إذا كانت شركة صناعة الطائرات الامريكية العملاقة بوينج تئن تحت وطأة مسلسل الفضائح الذي اطاحت احدث حلقاته منذ اسابيع برئيسها التنفيذي هاري ستونسفير فان منافستها الاوروبية ايرباص تواجه هي الاخري العديد من المشاكل التي تعكر مسيرتها علي طريق التفوق.. فعلي الرغم من اختيار نويل فورجير الرئيس التنفيذي للايرباص لقيادة الشركة الام (EADS) الي جانب نظيره الالماني حيث يتسلم عمله الجديد في مايو القادم فان موقعه في الايرباص لايزال شاغرا بسبب الخلاف بين الالمان والفرنسيين علي شخص خليفته المحتمل. وتقول مجلة "بيزنس ويك" ان المشاكل قد تفسد احتفال الايرباص هذا العام بتفوقها علي بوينج كأكبر صانع للطائرات المدنية للعام الثالث علي التوالي.. فهناك علي سبيل المثال الخلافات حول الدعم بين الجانبين الامريكي والاوروبي التي قد تعطل تحويل طائرة الايرباص الجديدة (A350).. وهناك قضية الدولار الضعيف الذي يهدد هوامش الايرباص بالتآكل لان هذه الطائرات تباع بالدولار في حين تحسب تكاليفها باليورو. وفيما يخص خليفة فورجيرد في قيادة الايرباص فقد كان متوقعا ان يتولي جيرارد بلونك رئيس العمليات الحالي المنصب الشاغر ولكن الالمان رفضوا ذلك لان بلونك يريد تركيز عملية تجميع الطائرات السوبر جامبو (A380) في فرنسا وليس في المانيا.. وتقول مصادر داخل الايرباص ان اقوي المرشحين لخلافة فورجيرد الان هو فابريك بريجييه رئيس قسم طائرات الهيلكوبتر العسكرية "يوروكوبتر" في (EADS) ولكن الرجل للاسعاف لا خبرة له علي الاطلاق في صناعة الطيران التجاري وهو الامر الذي قد يعرض مستقبل الايرباص للاهتزاز. وعلي صعيد الخلافات حول الدعم بين اوروبا والولايات المتحدة انتهت المفاوضات بين الطرفين يوم 18 مارس الي الفشل.. فالاوروبيون يرفضون وقف تقديم القروض الميسرة الي الايرباص والامريكيون غير راغبين في مناقشة مشروعية الدعم الذي تحصل عليه بوينج بما في ذلك ما تقدمه حكومة اليابان من مساعدات للشركات اليابانية التي تعد المورد الرئيسي لمكونات طائرة بوينج الجديد 787 دريملاينر.. وتقول المصادر ان الطرفين قد يعودان الي مائدة التفاوض مرة اخري قبل يوم 11 ابريل الحالي وهو الموعد الذي يمكن بعده اللجوء الي منظمة التجارة العالمية لحسم هذا الخلاف.. والامر المؤكد ان عدم حسم قضية الدعم سيضر عملية تحويل طائرة الايرباص (A350) المنافسة لطائرة بوينج دريملاينر.. ومعروف ان الايرباص تخطط لطرح الطائرة (A350) في الاسواق عام 2010 متأخرة عامين عن موعد طرح طائرة بوينج دريملاينر في الاسواق.. وفي حين تسير عملية صنع الطائرة دريملاينر في طريقها المرسوم فان الخلافات حول الدعم تعرقل تطوير الطائرة (A350) بسبب حاجتها الي نفقات اطلاق اولية تصل الي 5.2 مليار دولار.. ومن غير الواضح حتي الان كيف سيمكن للايرباص ان تحصل علي هذا المبلغ الضخم. وتقول "بيزنس ويك" ان الايرباص ليست لديها سيولة كافية لتمويل مشروعها الجديد الكبير علي الرغم من الزيادة الكبيرة التي حققتها في ارباح التشغيل عن عام 2004 وهي زيادة نسبتها 42% لتصبح هذه الارباح 2.5 مليار دولار عن مبيعات حجمها 26 مليار دولار.. اضف الي ذلك ان الشركة الام (EADS) لم يعد لديها هي الاخري سيولة تقدمها الي الايرباص بعد ان انفقت ملياري دولار علي عمليات ابحاث وتطوير الايرباص العملاقة (A380).. ويبقي الحل في يد الحكومات الاوروبية التي قد تقرر اطالة امد الخلافات مع الحكومة الامريكية حول مسألة الدعم وتقديم ما تحتاجه الايرباص من قروض ميسرة الي حين حسم هذا الخلاف.. ولكن بيترماندلسون المفوض التجاري الجديد للاتحاد الاوروبي يفضل الوصول الي حل وسط مع الجانب الامريكي حتي لا تلقي هذه القضية بظلالها السلبية علي كل العلاقات التجارية بين اوروبا والولايات المتحدة. ومن المتوقع ان تظل كل هذه المشاكل معلقة دون حل الي ان يتم الاتفاق علي من سيخلف فورجيرد في قيادة الايرباص ليكون عليه التفكير في كيفية التغلب عليها ولكن استمرار الخلافات بين الالمان والفرنسيين داخل الشركة الام (EADS) قد يجعل الامور امام القيادة الجديدة المتوقعة اكثر صعوبة.