أطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع في ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم الأربعاء على مئات المحتجين معظمهم من شبان يرشقونها بالحجارة ويطالبون بتسريع محاكمة مسئولين كبار سابقين. واندلعت الاشتباكات في ساعة متأخرة ليل الثلاثاء في حي قريب من وسط القاهرة حيث تجمعت عائلات أكثر من 840 شخصا قتلوا في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط الماضي للمشاركة في حفل تكريم للضحايا.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن 41 شرطيا ومدنيين اثنين على الأقل أصيبوا. وقالت وزارة الداخلية أنها ألقت القبض على سبعة كانوا ضمن مجموعة حاولت اقتحام الحفل وأثارت الشغب.
وهذه هي أول أعمال عنف تقع منذ أسابيع في ميدان التحرير المسرح الرئيسي للانتفاضة التي أطاحت بمبارك. ومنعت الشرطة المزودة بعتاد لمكافحة الشغب ودروع المحتجين من السير في اتجاه وزارة الداخلية.
وعالج مسعفون أناسا معظمهم مصابون جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وشاهد مراسل لرويترز عدة أشخاص معظمهم مصابون بجروح طفيفة وبعضهم مصاب بجروح في الرأس.
وقال أحمد عبد الحميد (26 عاما) وهو عامل في مخبز كان في الموقع الذي شهد أعمال عنف "الناس غاضبون لتأجيل محاكمات كبار المسئولين." وكان يمسك بحجارة في يديه.
وقال أن الشرطة اشتبكت مع بعض الذين تجمعوا لحضور حفل تكريم "الشهداء" حسبما يطلق على الذين قتلوا في الانتفاضة. ودفع هذا المحتجين إلى التوجه إلى التحرير.
وردد البعض هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام."
كما ردد المتظاهرون هتاف "الشعب يريد إسقاط المشير" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر ألان.
وهتفوا "ضحكوا علينا وقالوا تغيير شالوا مبارك حطوا مشير" و"مش هنمشي (من الميدان) هو يمشي" وهو الهتاف الذي ردده المعتصمون في الميدان ضد مبارك إلى أن أعلن تخليه عن منصبه.
وقالت وزارة الداخلية في بيان انه جرى منع مجموعة من الناس من المشاركة في حفل مسرح البالون لتكريم "الشهداء" وحاولوا اقتحام المسرح مما دفع الشرطة إلى التدخل. وتوجهت المجموعة عقب ذلك إلى ميدان التحرير.
وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أن الأحداث "لا مبرر لها إلا زعزعة أمن واستقرار مصر وفق خطة مدروسة ومنظمة يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة بغرض أحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية في مصر لتحقيق هذه الأهداف."
واستمرت الاشتباكات حتى صباح يوم الأربعاء.
وعند الفجر انسحبت عشرات من سيارات شرطة مكافحة الشغب التي كانت تنتظر بالقرب من المنطقة. ولا تزال الشرطة تطوق الطرق المؤدية إلى مبنى وزارة الداخلية.
وكان شبان تعروا حتى خصورهم مازالوا يرشقون الشرطة بالقرب من وزارة الداخلية بالحجارة أثناء توجه الموظفين إلى أعمالهم.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وقال بعض المصريين العاديين أن أولئك المشاركين مصممون على محاربة الشرطة ولا يريدون مجرد الاحتجاج.
وقال نشطاء سياسيون ساعدوا على تنظيم احتجاجات أخرى في التحرير في الآونة الأخيرة أن المشاهد الغاضبة أمس الثلاثاء وفي ساعة مبكرة صباح اليوم الأربعاء لم تكن في إطار أي احتجاجات مقررة.
وتناثرت في الشوارع الحجارة وقطع الطوب. وكان دخان أسود ينبعث من سيارة أشعلت فيها النيران قرب ميدان التحرير.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مستشفى المنيرة القريب من موقع الأحداث استقبل مدنيين اثنين و41 شرطيا مصابين بجروح وكدمات وبحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأضافت الوكالة أن معظم المصابين خرجوا بعد تلقي العلاج باستثناء مدني مصاب برصاصة وشرطي مصاب بارتجاج في المخ.
وصدر حكم بالسجن ضد وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في قضية فساد لكن لا يزال يحاكم هو ومسئولون آخرون في اتهامات لها صلة بقتل المتظاهرين. ورشق متظاهرون سيارات الشرطة بالحجارة أثناء جلسة محكمة يوم الأحد.
واستخدمت الشرطة الهروات والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية ضد محتجين في الأيام الأولى لانتفاضة استمرت 18 يوما قبل أن تصدر لهم أوامر بالانسحاب من الشوارع وتحرك الجيش. ثم تخلى مبارك عن السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ويتلقى الرئيس السابق العلاج في المستشفى ويواجه اتهاما بالتحريض على قتل المتظاهرين وقد يواجه عقوبة الإعدام. وستبدأ محاكمة مبارك في الثالث من أغسطس .