أكدت زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج الي الهند وهي الأولي منذ توليه منصبه في مارس إصرار الجانبين علي تدعيم الصداقة التقليدية وتحديد منهج التعاون المستقبلي وتعزيز التنمية المشتركة حيث أصبحت الصين الآن ثاني أكبر شريك تجاري للهند، بينما تعد الهند أكبر شريك تجاري للصين في جنوب آسيا وفي عام 2012، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 66.5 مليار دولار أمريكي وتهدف الدولتان الي رفع حجم التجارة الثنائية بينهما الي 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2015. وذكرت وكالة أنباء ?شينخوا? في تقرير لها أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج صرح بأن أهم النتائج لمحادثاته مع القادة الهنود هي التوصل الي اتفاق استراتيجي وتعميق الثقة الاستراتيجية.. وان الجانبين يعتقدان أن كل دولة منهما يتعين ان تعتبر تنمية الدولة الاخري فرصة كبيرة لنفسها.. وأضاف ان العلاقات الودية بين الصين والهند سوف تكون شيئا ايجابيا بالنسبة لآسيا وان التنمية المشتركة للصين والهند سوف تقدم محركات جديدة للاقتصاد العالمي . وأوضح ان العلاقات بين البلدين من بين العلاقات الثنائية الأهم علي مستوي العالم في القرن ال ،21 مضيفا: يتمتع التعاون بينهما بمساحة كبيرة لتعزيز التنمية.. وان التنمية المشتركة للجارتين الكبيرتين ستعمل علي إيجاد نموذج جديد للتعاون وان التعايش السلمي بينهما له أهمية عالمية.. وأشار لي إلي أنه بالنسبة لمشكلة الحدود التي تركت منذ وقت طويل، يعتقد الجانبان أنهما أرسيا بمضي الوقت مبادئ لتسوية تلك المشكلات.. وفي الوقت نفسه عمل الجانبان سويا لحفظ الهدوء والسلام في المناطق الحدودية . وأكد أن كلا الجانبين يعتقد اننا في حاجة لتحسين الآليات المختلفة المتعلقة بالحدود التي وضعناها موضع التنفيذ وجعلها أكثر كفاءة واننا نحتاج الي ادارة وحل خلافاتنا بطريقة ملائمة.. وقال انه فيما يتعلق بالمخاوف الهندية حول الانهار العابرة للحدود فقد تبادلنا معلومات هيدرولوجيكية مع الجانب الهندي في الأعوام الأخيرة واضعين في ذهننا المصالح الشاملة لعلاقاتنا والتصرف بروح انسانية.. وذكر أن البلدين يؤيدان زيادة تمثيل وصوت الدول النامية في المنظمات الدولية الرئيسية ويعارضان جميع أشكال الحمائية التجارية، كما انهما مستمرتان في التزامهما بحماية السلام العالمي ومكافحة الارهاب.. وقال ان الصين علي استعداد للعمل مع الهند لتعميق شراكة التعاون الاستراتيجية من أجل السلام والازدهار وتقديم إسهام جديد في السلام والازدهار في آسيا والعالم أجمع. ومن جانبه، قال الرئيس الهندي برناب موخيرجي إن بلاده تقدر بقوة اختيار لي للهند كمحطة أولي في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب.. موضحا ان العلاقات بين الهند والصين حققت تقدما بشكل سريع في السنوات الأخيرة، بالحفاظ علي اتصالات وثيقة رفيعة المستوي وزيادة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والنتائج المثمرة من التعاون البراجماتي.. وأضاف إن العلاقات بين الطرفين تجاوزت المنظور الثنائي وأثرت بشكل هام علي السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم أجمع.. وأشار الرئيس الهندي إلي أن الهند علي استعداد لبذل جهود مشتركة مع الصين لحماية الإنجازات التي تم تحقيقها بصعوبة في العلاقات الثنائية والارتقاء بشراكة التعاون الاستراتيجية بين الهند والصين إلي مستوي أعلي. وأضافت ?شينخوا? أن الصين والهند التي يتجاوز عدد السكان في كل منهما مليار نسمة وتعدان من القوي الصاعدة في العالم - تسعيان الي توحيد الجهود لخلق محرك جديد للاقتصاد العالمي.. حيث قال تشانج يان شنج، الخبير في التجارة الخارجية من لجنة الدولة للتنمية والاصلاح، ان اقتصادي البلدين يكملان بعضها البعض علي نطاق واسع، إذ إن الصين قوية في التصنيع والهند جيدة في الاستعانة بالمصادر الخارجية، وذلك يشير الي وجود مجال لاجراء المزيد من التعاون.. وفي الوقت الذي جلبت فيه التجارة المتنامية فوائد ملموسة لكلا البلدين وسط تباطؤ الأسواق الأخري، قد يشعر بعض الهنود بالقلق من ميل التجارة بحدة لصالح الصين، وهي مسألة ذات حساسية للهند التي تشهد تضخم الفجوة في حسابها الجاري.