«الأزهرى» يشارك فى حفل تنصيب الرئيس الإندونيسى نائبًا عن «السيسى»    بث مباشر على تيك توك.. طبيبة تونسية تنقل عملية جراحية من داخل العمليات (تفاصيل)    اليوم.. وزير التعليم يستعرض خطط وسياسات الوزارة أمام البرلمان    خاص| محمد القس يكشف عن دوره في مسلسل «برغم القانون»    بكام الطماطم؟.. أسعار الخضروات والفاكهة في الشرقية اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 22-10-2024 في البنوك.. تحديث مباشر ولحظي    الرئيس السيسي يتوجه إلى روسيا للمشاركة في قمة "بريكس"    الاحتلال يمنع انتشال الجثامين من تحت الأنقاض في جباليا    بدء ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى في أبو سمبل    اسعار التوابل اليوم الثلاثاء 22-10-2024 في محافظة الدقهلية    نجم الأهلي السابق يكشف مستقبل محمود كهربا مع الفريق    إغلاق كازينو بشارع الهرم لممارسة أنشطة سياحية دون ترخيص (صور)    إغلاق وتشميع محلات تحولت من سكني إلى تجاري بالجيزة (صور)    لطيفة وجنات وريهام عبد الحكيم فى ضيافة الليلة العمانية بالأوبرا (صور)    هبوط مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    عواقب صحية كارثية لشرب كوكاكولا يوميا، أخطرها على النساء    صناع عمل "مش روميو وجولييت" يعلنون تأسيس نادي أصدقاء للجمهور    تصل ل 20 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب نوفمبر المقبل    استطلاع: غالبية الألمان يرفضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات اليوم على خطوط السكك الحديد    عاجل - وزير الدفاع الأميركي: منظومة ثاد الأميركية المضادة للصواريخ باتت "في مكانها" بإسرائيل    قائد القوات البحرية: مصر نجحت في منع الهجرة الغير شرعية منذ 2016    مجدي عبد الغني ل كهربا: أنت ليك ماضي معروف.. والناس مش نسياه    رئيس جامعة بنها: ندعم أفكار الطلاب وابتكاراتهم    تغطية إخبارية لليوم السابع حول غارات الاحتلال على رفح الفلسطينية.. فيديو    الكلاب في الحضارة الفرعونية.. حراس الروح والرفاق في عالم الآلهة    حقيقة صرف مكرمة ملكية بقيمة 1000 ريال لمستحقي الضمان الاجتماعي في السعودية    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته بسوهاج    الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قيادي في حزب الله في دمشق    محمد عبدالجليل معلقًا على غرامة كهربا: حذرت لاعبي الأهلي من محمد رمضان    كسر بالجمجمة ونزيف.. ننشر التقرير الطبي لسائق تعدى عليه 4 أشخاص في حلوان    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    عاجل - تمديد فترة تخفيض مخالفات المرور وإعفاء 50% من الغرامات لهذه المدة    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين في حادث انقلاب سيارة بأسيوط    الصحة اللبنانية تدين تعرض إسرائيل لأكبر مرفقين طبيين في البلاد وتطالب بموقف دولي إنساني    حل سحري للإرهاق المزمن    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    ما حكم استخدام المحافظ الإلكترونية؟ أمين الفتوى يحسم الجدل    بعد منعه من السفر… «هشام قاسم»: السيسي أسوأ من حكم مصر    إسرائيل تتوعد: الهجوم على إيران سيكون كبيرًا وسيجبرها على الرد    مدحت شلبي يوجه رسائل نارية ل حسين لبيب بعد أزمة السوبر    «القابضة للمطارات»: مؤتمر المراقبين الجويين منصة للتعاون ومواجهة تحديات الملاحة    عقوبة تخبيب الزوجة على زوجها.. المفتاح بيد المرأة وليس الرجل فانتبه    ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم    المؤتمر العالمي للسكان والصحة.. الوعى في مقابل التحديات    متحدث الصحة: نعمل بجدية ومؤسسية على بناء الإنسان المصري    شيرين عبدالوهاب تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق فنانة للمرة الثانية وخطوبة فنان وظهور دنيا سمير غانم مع ابنتها    الحلفاوي: "الفرق بين الأهلي وغيره من الأندية مش بالكلام واليفط"    أسامة عرابي: الأهلي يحتاج خدمات كهربا رغم أزمته الحالية    50 جنيهًا تُشعل خلافًا ينتهي بجريمة قتل في كفر الشيخ    ابتعدوا عن 3.. تحذير مهم من محافظة الإسماعيلية بسبب حالة الطقس    هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ ثروت سويلم يُجيب    رئيس انبي: «حصلنا على 21 مليون جنيه في صفقة حمدي فتحي.. واللي عند الأهلي ميروحش»    مديرة مدرسة الندى بكرداسة تكشف تفاصيل زيارة رئيس الوزراء للمدرسة    ارتفاع جديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 (تحديث الآن)    عاجل - هجوم إسرائيل على طهران.. القناة 14 الإسرائيلية: منازل كبار المسؤولين في إيران أضيفت كأهداف محتملة    عاجل - طبيب تشريح جثة يحيى السنوار يكشف عن الرصاصة القاتلة والإصابات المدمرة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإرهاب العائد إلى فرنسا

- ننشر تاريخ العمليات الإرهابية في فرنسا.. أفراد وجماعات تم تدريبهم لمهاجمة قلب أوروبا.. أغلبهم من الشرق الأوسط تقدموا باللجوء إلى بريطانيا وفرنسا..
- أصابع الاتهام في حادث شارلي إيبدو تشير لكتيبة خراسان
-"الذئاب المنفردة" وعلاقات مشبوهة مع القاعدة وتنظيم داعش
أسباب كثيرة تقف وراء دوافع الإرهاب الذي يضرب قلب أوروبا من خلال أسبوعية "شارلي إيبدو" وما تلاها من أحداث، أهمها المقاربة الاجتماعية والشحن الأيديولوجي داخل مدينة النور؛ ففرنسا التي شاركت في التحالف الدولي الذي يوجه ضرباته إلى الدولة الإسلامية والمعروفة إعلاميًا ب"داعش" أو عملياتها ضد المتمردين في مالي أو مشاركتها في غزو العراق مطلع الألفية.
لغز الإرهاب في فرنسا يعود إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي حيث يشكلون الخطر الأكبر في قلب أوروبا ، فكما فتحت فرنسا أبوابها للمغاربة، مثلت لندن، المركز الأساسي لتفريخ الإسلاميين المتشددين وكان علي رأسهم "أبو قتادة".
فحسب أرقام وزارة الداخلية الفرنسية فإن "الجهاديين" الفرنسيين الذين يقاتلون في صفوف "داعش" تجاوز الألف مقاتل وهو يمثل عددا كبيرا مقارنة بباقي الجنسيات الأخرى، والخطورة أن العدد في تزايد متواصل رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الحكومة الفرنسية لإنهاء الظاهرة والتي بلغت حد التهديد بسحب الجنسية.
وقد قال برنار كازنوف، وزير الداخلية الفرنسي، في وقت سابق، إن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها وزارته أظهرت وجود نحو 900 من "المقاتلين" الفرنسيين الذين يقاتلون في صفوف "داعش" في العراق وسوريا بينما يقاتل 100 آخرون في ليبيا، مؤكدا أن الرقم مرشح للارتفاع أكثر لوجود أعداد أخرى منهم في تركيا أو بلدان مجاورة وحتى في فرنسا، لا تزال تتحين الفرصة للالتحاق بساحة القتال، هؤلاء لم تنجح السلطات الفرنسية بعد في تحديد هويتهم.
يرجع ملف "الإرهاب العائد" إلى المجموعات الإرهابية التي نشطت في فرنسا واهمها، كتائب "الذئاب المنفردة"، وهم مجموعة من الأشخاص غير المنظمين الذين لا يخضعون إلى قيادة الجماعة، بل يعتمدون على أنفسهم، وأفكارهم التي تلقوها في الأغلب عبر الفضاء الرقمي.
