في تطور مفاجئ أعلن بنك بي. إن. بي باريبا الفرنسي عن انسحابه من صفقة لشراء حصة في بنك ستاندرد الروسي. وذلك بعد تخلي الطرف الآخر من الصفقة عن تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم توقيعه معهم في يوليو الماضي. فقد قام بنك بي. إن. بي باريبا في الثاني والعشرين من يوليو الماضي بتوقيع اتفاق يقضي بشراء 50% من أسهم الشركة التي تقوم بإدارة بنك ستاندرد الروسي والتي تملك 90% من أسهم البنك الذي يعد أكبر البنوك الروسية في مجال تقديم الخدمات الائتمانية. كما وافق البنك الفرنسي علي دفع 300 مليون دولار لروستام تاريكو مؤسس بنك ستاندرد الروسي والمالك للشركة التي تقوم بإدارته في مقابل شراء نصف نصيب شركته في البنك. وكان بنك بي. إن. بي باريبا قد أعلن عن تجميد الصفقة معللاً ذلك بإخفاق تاريكو ومجموعته في تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الجانبين في الثاني والعشرين من يوليو الماضي. كما قام البنك باتخاذ اجراءات قانونية من خلال المحكمة العليا في بريطانيا من أجل معاقبة تاريكو عن طريق تجميد أصوله خارج روسيا والتي يوجد جزء منها في الجزر البريطانية. وتشير مصادر مطلعة من داخل بنك بي. إن. بي باريبا إلي أن السبب الرئيسي في توقف الصفقة وفشلها يرجع إلي اخفاق بنك ستاندرد الروسي في ملء استمارات مطلوبة من جانب السلطات الروسية وذلك قبل إتمام الصفقة من أجل الموافقة عليها. وتجدر الإشارة إلي أن انهيار الصفقة والتي كانت ستعد الأولي من نوعها لقيام بنك أجنبي بشراء بنك روسي للتجزئة المصرفية قد أثار الكثير من التساؤلات والشكوك حول المخاطر التي من الممكن أن تواجه البنوك الأجنبية عند محاولة شراء بنوك أو شركات صرافة روسية. حيث كان بي. إن. بي يأمل من خلال شراء أحد البنوك الروسية الرائدة في مجال خدمات الائتمان المصرفي في اختراق قطاع الائتمان المصرفي الروسي والذي ينمو بصورة كبيرة وسريعة. ويعد بنك ستاندرد الروسي هو أول بنك روسي نجح في مساعدة المواطنين علي التعرف علي الخدمات الائتمانية بشكلها المعروف عالمياً والذي كان يعد من قبل أغلب البنوك الروسية علي أنه مجال محفوف بالمخاطر. وتعد هذه الصفقة جزءاً من خطة اعتمدها بي. إن. بي من أجل استثمار أكثر من 5 مليارات يورو (5.6 مليار دولار) من أجل التوسع في العمليات التي يقوم بها قسم الائتمان المصرفي لدي البنك. والجدير بالذكر أن صافي أرباح البنك قد بلغت 59 مليون دولار في النصف الأول من عام 2004 مقارنة ب58 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الماضي. ومن جهة أخري تنتظر شركة توتال الفرنسية للبترول موافقة السلطات الروسية علي قيامها بشراء أسهم بقيمة مليار دولار في شركة نوفاتيك الروسية والتي تعد أكبر الشركات الروسية في مجال إنتاج الغاز وذلك علي الرغم من مرور أربعة أشهر علي إعلان الصفقة.