أكدت التقارير الاقتصادية ان حجم التبادل التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم أمريكا واسيا وبالتحديد الصين بلغ 500 مليار دولار علي الرغم من الخلافات السياسية بين البلدين في عدد من الملفات الاقليمية والدولية.. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها ان زيارة وزير الخزانة الأمريكي جيكوب ليو مؤخرا للصين ولقاءه الرئيس الصيني الجديد شي جين بينج سيؤديان الي دفع الشراكة التعاونية بين الصين والولاياتالمتحدة والارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز التجارة بينهما حيث صرح الرئيس الصيني بان بلاده مستعدة للعمل مع الولاياتالمتحدة لدفع الشراكة التعاونية بين البلدين، مشيدا بالنتائج المثمرة للعلاقات الثنائية في ال30 سنة الماضية، إذ تعود هذه النتائج بالفائدة الكبيرة علي شعبي البلدين وتعزز السلام والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك والعالم. وأشار شي إلي ان العلاقات الصينية - الأمريكية تحمل في طياتها مصالح كبيرة إلي جانب الاختلافات، مضيفا أنه مادام الجانبان يتعاملان مع العلاقات الثنائية من منظور استراتيجي طويل المدي فان العلاقات ستستمر في المضي قدما وتجلب المزيد من المصالح لشعبي البلدين. وقال: أعلق أهمية كبيرة علي العلاقات الصينية - الأمريكية وأنا علي استعداد للعمل مع الجانب الأمريكي لدفع الشراكة التعاونية بصورة مشتركة. خاصة أن الصين والولاياتالمتحدة لديهما علاقات وثيقة ومصالح مشتركة وهناك أيضا اختلافات ودعا الجانبين إلي التعامل مع العلاقات الثنائية من أفق استراتيجي ومنظور طويل الأجل وزيادة آفاق الحوار والثقة والتعاون والاحترام المتبادل واحترام امصالح الحيوية لكل منهما، واخذ المخاوف الرئيسية في الاعتبار وإدارة خلافاتهما بنجاح بهدف بناء نوع جديد من العلاقة. واشار شي إلي العلاقات الاقتصادية بين البلدين باعتبارها ?حجر التوازن? وان لها طبيعة المنافع المتبادلة، وحث البلدين علي النظر بموضوعية لمراحل التنمية للجانب الآخر واحترام مصالح بعضهما من أجل مزيد من التنمية والنظر لفرص وتحديات الطرف الآخر علي انها تخصه. معربا عن أمله في أن يتمكن الجانبان من زيادة التنسيق فيما بينهما من خلال آليات ثنائية كالحوار الاستراتيجي والاقتصادي الصيني - الأمريكي والأطر متعددة الأطراف لمجموعة العشرين والتعاون الاقتصادي في منطقة آسيا - الباسيفيك لتعزيز الإدارة الاقتصادية العالمية وتحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن في الاقتصاد العالمي. ومن جانبه دعا وزير الخزانة الامريكي الجانبين إلي تعزيز التعاون في القضايا الاقتصادية والاستراتيجية التي تواجه البلدين ومعالجة الاختلافات فيما بينهما بشكل ملائم، وأضاف ان الولاياتالمتحدة والصين بصفتهما اكبر الاقتصادات في العالم تتحملان مسئوليات خاصة للحفاظ علي نمو عالمي قوي ومستدام ومتوازن، وقال ان الرئيس أوباما ملتزم التزاما راسخا بتعزيز التعاون الثنائي والمحافظة علي نمو العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين. وأضاف أن الجانب الأمريكي يولي أهمية كبيرة لمخاوف الصين بشأن قضايا مثل استثمار الشركات الصينية في الولاياتالمتحدة والصادرات الأمريكية من منتجات التكنولوجيا الفائقة للصين والاعتراف بوضع اقتصاد السوق في الصين. وأضافت (شينخوا) أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج دعا الصين والولاياتالمتحدة إلي العمل معا لتوسيع المصالح المشتركة لجعلها تفوق الخلافات القائمة بين الدولتين. وقال لي في اجتماعه مع وزير الخزانة الامريكي جاكوب ليو ان الصين والولاياتالمتحدة يجب ان تعظما ثقتهما المشتركة وأن تعملا علي توسيع المصالح المشتركة حتي تفوق الخلافات القائمة بين الجانبين، وينبغي ايجاد المزيد من الظروف الملائمة للتعاون في مجالات مختلفة وبذل جهود متناغمة لبناء نمط جديد من العلاقات بين الدولتين الكبيرتين. ونظرا لضعف الانتعاش الاقتصادي العالمي، دعا لي المجتمع الدولي بما في ذلك الولاياتالمتحدة الي العمل علي نحو فعال معا لجعل معالجة القضايا الاقتصادية أولوية. و أشار إلي ان الدولتين في مرحلة محورية لوضع مسار جديد للمستقبل، وعلي ذلك فإنه ينبغي عليهما تعزيز شراكة تعاونية تتسم بالاحترام والمنفعة المتبادلين وأن تنظر كلتاهما إلي الأخري من منظور استراتيجي شامل وطويل الأجل. وأضاف لي متعهدا بضم الجهود مع الولاياتالمتحدة لتعزيز العلاقات الثنائية ان كثيرا من القضايا التي كان من المعتاد ان تكدر صفو العلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة قد حلت عن طريق تطوير العلاقات الثنائية، وسيكون الأمر علي هذا النحو في المستقبل. ومن جانبه قال جوناثان بولاك مدير مركز جون ثورنتون لدراسات الصين التابع لمعهد بروكينجز ومقره واشنطن لهذا هناك نافذة للانفتاح علي مزيد من التحسن في العلاقات لكن النوافذ تغلق سريعا ما لم نحاول اجتيازها، وتم إرساء أساس راسخ لبناء نوع جديد من العلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة. ولم تكن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين أقرب مما هي عليه الآن في التبادلات التجارية والاقتصادية، والآن كلا البلدين ثاني أكبر شريك تجاري للآخر، ووصل حجم التبادل التجاري بينهما خلال عام 2012 إلي 500 مليار دولار أمريكي تقريبا.