ومثلت أوروبا محضنًا، لنمو الأفكار المساعدة على انتشار هذه الظاهرة التكفيرية، بعدما احتضنت في منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات، شخصيات جهادية فرت من بلدانها، وأعطتها حق اللجوء السياسي، فعملت على نشر أفكارها مستغلة الحرية ومطالبات المنظمات الدولية، بمزيد من الديمقراطية.
كما يفتح حادث مجلة "شارلي إيبدو" باب التكهنات حول الجهة المسئولة عن الحادث، وهل يمكن أن تكون كتيبة "خراسان" التابعة للقاعدة، أم تنظيم "داعش"، الملف التالي يرصد أهم حوادث العنف التي مرت على فرنسا على مدار الأربعين عامًا الماضية.
إرهاب فرنسا.. سيرة ذاتية
تعرضت فرنسا ل 10 عمليات إرهابية على مدار الأربعين عامًا الماضية والتي كانت بدايتها في 1978، حيث اطلق مجموعة من المهاجمين الفلسطينيين النار على مطار أورلي الباريسي على مجموعة من المسافرين كانوا يتأهبون للإقلاع إلى تل أبيب، وانتهاءً ببعض الهجمات المسلحة في عام 2012 والتي تم تنفيذها علي يد محمد مراح .
- هجمات "تولوز" 2012:
هجمات مسلحة اتهم بتنفيذها محمد مراح وقتل فيها كل من عماد بن زياتن في تولوز وعادل شنوف ومحمد لقواد في مونتوبان، ثم مريم مونسونيجو (ثماني سنوات) وغبريال واريح وسندلر (أربع وخمس سنوات) ووالدهما جوناثان يوم 19 مارس في مدرسة أوزار حاتوراه اليهودية في تولوز، قبل أن يُقتل مراح برصاص الشرطة يوم 22 مارس في شقته.
-محطة بور رويال 1996:
وفي سبتمر 1996 وقع هجوم بالمتفجرات استهدف خط المترو في محطة بور رويال جنوب باريس وخلف أربعة قتلى و91 جريحا، وبدت هذه العملية، التي استخدمت فيها قارورة غاز.
سان ميشال 1995
-وفي 25 يوليو 1995 انفجرت قنبلة بمحطة قطارات سان ميشال، في قلب باريس، وخلفت ثمانية قتلى و119 جريحا. ونسب الهجوم لمسلحين جزائريين وكان الأشد في موجة من تسع هجمات خلفت ثمانية قتلى وأكثر من مائتي جريح خلال الصيف.
قنبلة شارع رين
- وفي 17 سبتمبر 1986 وقع هجوم بقنبلة أمام محلات تاتي في شارع رين بباريس خلف سبعة قتلى و55 جريحا. واندرج ضمن 15 اعتداء (ثلاثة منها فاشلة) نفذتها شبكة فؤاد علي صالح المقربة من إيران عامي 1985 و1986 أوقعت مجتمعة 13 قتيلا و303 جرحى.
-انفجارات مارسيليا
وفي 31 ديسمبر 1983 وقع قتيلان و34 جريحا في محطة سان شارل بمرسيليا جنوب البلاد إثر انفجار قنبلة. وقبل ذلك بدقائق سقط ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى في انفجار في القطار الفائق السرعة الرابط بين مرسيليا وباريس. وتبنت الهجومين منظمةٌ تطلق على نفسها "منظمة الكفاح العربي المسلح".
مطار أورلي
-وفي 15 يوليو 1983 سقط ثمانية قتلى و54 جريحا في انفجار قنبلة قرب مكاتب التسجيل التابعة للخطوط التركية في مطار أورلي قرب باريس. وحكم في مارس على ثلاثة أرمن في هذا الاعتداء بالسجن من عشرة إلى 15 عاما.
- الحي اليهودي
وفي 9 أغسطس 1982 اطلق مجموعة مكونة من خمسة أشخاص النار والقنابل اليدوية علي مطعم "غولدنبرغ" في شارع لوزييه في قلب الحي اليهودي بباريس مما أوقع ستة قتلى و22 جريحا. ولم يعرف إلى الآن منفذ الهجوم الذي نسب إلى مجموعة أبو نضال.
