كنت أتصور أنه بمجرد أن يعلم المجلس بمجزرة "بور سعيد" أن يتم انعقاد المجلس فى مساء يوم المجزرة،ولا يكون الانعقاد من أجل أن يقال أن مجلس الشعب لم يعقد جلسة طارئة منذ 40 سنة،وبعد طول انتظار تم عقد الجلسة بعد ظهر الخميس 2-2-2012 والحقيقة كان الله فى عون نواب المجلس وطالما أنكم عقدتم جلسة طارئة وحضرها السيد رئيس الوزراء الذى للمرة الثانية جاء ليقول كلاما كنت أتمنى أن لا يقوله فلم نأخذ شيئا من أن سعادته لم يخلع ملابسه منذ أمس،ولأن السيد رئيس الوزراء جاء من رحم النظام البائد فلم يكن يتصور أن تتم معارضته وجها لوجه فلم يتحمل كلام النائب سعد عبود،ولا النائب أمين اسكندر،وغضب وأنهى كلمته،وكان على المجلس أن يشرّع قانونا يؤكد فيه على عدم تولى أى مسئولية كبيرة لأى مسئول كان فى النظام السابق أو يعلن المجلس أنه ليس فى مصر من يتحمل المسئولية كما قال من قبل الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" أنه لم يجد الشخص المناسب ليكون نائبا للرئيس،إن جلسة الخميس 2-2-2012 ستكون بحق تاريخية لو أن المواطن شعر بجديد فى الشارع المصرى،وإذ لم يشعر بجديد ومع احترامى الشديد لكل أعضاء البرلمان أقول أنه ستصبح جلسة أقل من العادية وليست إلا "مكلمة" فضلا عن الورطة السياسية الكبرى التى كان رئيس المجلس الذى أكن له كل التقدير والاحترام سيقع فيها حينما أراد أن يتم منع البث المباشر للجلسة التى أطلقوا عليها أنها جلسة طارئة،وهذا يعنى أن هناك نية مبيتة من المجلس لمنع بث الجلسات بثا مباشرا تنفيذا لاقتراح النائب السلفى الذى يريد أن يمنع بث الجلسات على الهواء مباشرة،وهذا ما لم نقبله لا سيما وأن كل الأعضاء الذين كانوا فى البرلمان..كانوا من قبل يطالبون ببث الجلسات على الهواء مباشرة،أقول : إن جلسة اليوم التى أسميتموها جلسة طارئة إذ لم يكن لها نتائج فورية فإنى أعتبرها حقنة تخدير للرأى العام،وما أكثر "الحقن" المخدرة التى تلقاها الشعب من النظام السابق،وأنا هنا لا أقارن بين مجلسكم الموقر وبين مجلس كان يديره "جمال مبارك" استغفر الله فإنى أعلم أن هذا المجلس لم يسبقه مجلسا من قبل فى قيمته الفكرية والعلمية ويكفى أن يكون على رأسه الدكتور "الكتاتنى" الذى يدير الجلسات بحرفية شديدة،وهذا يجعلنى أكون منبها وخائفا فى نفس الوقت فالشعب يتابع الجلسات أكثر من متابعته للأفلام والمسلسلات والمباريات فاحذروا من غضبة الجماهير التى أوصلتكم ولا يكون هم بعضكم التبارى والتنافس على الكلمة أمام الكاميرات،إن شعب مصر يريد حسابا عسيرا لهؤلاء الذين ارتكبوا مجزرة "بور سعيد" بغض النظر عن مناصبهم ومواقعهم وإلا فاعلنوا للشعب أنكم لا تستطيعوا تحمل المسئولية...اعذرونى أيها النواب فالخطب جلل،ولا مجال فيه للمجاملات،ولا وقت للتوصيات واتركوا التوصيات للجان الأحزاب وندوات الائتلافات والمنظمات الأهلية..التوصيات تعنى أن لا يعمل بها أو يعمل بها..أنتم مجلس تشريعات،وليس مجلس توصيات،وإذا كان هناك من يريد الانتقام من وزير الداخلية حسب ما يتردد فى بعض الأروقة فعلى السيد وزير الداخلية أن يقول للشعب من هم أعداءه فى الوزارة،وإذا كان السيد رئيس الوزراء يرى أن هناك من يعمل ضد مصر فليعلن للشعب عنه،وإذا كان المجلس العسكرى الذى يدير المرحلة يرى أن هناك لهوا خفيا يعمل ضده فليعلنه أيضا للشعب وفى حالة عدم الإعلان فعلى مجلس الشعب أن يتخذ قرارات أو يصدر قوانين تحد من قدرة هؤلاء على العمل حتى نعثر على هذا "اللهو الخفى" أكررها مرة أخرى يا نواب الأمة: احذروا غضبة الشعب المصرى ممن كان معكم وممن كان ضدكم. أبوالمعالى فائق أحمد الأمين العام المساعد لحزب العمل [email protected]