لست نادما على اختيار الدكتور مرسى رئيسا للجمهورية..ولو عاد بنا الزمن ورجع للخلف.. لانتخبته مرة أخرى..لأني فى الواقع والحقيقة لست مخبولا أو مجنونا أو انتمى لجماعة الفلول أو جماعة أنا أسف يا مخلوع. فبديل مرسى كان احمد شفيق رجل مبارك والنظام السابق الذى قامت ضده الثورة..فليس من المعقول أن أثور على نظام واخلعه من الحكم حتى اتى بنفس النظام. وكم تمنيت حقيقة أن يترشح أخر لا ينتمي للتيار الإسلامي..وذلك ليس لعدم ثقتى بهذا التيار..بل بالعكس أنا أؤمن تمام الإيمان بان من حق الإسلاميين أن يصلوا للحكم لنجرب تجربتهم كما جربنا اشتراكية عبد الناصر ورأسمالية وامبريالية السادات وجربنا كل شئ فى عهد مبارك ولم نفلح..لذلك أنا أؤيد وصول الإسلاميين للحكم دون إقصاء. لكن رأيت فى هذا الفترة الحرجة التى تأتى بعد الثورات مباشرة ألا يتقدم الإسلاميون للولاية حتى لا يحدث خلطا بين أخطاء الإسلاميين وفشلهم إذا فشلوا..وبين الإسلام وسماحته وعظمته..وتمنيت لو أن الإسلاميين يمسحون مصر من أقصاها إلى أقصاها داعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يرسخون المبادئ والقيم لدى الشعب. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يناله..وفرض علينا حكم الإخوان المسلمين وهو كرها لنا..فتجاوزنا هذه الخطوة واعتبرنا أن الظروف هتى التى أجبرتهم على التقدم بمرشحين للإخوان بعدما عاهدوا أنهم لن يتقدموا للرئاسة. بل فرحنا كمن لم يفرح من قبل حينما فاز الدكتور مرسى بالحكم ودعونا له وتمنينا له النجاح والتوفيق وتحقيق أهداف الثورة وعادينا من عادوه سواء كانوا معارضة مدفوعة الأجر أو فلول النظام البائد أو إعلام مجرم. لكن كل هذا للأسف لم يدفع الدكتور مرسى أن يحقق أهداف الثورة ومتطلباتها..فقد كنا نعتقد أننا انتهينا من عقود الفقر والغباء والغموض والفشل إلى الأبد..لكننا نعيش نفس المرحلة السابقة بكل عبقها وكل فشلها. إن حزمة الأخطاء التى وقعت فيها الجماعة فى الأشهر القليلة الماضية أثبتت أنهم فشلوا فشلا زريعا على المستوى العقائدي ومستوى حكم الدولة. فعلى المستوى العقائدى فشلوا حينما مد الدكتور مرسى يده لقاتل أهل السنة والجماعة الحوت الفارسى نجاد الذى شارك بجنوده ودباباته فى قتل الشعب السورى والذى اضطهد أهل السنة فى إيران ولبنان والذى يعمل جاهدا على تشيع المسلمين فى دول الخليج والذى يقوم وينام يسب فى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما اعرفه عن عقيدة الولاء والبراء يثبت أن الدكتور مرسى وجماعته قد فشلوا فى هذا الجانب من العقيدة فضلا عن عدم التزامه بوعوده ونقضه إياها..ولو كان هذا مقبولا من البعض الذى يفصل الدين عن السياسة.. إلا انه ليس مقبولا من حزب وجماعة تدعى ان مرجعيتها الإسلام. فقروض بنك النقد الدولى هى المثال الواضح للمعاملات الربوية التى يحرمها الإسلام.. وهنا تقع الجماعة فى خطيئتين..الأولى:هى أنهم يقرون التعامل بالربا وهم أصحاب المرجعية الإسلامية..