قطار"تولوز باريس"
- وفي 29 مارس 1982 وقع هجوم على القطار الذي يربط بين تولوز وباريس وكان يفترض أن يكون ضمن راكبيه عمدة باريس حينها جاك شيراك. وأوقع الهجوم خمسة قتلى و77 جريحا. ويبدو أنه مثل أول العمليات الانتقامية من إليش راميريز سانشيز المكنى بكارلوس بعد اعتقال اثنين من عناصر مجموعته السويسري برونو بريغي وصديقته لاحقا ماجدولينا كوب.
شارع كوبرنيك
في 3 أكتوبر 1980 انفجرت قنبلة تم اخفاؤها في حقيبة دراجة نارية أمام كنيس يهودي بشارع كوبرنيك بباريس عند موعد الصلاة وخلف 4 قتلى و20 جريحا.
- مطار أورلي
في 20 مايو 1978 أطلق مجموعة من الفلسطينيين النار على مجموعة من المسافرين بمطار أورلي الباريسي كانوا يتأهبون للإقلاع إلى تل أبيب، ما خلف ثمانية قتلى بينهم ثلاثة من المهاجمين واثنين من قوات الأمن وثلاثة مسافرين، إضافة إلى ثلاثة جرحى بين المسافرين.
"الذئاب المنفردة".. الارهاب الكامن في أحضان أوروبا
"الذئاب المنفردة": مصطلح خاص بالتنظيمات الجهادية، بات يؤرق الدول الأوروبية، ويطلق على خلايا التنظيمات المتطرفة خارج نطاق سيطرة التنظيمات، وخطورتهم تكمن في أنهم يمكن أن يكونوا شخصا واحدا أو مجموعة صغيرة، تخطط بشكل منفرد، وتخطط لعمليات إرهابية تستخدم فيها مواد بدائية وصولا للمتفجرات، وغالبا يتم تجنيدهم، عن طريق المدارس السلفية الموجودة في أوروبا، أو الجهاديين الذين شكلوا خلايا عنقودية، في البلاد التي حصلوا على حق اللجوء فيها، أو حديثا من خلال الأنترنت، وهؤلاء في الغالب، أو معظمهم موجودون في أوروبا، ويعانون من مشاكل عنصرية أو حالة اضطهاد، هذا بالنسبة لمن يحملون جنسيات دول أوروبية أي (الجيل الثاني والثالث من المهاجرين)، أما الأوروبيون من الذئاب المنفردة فيعانون وفقا لدراسات من حالات اكتئاب وملل واضطهاد. والمصطلح ولد مع القاعدة ونما في بداية الألفية، وتضخم مع مجلة "إنسباير"، التي تصدر عن القاعدة منذ 2010، وكان أول مقال بها لأنور العولقي، مؤسس المجلة بعنوان "الذئاب المنفردة.. كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك".
وكتائب "الذئاب المنفردة"، هي كتائب لمجموعة من الأشخاص غير منظمين، ولا يخضعون إلى قيادة جماعة، بل يعتمدون على أنفسهم، وأفكارهم التي تلقوها في الأغلب عبر الفضاء الرقمي.
ومثلت أوروبا محضنا، لنمو الأفكار المساعدة على انتشار هذه الظاهرة التكفيرية، بعدما احتضنت في منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات، شخصيات جهادية فرت من بلدانها، وأعطتها حق اللجوء السياسي، فعملت على نشر أفكارها مستغلة الحرية ومطالبات المنظمات الدولية، بمزيد من الديمقراطية.
