حين كانت خطواتي تسير إلي حفل الاستقبال الذي اقامته شركة الانتاج السينمائي "جود نيوز جروب" كنت اتمتم بيني وبين نفسي بكلمات الدعاء ان يستقبل المجتمع جهد هذا الانتاج بترحيب ومحبة. السبب في ذلك ليس فقط مودتي ومحبتي لعماد أديب مؤسس كل جوانب مجموعة "جود نيوز" ولكن -أيضا- لان المشرف علي هذا المجال هو المبدع الحقيقي المخرج "عادل أديب" وهو الذي يؤكد احترامه للسينما عبر عدم التواجد علي الساحة المعاصرة ولعل فيلمه "هيستريا" هو رصد واضح لأسلوب حياتنا الذي لا يعجبنا. والسينما كما أفهمها هي فن صناعة إدراك البشر لأعماقهم أو لما يعيشونه من أحلام وآمال دون أن يصعد المخرج أو الممثل علي "منبر" وهمي لينزل فينا زغزغة أو ليلقي علينا صورا تخدعنا. كنت أعلم ان الحفل بمناسبة البدء في الفيلم الجديد الذي ولابد أن يثير الكثير من الكلام والكثير من المشاهدة فالرواية المأخوذ عنها الفيلم قامت برصد ما نسميه بظواهر فسادنا جميعها وإذا كان من أعد الرؤية السينمائية هو الفلاح العبقري الذي يحمل تحت جلده كل أحلام الحياة الجميلة وأعني به وحيد حامد هذا الموهوب الذي ارتقي بكرامة المسلسل التليفزيوني وارتقي أيضا برؤية عيوب مجتمعنا ورصدها في أفلامه المتعددة أقول إذا كان وحيد حامد هو من أعد الرؤية السينمائية فلنا أن نثق في رؤية فيلم أقل ما يوصف به أنه نظيف وإذا كان المخرج لهذا الفيلم هو مروان حامد الابن الوحيد لوحيد حامد فكلي ثقة في أن هناك اتصالا وانفصالا، اتصالا بين الإخلاص للعمل السينمائي وانفصالا في رؤية كل جيل لما يراه من حوله. وسط الزحام الشديد رأيت في عيون الحضور حرصا علي الاستجابة لدعوة عماد أديب فقد زرع هذا الصادق زهرة مودة في كل قلب التقي به واختار لنفسه دور المؤسس والمكتشف للعديد من المواهب. واكتب هذه الكلمات عرفانا مني بجميله الشخصي حين اختارني عن دون خلق الله ليترك لي برنامجه "علي الهواء" لمدة خمسة عشرة يوما قدمته فيها اثناء اجازة قصيرة قام بها واستطاعت تلك الأيام الخمسة عشر ان تضيف لي شخصيا الكثير من خبرة التعامل مع الكاميرا وإذا كان هذا ما فعله معي علي مستواي المحدود ففي كل قلب رأيته يستجيب لدعوة عماد هناك قصة أخري بلمسة أخري اضافها عماد لتلك القلوب التي تبتهج ببدء العمل في فيلم نتوقع له النجاح. سألتني زوجتي ونحن نخرج من موقع الاحتفال: ألا تري أن الحفل كان مزدحما؟ أجبتها: في كل قلب رأينا صاحبه هناك وردة زرعها عماد أديب. وأكرر ان صناعة إدراك العديد من البشر هي مهمة جميلة وجليلة قام بها عماد أديب بمنتهي الود. مبروك الفيلم ومبروك ميلاد جيل جديد من المبدعين.