شارك أربعة سفراء أجانب لدى دمشق، بينهم السفيران الأمريكي والفرنسي، في مجلس عزاء الناشط السوري غياث مطر الذي قتل خلال اعتقاله في سجون نظام بشار الأسد. وكان غياث مطر (26 عاما) قد اعتُقل في السادس من سبتمبر وتوفي في الاعتقال إثر تعرضه للتعذيب، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي أشارت إلى أن مطر كان طرفاً أساسياً في تنظيم التظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد ناشطون بأن سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان في سوريا وصلوا مساء الثلاثاء إلى بلدة داريا بريف دمشق للتعزية بالناشط غياث مطر الذي قتل خلال اعتقاله لشدة التعذيب. وأضافوا أن قوات الأسد هاجمت مساء الثلاثاء مجلس العزاء بعد مغادرة السفراء مؤكدين أن "هجوم الأمن على العزاء تخلله إطلاق غاز مسيل للدموع وعيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين بعد مغادرة السفراء". وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان، قد نقلت عن ناشطين قولهم إن جثة مطر الذي كان أدى دورا رئيسيا في تنظيم المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، تم تسليمها لعائلته السبت. ونقلت عن ناشطين أن الجثة كانت تحمل آثار تعذيب، وجروحا في الصدر والوجه، مؤكدين أنه «تعرض للتعذيب حتى الموت خلال الاعتقال». واشنطن تندد بمقتل غياث مطر: ونددت الولاياتالمتحدة باستهداف الناشطين السوريين، إذ أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا يدين مقتل الناشط السوري غياث مطر خلال اعتقاله. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نيولاند: «الولاياتالمتحدة تندد بأشد العبارات الممكنة، مقتل ناشط حقوق الإنسان غياث مطر خلال اعتقاله لدى قوات الأمن السوري». وأضافت نيولاند في البيان الصحافي الصادر مساء أول من أمس، أنه «تم اعتقال غياث، مع الناشط الرائد يحيى شربجي وعدد آخر من ناشطي حقوق الإنسان الملتزمين بالمقاومة السلمية يوم 6 سبتمبر (الحالي)». واعتبرت نيولاند أن «شجاعة غياث مطر في وجه القمع الوحشي لنظام الأسد أمر معروف في بلدته دراية وفي كل أرجاء سوريا». وأضافت نيولاند أن «التزام (مطر) الشجاع لمواجهة العنف المثير للإدانة الذي يمارسه النظام، والمواجهة السلمية تمثل نموذجا للشعب السوري وكل من يعاني من الاضطهاد». وبالإضافة إلى تقديم التعازي لأهل مطر، استغلت الخارجية الأميركية هذه الفرصة للتعبير مجددا عن رغبتها في تنحي الرئيس السوري من منصبه، وقالت نيولاند: «إننا نقف مع الشعب السوري في مقاومتهم للطاغية، ونطالب نظام الأسد بالتوقف الفوري عن كل أنواع العنف المستخدم ضد الشعب السوري، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين». وأضافت نيولاند: «نحن نطالب مجددا بتنحي الأسد والسماح للشعب السوري بأن يبدأ مسيرة الانتقال الديمقراطي الذي يطالبون به». إدانة أوروبية لمقتل مطر: وقد أدان الاتحاد الأوروبي أيضًا وبشدة مقتل الناشط غياث مطر أثناء اعتقاله من قبل القوات السورية. واعتبر مايكل مان المتحدث باسم المنسقة العليا للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "أن الناشط السوري قتل لاصراره على التصدي سلميا للقمع الوحشي الذي يرتكبه النظام السوري". وأشار إلى أن "مقتل مطر يزيد من عدد الاشخاص الذين سقطوا ضحايا لسياسة القتل التعسفي والاصابات والتعذيب والاعتقال والاعتداء على المتظاهرين السلميين التي يتبعها النظام السوري والانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الانسان". وأكد أن "هذا النظام يجب أن يمهد الطريق نحو انتقال سلمي إلى الديموقراطية في سوريا".