وخلال الفترة الأخيرة، بث تنظيم "داعش" الإرهابي، فيديوهات لعناصر من مقاتليه، يتحدثون بلغات مختلفة، يمزقون بطاقات هويتهم، وجوزات سفرهم، لكن المهم، أنهم كانوا يوجون رسائل مختلفة لزملائهم وأصدقائهم، الذين يعتقدون أنهم قريبون من فكرهم، بتشكيل مجموعات صغيرة، أو العمل بشكل منفرد، لاستهداف الأجهزة الأمنية، والمنشأة الحكومية في الدول الأوروبية، تحت شعار: "إن لم تستطع السفر لسوريا والعراق، فانقل المعركة لعقر دارك"، وهذا ما قالته البريطانية، "أقصى محمود"، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، بعدما هربت من أسرتها في لندن، لتلتحق بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وتختلف الدوافع الاجتماعية والنفسية والسياسية، للذئاب المنفردة من أصول عربية، عن غيرهم من أصول أوروبية؛ إذ إن معظم العرب المسلمين الذين يسافرون لبلدان أوروبية، كما الحال في فرنسا وبريطانيا، يعانون من حالة اضطهاد، ومعادة لكونهم مسلمين، من بعض الشخصيات المتطرفة.
فوفقا، لصحيفة الدايلي ميل البريطانية، أجري خلال عام 2013، استفتاء في بريطانيا، عن الشيء الذي قد يجعل المجتمع البريطاني أكثر سعادة؟ فاختار 69% من البريطانيين، أن المجتمع سيكون أكثر سعادة، إذا ما كان من دون مسلمين.
مثل هذه الأشياء، تنمي لدي العربي المسلم المغترب الشعور بالاغتراب، والعزلة، فيحتاج للانتماء لما هو أكبر، فلا يجد إلا الدين، في ظل حالات البطالة، والهجرة غير الشرعية.
أما بالنسبة للذئاب المنفردة من الأوروبيين، فتتراوح أعمارهم في الغاب، بين 17 و28 عامًا، ومعظمهم يعاني من حالة اكتئاب وملل، ويكون لديهم رغبة في تحقيق الذات والتحدي، وفقا لما كتبته صحيفة "الجارديان" البريطانية، في العام 2014، في تحقيق لها حول أسباب سفر الجهاديين الأوروبيين لسوريا والعراق، وتفكير البعض الآخر في تشكيل جماعات منفردة لمواجهة الحكومة.
ووسائل تجنيد هؤلاء الشباب الأوروبيين مختلفة، أشهرها الإنترنت؛ إذ يبث تنظيم داعش الإرهابي يوميًا ما يقرب من 40 ألف تويتة، وفقا لدراسة أجراها مركز "سوفان" البريطاني المتخصص في مراقبة الحركات الجهادية، وخاطب فيها الشاب الأوروبي، ويقدم من خلالها رسالته، وقد استطاعت الهالة الإعلامية، التي رسمها التنظيم حول نفسه، في استقطاب مئات الشباب الأوروبيين، وتجنيدهم، واستخدامهم فيما بعد في تجنيد آخرين.
ومن ضمن وسائل تشكيل وجدان "الذئاب المنفردة" علماء الدين والمدارس، فعلى الرغم من أن الأغلبية العظمى من المساجد لا تعيِن أئمة متطرفين، فإنها تعتبر "حاضنة" للمتطرفين والجهاديين، فهي وسيلة للتعرف على بعضهم ونشر أفكارهم. وقد كان هناك مسجد بريطاني يدعى Finsbury Park Mosque، هو مثال على التطرف الإسلامي؛ حيث استخدم في أواخر التسعينيات لاستقطاب جهاديين لأفغانستان، الذي قاده حينها الإرهابيان أبو حمزة وأبو قتادة.
وهناك مسجد دنماركي يدعى Aarhus Mosque Grimhøjmoskeen، أعلن دعمه لداعش في 2 سبتمبر 2014. فضلا عن أن السجون الأوروبية، التي احتجزت جهاديين، خلال الفترات الماضية، شكلا محضنًا لمثل هذه الأفكار المتطرفة، فاختلاط الجهاديون بالمجرمين الأوروبيين، وأعطاهم ذلك مساحة للسيطرة على بعض هؤلاء المجرمين وتحويلهم لشخصيات جهادية تكفيرية ناقمة على المجتمع.
وفي 24 أكتوبر الماضي، في صفحة التحليلات بصحيفة الديلي تليجراف "البريطانية"، قال محلل الشئون الدفاعية "كون كوجلن" إن التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في الغرب سيكون محاولة منع "الذئاب المنفردة" المتشددة من ارتكاب أعمال ارهابية، على حد قوله.