والثانية:أنهم يكذبون فى أن بنك النقد الدولى سوف يرابيهم فى هذا القرض. أنا لا أنكر على السياسيين أن يلعبوا سياسة كما شاءوا.. ويقترضون من صندوق النقد أو حتى من الصندوق الأسود..لكنى أنكر على من يكذب ويدعى أن مرجعيته اسلامية..او من يرابى ويدعى انه لا يفصل الدين عن الدولة..هذا فضلا عن نقض العهود والمواثيق التى اعتادوا عليها وهذا ليس من الإسلام فى شئ. أما الفشل فى الحكم فهو ظاهر للجميع.. ولعل بعض الإخوان الذى احترمهم والذين يمثلون تيار الإصلاح فى الجماعة هم الذين اقروا بذلك.. منهم الدكتور البلتاجى والدكتور حلمى الجزار. فقد غابت الشفافية عن الشعب الذى اختار دكتور مرسى للحكم تماما وكأننا لسنا شركاء فى الثورة وفى الحكم معا وكأننا لا نتحمل معه أعباء الحياة الثقيلة التى أثقلتها مؤامرات الفلول فى الداخل والخارج وجبهة الخراب الوطنى..فللأسف الدكتور مرسى يعامل من اختاروه لقياده البلاد على أنهم سائحون من بلاد أخرى لا قيمة لهم ولا شأن.. وكان المطلوب منا أن ندافع عنه ونؤيده فقط من اجل التأييد. فحتى الآن لا تطهير حدث بالداخلية ولا القضاء ولا قرارات جريئة وشجاعة أنصفت المظاليم والحرافيش من أبناء هذا الشعب. فلقد ابتلانا الرئيس بحكومة فاشلة عاجزة حتى عن تسيير أحوال الشعب اليومية وعن حاجته للأمن الذى هو مطلب رئيس لكل كائن حى على وجه البسيطة. فالعصابات تنتشر فى البلاد تقطع الطرق وتسرق وتخرب وتغلق المنشات والحكومة عاجزة عن فعل اى شئ يحمى المواطنين..حتى الغذاء والوقود أصبح بعيد المنال نتكبد فيه أموالا ووقتا ومجهودا حتى نحصل عليه. حتى على المستوى السياسى نجد أن الجماعة اتبعت نفس سياسة مبارك والحزب الوطنى حينما قاموا بسن قانون للانتخابات يسمح للمستقل أن يصبح حزبيا..أو أن يسمح مرسى بدخول مجموعة من الفلول المنتمين للحزب الوطنى إلى مجلس تشريعية الشورى وكان ثورة ما قامت وكان نظام لم يسقط. حتى باب سد الذرائع لم يهتم به مرسى وقام بتعين نجله دفعة 2012 فى هيئة الطيران المدنى من خلال إعلان داخلى يسمح بالواسطة والمحسوبية والكوسة ويميز بين الموطنين ويجعلهم درجات. والتعذيب داخل أقسام الشرطة أيضا ما زال مستمرا والكرامة الإنسانية التى قامت الثورة من اجل الحفاظ عليها ما زالت تنتهك وكأننا استبدلنا محمد حسنى مبارك بمحمد مرسى العياط. فحتى الان لا توجد كرامة إنسانية ولا توجد عدالة اجتماعية ولا يوجد عيش يأكله الشعب الجائع حتى يسد رمقه. قد نتحمل كل هذه الكوارث لو أن هناك شفافية من الحاكم ومصارحة نستطيع بها أن نصبر أنفسنا على هذه المصائب والكوارث..إلا إننا نعيش الآن بغير هدف واضح أو خارطة طريق. لذلك أقول إننى مع وصول الإسلاميين للحكم حتى يأخذون فرصتهم كاملة دون إقصاء..لكن هذا ليس معناه أن جماعة الإخوان المسلمين هى الوحيدة التى تمثل هذا التيار..بل هناك الكثير الذى قد يكونون أفضل بكثير من هذه الجماعة التى ثبت فشلها على المستوى الشرعى والسياسى. [email protected]