بدأ البنك الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي تنفيذ خطة تستهدف ميكنة 850 فرعا تابعا له من اجمالي 1300 فرع منتشر في المحافظات والمدن والقري وواكب هذه الخطوة بدء البنك في نشر آلات الصرف الآلي بين عملائه المزارعين حيث قام بالفعل بتركيب 6 ماكينات، والسؤال: هل عملاء البنك الزراعي الذين يصنف معظهم علي أنهم أميين قادرون علي التعامل مع الآت ال ATM، وهل من مهام البنك تعليم عملائه كيفية التعامل مع هذه التقنية الحديثة. المصرفيون تنوعت آراؤهم حول هذه القضية حيث يري البعض انه لا يمكن تطبيق تكنولوجيا ماكينات الصرف الآلي إلا عندما يتم محو أمية الفلاحين في حين يري آخرون إنه يجب وضع الماكينات في المراكز الرئيسية والمحافظات فقط لان وضعها في القري والمراكز الصغيرة سيكون بغير جدوي. تقول هناء عبد العزيز المسئول عن ال ATM ببنك مصر ان التعامل مع ماكينات ATM يستلزم اجادة العميل للقراءة حتي يتمكن من قراءة الرسائل التي تظهر له علي الشاشة ويستطيع استخدام الماكينة وذلك امر غير متوافر لدي اغلب الفلاحين والذين يجب محو اميتهم أولا. وعن امكانية قيام البنك بتوعية العملاء وتدريبهم علي الماكينات تقول هناء عبد العزيز انه في فروع بنك مصر عندما يصدر الكارت للعميل من الفرع تعلم العميل كيفية استخدام الماكينة. وعن اقتراح وضع موظف عند كل ماكينة لتعليم العملاء كيفية استخدام الماكينات خاصة بالنسبة للفلاحين تقول هناء عبد العزيز هذا امر صعب جدا لان الموظف لن يظل في عمله طوال ال 24 ساعة وخلال سبعة ايام كما ان هذا الوضع يقلل من احدي فوائد الماكينة وهي توفير العمالة حيث ان هذا الهدف بجانب تقديم الخدمة طوال ايام الاسبوع من الأهداف الرئيسية لماكينات الصرف الآلي. ويري خالد رياض مسئول الاتصالات بالحاسب الآلي ببنك فيصل الإسلامي ان الحل الافضل لتلك المسألة ان يتم نشر الماكينات في البداية في المراكز الرئيسية في المحافظات علي سبيل المثال في الاسكندرية وطنطا أو اسيوط أو المنوفية وذلك لأن خدمات البنوك في القري تنحصر في الحصول علي قروض لشراء الكيماويات. ويضيف خالد رياض ان نشر الماكينات في المحافظات افضل في البداية لأن الفلاحين لديهم نسبة امية كبيرة وهو ما يتعارض مع استخدام ماكينات ال ATM التي تستلزم معرفة بالقراءة والكتابة وكيفية التعامل مع الانظمة. ولذلك لابد من قيام البنك بتوعية المواطن بفائدة الكارت كما لابد من وجود موظفين لديهم وعي كامل يستطيعوا ان يعلموا المواطنين كيفية التعامل مع الماكينات والكروت فعلي سبيل المثال بنك HSBC البريطاني لديه موظفو تسويق مصرفي يقومون بعرض خدمات البنك علي الناس في المنازل وذلك لاستقطاب عملاء جدد وجذبهم من خلال تعريفهم بالخدمات الجديدة التي يقدمها البنك مثل ان يقنع المواطن بالادخار في البنك مقابل ان يصدر له كارتا مجانا.. وهذه الفكرة لابد من تطبيقها مع الفلاحين وربات البيوت حتي نرتقي بالعملاء ونزيد من الوعي المصرفي بينهم. ويتفق مع الرأي السابق راضي وديع راشد مدير مساعد الحاسب الالكتروني ببنك القاهرة حيث يري ان العامل الثقافي مهم في التعامل مع التكنولوجيا فلابد من ملاءمة التكنولوجيا الحديثة للبيئة التي تستخدم فيها وإلا لن تأتي بالعائد المرجو منها. ويضيف راضي راشد ان بنك التنمية والائتمان الزراعي عملاؤه من الفلاحين والمزارعين الذين هجروا التعليم منذ زمن ومن الصعب محو اميتهم ولكن لابد ان يقدم البنك الخدمات لكل الفئات حتي يستطيع المتعاملون في القري استخدام الماكينات علي ان يقدم البنك خدمات مصرفية عادية لكل العملاء سواء فلاحين أو متعاملين. وعن قيام البنك بتدريب العملاء يقول راضي راشد هذا امر غير وارد ابدا فالبنك يدرب موظفيه وليس عملاؤه ولكن من الممكن ان يطيع تعليمات وتوجيهات عن كيفية استخدام الماكينات وان كانت لن تفيد الا المتعلمون. ويري راضي راشد ضرورة القيام بعمل فرع تجريبي في البداية في احدي القري يوضع به ماكينة وبعد ذلك يمكن تحديد هل تهم التجربة أم لا. ويضيف مدير مساعد الحاسب الالكتروني ببنك مصر انه لابد ان يشترك البنك الزراعي في شبكة بنوك مصر 123 حتي تستطيع الماكينات خدمة اي عميل لأي بنك. ويري أحمد طارق المسئول عن ATM بالبنك الأهلي المصري ان انتشار ماكينات الصرف الآلي يستلزم نشر الوعي بطريقة استخدامها وذلك اما يكون عن طريق مطبوعات توزع علي العملاء بها التعليمات المفروض اتباعها أو من خلال لوحات ارشادية توضع علي الماكينة. ويضيف ان ليس معقولا ان يكون كل اهل القري من الأميين فبينهم الكثير ممن تلقوا تعليما عاليا كما ان المتعلمين مع البنوك اغلبهم من ذوي الأملاك وهؤلاء معظمهم يجيد القراءة والكتابة. ويوضح طارق انه اذا صادف العميل مشكلة في استخدام الماكينة من الممكن ان يلجأ الي احد الموظفين لكي يشرح له كيفية استخدام الماكينة.