ويشير الكاتب في قوله ذلك إلى قيام المواطن الكندي مايكل زحاف بيبو، الذي تحول إلى الاسلام، بقتل جندي وإطلاق النار داخل البرلمان في العاصمة الكندية أوتاوا.
ويعدد الكاتب الأشكال التي يمكن أن تقوم بها "الذئاب المنفردة" بعملياتها ويقول إنها يمكن أن تكون زرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة، أو شن هجوم فردي بالسلاح كما فعل اليميني المتطرف أندريه بريفيك في النرويج عام 2011 وأدى إلى قتل العشرات احتجاجا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الأجانب اليها.
ويرى الكاتب أن منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل.
وتتزايد مخاوف الأوروبيين والأمريكيين من تشجيع المتطرفين الإسلاميين على القيام بمثل هذه الأعمال المنفردة بدلا من العمل بشكل جماعي لتنفيذ خطة ما، كما حدث في مهاجمة برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر عام 2001 أو هجوم 7 يوليو عام 2005 في لندن.
ويرى الكاتب أن هؤلاء الشباب، الذين يسافرون للقتال في سوريا والعراق وغيرها، سوف يعودون بعد فترة إلى بريطانيا بعد تشبعهم بأفكار الجماعات الإسلامية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى من يتحولون إلى التطرف نتيجة متابعتهم للفكر المتطرف الموجود على الإنترنت الذي يدعو أتباعه إلى قتل المواطنين الأبرياء تقربًا إلى الله.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إنه طالما بقي هذا الفكر المتطرف سيكون هناك شباب مستعد للقيام بارتكاب تلك الأعمال.
ومن بين من عملوا على نشر مصطلح "الذئاب المنفردة" في السابق، حتى نما واستفحل، كان أنور العولقي، مؤسس مجلة "إنسباير التابعة للقاعدة"، والتي لاتزال تصدر حتى الآن، على الرغم من مقتله، في 30 سبتمبر 2011.
وارتبط اسم العولقي بسلسلة من الهجمات، بدءًا من هجمات سبتمبر 2001 ومرورًا بحادث إطلاق النار في قاعدة "فورت هود" العسكرية الأمريكية في نوفمبر 2009، وأخيرا محاولة التفجير الفاشلة لطائرة أمريكية كانت تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت يوم عيد الميلاد 2009، وقد كان العولقي على قائمة المدعوين إلى البيت الأبيض عقب أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة كأحد قادة الجالية المسلمة هناك في محاولة من الأمريكيين للتخاطب مع رموز الجالية المسلمة، أيام الرئيس السابق جورج بوش الابن. غير أن الأمور تغيرت بعد أن ورد اسم العولقي مرتبطا ببعض الأسماء التي كان لها دور في أحداث سبتمبر على نيويورك وواشنطن، وقد بدأت رحلة هروب العولقي من الملاحقة الأمريكية في ديسمبر 2007 حين فر إلى اليمن وانتشرت خطبه ومواعظه على شبكة الإنترنت التي تشجع على ثقافة العنف وتساهم في تجنيد المزيد من الشباب في التنظيمات المسلحة.
من قام بعملية شارلى إيبدو؟
إلى الآن لم تعلن أي مجموعة صلتها بحادث الصحيفة الفرنسية الساخرة، شارلى إيبدو، لكن بصمات كتيبة خراسان الموجودة في سوريا، تشير إلى ذلك، إذ إنها، جماعة متخصصة في تدريب المهاجرين الغربيين، وإعادتهم مؤهلين لحمل السلاح داخل أوروبا.
وكشفت مصادر أمريكية وأوروبية أن سعيد كواشي، أحد المشتبه بهما في الاعتداء على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، زار اليمن في 2011 وخاض تدريبا في معسكر للقاعدة.
وأوضحت مصادر حكومية أمريكية أن سعيد وشقيقه شريف يوجدان على اثنتين من قواعد البيانات الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب.
فيما أعلنت المخابرات البريطانية أن مجموعة إسلامية متطرفة تتواجد بسوريا تخطط لشن "اعتداءات واسعة النطاق" في الغرب. وأوضحت أن التهديدات تأتى من متطرفين ينتمون للقاعدة يشكلون أيضا خطرا.
