلة باسكوال دوارتِ"، وتعتبر من أشهر رواياته وأكثرها مبيعًا، بل ومن أكثر الروايات الإسبانية ترجمةً إلى اللغات الأخرى، ولكن جاء النشر بعد أن تعرَّضت إلى مقص الرقابة آنذاك، ولكن نجاحها منحه الشهرة، حيث ظهر فيها أسلوبه الخاص الذي ميز أكثر مؤلفاته. ليعُيّن في عام 1947 رئيسًا لنادي مدريد الأدبي، ولكنه استقال قبل أن يُباشر عمله احتجاجًا على إعدام الإسباني سالبادور بويغ أنتيتش في شهر مايو من العام نفسه، ما جعل بعض أنصار فرانكو ينشرون وثيقةً قديمة تثُبت تعامله مع النظام الفاشي، فاتهمه الكثيرين بخيانة قناعاته. من أهم روايات ثيلا "مُغامرات لاثاريو دي تورمِس وعثراته الجديدة"، و"رحلة إلى القرية"، وهي القرية التي استقر بها في أيامه الأخيرة وتقع على تخوم العاصمة مدريد وتستمد اسمها من اللغة العربية و"خليّة النحل"، التي تُعتبر ثاني أهم أعماله، و"السيدة كالدوِل تتحدّث مع ابنها"، و"الشقراء"، و"سان كاميلو"، وعن الرواية القصيرة كتب "القديسة باربينا"،و "37"، و"غاز في كل شقة"، و"مقهى الفنانين، و"طاحونة الهواء"، ومن أعماله في الشعر "واطئًا ضوءَ النهار المتردّد". و ألّف ثيلا عددًا من كتب الرحلات التي صوّر فيها بدقة رحلاته سيرًا على الأقدام في بعض بلدان أمريكة اللاتينية، وكتب من مذكراته "الوردة"، و"مذكرات، فهم وإرادات"، وله أيضًا كثير من القصص القصيرة والمسرحيات والمقالات الصحفية. بعد صدامه مع نظام الجنرال فرانكو استقر كاميللو ثيلا منذ منتصف الخمسينات في جزيرة مايوركا، حيث أصدر مجلة أدبية، وعمل على إصداأعماله المتنوعة، وفي عام 1957 صار عضوًا في الأكاديمية الإسبانية، وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1989، وجائزة ثِربَانتِسْ في عام 1995 ونال لقب "مركيز إيريا فلابيا" في عام 1996، وتُوفى في العاصمة الإسبانية مدريد في مثل هذا اليوم السابع عشر من يناير عام 2002.