أخيرا انتبه الإخوان إلى أن القضاء يحتاج إلى مليونية لتطهيره..أين كانوا وأين كان الباقون منذ اندلاع الثورة من هذا الملف الخطير الذى جعل مصر مرتعا للسراق والقتلة والخونة والعملاء. لقد تمنيت كثيرا وانتظرت ان يدعو احد الساسة أو الأحزاب أو الجماعات والحركات الى مليونية تطالب بتطهير القضاء من الفاسدين وإعادة هيكلته بل وحل هذه المؤسسة بكاملها وإعادة تشكيلها مرة أخرى وفق قانون محترم للسلطة القضائية يمنع الواسطة والمحسوبية فى التعيين..ويكون أكثر ردعا للسادة القضاة المرتشين الذين امتلئ بهم عنبر الضباط والقضاة بسجن طرة. لا يستطيع احد إنكار أن الدول القمعية البوليسية تحرص دائما على وجود قضاء مسيس ليخدم أغراضه وليبطش بمعارضيه..ولا يفوت النظام بعد ذلك أن يطلق عليه قضاء شامخ ونزيه. فكل الدول القمعية القضاء فيها شامخ ونزيه والإعلام لديها شفاف وحر والشرطة تسهر على راحة المواطنين..مثلنا تماما. الكثير لم يتاثر بما يروج له الإعلام بان القضاء شامخ ونزيه ويعلموا تمام العلم بان الذى وصل الى منصبه بالواسطة والمحسوبية وبالمال لا يمكن فى يوما ان يكون شريفا او نزيها. لقد عبر المستشار الغريانى عن حالة القضاء المصرى بتعبير بالغ الدقة..حينما اخبر احد أوائل دفعة حقوق القاهرة والذى فشل فى كشف هيئة اعضاء النيابة..بانه يعلم بان هيئة النيابة بها المتردية والموقوذة والنطيحة ممن دخلوا بالواسطة والمحسوبية..لكنه لا يستطيع فعل شئ بمفرده لأنه مجرد عضو وسط مجموعة تمثل المجلس الأعلى للقضاء. وكما قال محمود المليجى فى فيلم الناصر صلاح الدين الايوبى:"وهكذا سقطت لويز" ..قالها الغريانى :"بان القضاء به الموقوذة والمتردية والنطيحة". لذلك لا عجب ان يكون بالقضاء فاسدون يجب التخلص منهم سريعا..اما الشرفاء المخلصون فهم فوق الرؤوس لانهم يقيمون عدالة الله فى الأرض..ولعل هذا التطهير سيفرح به الشرفاء أكثر من غيرهم..لان القضاء الان صار مشبوها ولا بد من إجراءات حازمة معه. اختلف مع الإخوان وسياساتهم الفاشلة فى إدارة شؤون البلاد..لكنى اتفق تماما مع مليونيتهم تطهير القضاء. [email protected]