الملاحظ فى تلك الأيام أو بمعنى أدق تلك الساعات التى تسبق العملية الانتخابية لرئاسة مصر هو هذا الهدوء الحذر الذى أرجو أن لا يكون الهدوء الذى يسبق العاصفة،وإن دل هذا الهدوء على شئ فإنما يدل على أن هناك من بيده "الريموت كنترول" الذى يحرك به الأحداث من بعد وأكون ظالما إذا قلت أن هناك "ريموتا" واحدا بل توجد عدة "ريموتات" فى أماكن عديدة..لكن يربط كل تلك "الريموتات" جهازا واحدا هو الذى يقوم بتشغيل أو تعطيل كل تلك الأجهزة فهناك "ريموت" للحريق وآخر لقطع الطرق،وثالث للتظاهرات الفئوية،ورابع لافتعال أزمة السولار والبنزين،وخامس للسطو على البنو والاختطاف،وسادس،وسابع إلى آخر كل تلك "الافتكاسات" التى تحدث من آن لآخر فى مصرنا العزيزة،وبعض تلك "الريموتات" تعمل ببطئ متعمد نظرا لأن "البطاريات" قد نفذ شحنها،ولا شك أن "بطاريات" كل تلك الريموتات يتم شحنها الآن استعدادا للقادم،والشحن هنا يحمل الجانب الإيجابى والسلبى معا،ووالإيجابية والسلبية ستظهر خلال وبعد العملية الانتخابية حسب طوابير الانتخابات ووجهتها التى من وجهة نظرى ستكون أطول طوابير انتخابات رغم حراة الجو..بل وأضعاف انتخابات مجلس الشعب التى تمت تحت قصف المطر ومحاصرة البرودة الشديدة للناخبين،ودعونى أكون صريحا فى أسباب تلك الطوابير التى من أهم أسبابها هو التنافس الشديد والغير مسبوق فى تاريخ مصر على انتخابات رئاسية حقيقية..لكن يا ترى هل التنافس من أجل الفوز بالرئاسة فقط،ستفاجئون حينما أقول: إن التنافس على الفوز بالرئاسة من بعض المرشحين وأنصارهم ليس فى حسبانهم فى المقام الأول لأن الذى سيفوز هو رئيس واحد..لكن للأسف الشديد سيكون التنافس على كيف يسقط فريق فريقا آخر فى العملية السياسية أو فى الشارع السياسى،فالمنافسة الآن بين ثلاث قوى سياسية تتصارع ظاهريا على كرسى الرئاسة بينما هى فى الأساس تتصارع على إثبات وجودها فى الشارع المصرى ومن ثم فهى الأحق بكرسى هذا المنصب الرفيع فهناك قوى (ليبرالية،وعلمانية،وقومية)،وقوى (إسلامية) وأخرى (تابعة للنظام السابق) ولا أحب أن أستخدم هذا المصطلح الركيك وهو مصطلح "فلول" فلقد أصبح الآن لكل حزب "فلوله" فلا تعايرنى ولا أعايرك هذا إذا كنا نريد أن نتحدث بصراحة،ثم نأتى إلى القضية الأهم وهى أن هناك إجماع من قوى العلمانيين والليبراليين،وكثيرا من القوميين،ومعهم قوى النظام السابق فى مواجهة تنافسية ضد (الإسلاميين) شئنا أم أبينا وهذا التحالف بين العلمانيين والليبراليين وقوى النظام السابق ليس سرا .. بل هو موجود وواضح ومنشور تلميحا وتصريحا حتى لو تظاهروا بأنهم - الليبراليون،والعلمانيون،وبقايا النظام السابق - على خلاف وهذا بالطبع حقهم لأنه فى المقابل يوجد الطرف الآخر وهم "الإسلاميون" أيضا يعملون من أجل ترسيخ الأرض تحت أقدامهم وأشهد أن القوى المنافسة للتيار الإسلامى نجحت أو كادت تنجح فى مبتغاها،ويأتى الدور على القوى الإسلامية التى للأسف الشديد تحكمها المواقف الشخصية،وهنا يأتى الخوف على المرشح الإسلامى،والخوف ليس من التزوير،ولا الخوف من مرشحى النظام السابق..لكن الخوف من تفرق الإسلاميين الذين كان يجب منهم جميعا أن يكون قرارهم لصالح مرشح حزب "الحرية والعدالة" وليس أى مرشح آخر حتى لو ادّعى أنه مرشحا إسلاميا..لكن للأسف الشديد انتقلت المنافسة من مواجهة لمن يتربصون بالتيار الإسلامى إلى منافسة فيما بينهم ويؤسفنى أن أقول إنها منافسة ليست لله..بل هى انتصارا للنفس وجهات أخرى لا نعلمها الله يعلمها،لأن الأحزاب الإسلامية بهذا الموقف "المشخصن" أظن أنها ستكون هى المسئولة عن أى تراجع للمرشح الإسلامى فضلا عن حالة الانشقاق التى ستضرب كل الأحزاب الإسلامية إذا خرج الإسلاميون من المنافسة الرئاسية،وبدت بوادرها الآن،وبخاصة تلك الأحزاب التى أعلنت صراحة مساندتها لمرشح بعينه،وهناك الكثير من هذا الحزب أو ذاك خالفوا رأى قادتهم،هذا قبل الانتخابات فما بالكم إذا فشل الإسلاميون فى وصول مرشحا للرئاسة؟؟ أبشركم بأن الأحزاب الإسلامية ستكون قد ضربت نفسها فى مقتل حيث ستتعدد الاستقالات من تلك الأحزاب،وما زالت الفرصة سانحة أمام الأحزاب الإسلامية حتى تتخذ القرار الصحيح لمساندتها حزبا إسلاميا يخوض انتخابات رئاسية تاريخية طالما أن الأحزاب الإسلامية ليس لها مرشحا رئاسيا لأن تلك المساندة ستكون هى المانع الوحيد لأى عملية تزوير تحدث. على التيارات الإسلامية أن تجلس مع نفسها جلسة صفاء مع النفس وتراجع مواقفها جيدا فالمنافس قوى ومتوحد سرا وعلانية وتسانده آلة إعلامية جبارة،وليس للإسلاميين قوة إلا فى اتحادهم فاتقوا الله قبل أن يأتى يوم تقولون فيه: "ياليتنا" فى وقت لا ينفع فيه البكاء على اللبن المسكوبز الا هل بلغت اللهم فاشهد. أبوالمعالى فائق أحمد الأمين العام المساعد لحزب العمل الجديد وأمين الحزب بمحافظة الغربية [email protected]