وأعلن رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطاني "إم آي 5" الخميس أن مجموعة إسلامية متطرفة متواجدة في سوريا تخطط لشن "اعتداءات واسعة النطاق" في الغرب.
وتحدث أندور باركر المدير العام لجهاز "إم آي 5" في لندن عن اعتداءات قد يقوم بها مقاتلون عادوا من سوريا، كانوا منضمين لجماعة خراسان.
وتنظيم خراسان، هو جماعة متشددة تنتمي لتنظيم القاعدة، وأن زعيم (القاعدة) ايمن الظواهري أوكل إلى الكويتي محسن الفضلي، الذي كان حارسا شخصيا ومرافقا خاصا لأسامة بن لادن وقتل في قصف أميركي على ريف أدلب قبل يومين، مهمة تجميع وقيادة المجاهدين ذوي الخبرة في قتال الأمريكيين الذين استفادت منهم «أرض الجهاد» في أفغانستان والعراق والشيشان والبوسنة، ليشكلوا «كتيبة جهادية نخبوية» قادرة على تنفيذ عمليات قتالية متميزة وموجعة للعدو بعيدًا عن أجواء التحزب والمؤامرات والتصفيات التي باتت تعصف بالجهاد في سورية، وحتى تكون بعيدة عن الرصد المخابراتي الأمريكي وحلفائه والرصد المخابراتي السوري وداعميه، على اعتبار أن غالبية هؤلاء المجاهدين من الأعاجم والغرباء الذين يسهل كشف هوياتهم وبالتالي تسهل مهمة تصفيتهم والتخلص منهم.
وأكدت أن المهمة الأساسية للفضلي موفد الظواهري في سوريا، كانت تنحصر في توفير الأمان للجهاديين الخراسانيين وحمايتهم، والاستفادة من خبراتهم في دعم جبهة «النصرة» المرتبطة ولائيا وتنظيميًا ب«القاعدة» لتحقيق أهداف التنظيم المعلنة.
وكشفت أن غالبية هؤلاء الجهاديين القدامى تعارفوا في ما كان يسمى «دار الضيافة» التي كانت منتشرة بشكل واسع في منطقة بيشاور الباكستانية وبمثابة القاعدة الخلفية الآمنة لتجمع المجاهدين العرب تحديدًا، إبان حرب الفصائل الجهادية الأفغانية المدعومة من الغرب ضد الاتحاد السوفياتي قبل تفككه، واستمرت علاقاتهم دون انقطاع وبطريقة يسهل فيها جمعهم في تنظيم أو فصيل قتالي وبشكل سريع، وهو يشبه ما يمكن تسميته قوات احتياط «النخبة الجهادية» إذا ما قورنت بوحدات الجيش النظامي.
وذكرت المصادر أن هذه المجموعات تعمل بشكل خلايا عنقودية وتتبع إجراءات أمنية صارمة، بشكل يصعب معه كشفها في حال إلقاء القبض على أي عضو فيها، ومن هذه الإجراءات منع تعارف أفراد هذه المجموعات على بعضهم البعض وانعدام التواصل بينهم إلا عن طريق قادة هذه الخلايا أو من يتم ترشيحه ليكون بديلًا في حال فقدان قائد إحدى الخلايا لأي سبب كان.
وختمت المصادر أن أعضاء «جماعة خراسان» تمكنوا من دخول سوريا عن طريق إيران التي كان معظمهم يقطنونها ويتخذون من أراضيها مقرا للإقامة والسكن هربًا من الأجهزة الأمنية في بلدانهم المطلوبين فيها، مرورًا بالعراق قبل أن يستقروا في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل والجماعات الجهادية في شرق وشمال سورية حيث سيطرة جبهة النصرة هناك.
وفى أخبار إعلامية نشرتها مواقع صحفية، أكدت أن أبو دجانة الأفغاني المتحدث الرسمي باسم خراسان، أعلن بيعته لأبو بكر البغدادي زعيم «داعش»، ما أوجد انقسامًا داخل الكتيبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.