وسط التخوفات التي يعيشها الشعب المصري بصفة عامة وقطاع السياحة بصفة خاصة من تداعيات مظاهرات 30 يونية الجاري التي دعا إليها العديد من القوي السياسية اعتراضا علي سياسة النظام الحاكم بقيادة الرئيس مرسي وخطورة الوضع في حالة استخدام العنف والقوة يأمل قطاع السياحة أن تظهر في الأفق بارقة أمل جديدة يستطيع من خلالها أن ينطلق بقوة لمواجهة الأمواج العاتية التي تلاحقه باستمرار. ووسط هذا الجو المشحون والملبد بالغيوم تأتي المبادرة التي تتبناها جمعية شباب الغردقة الحر بالتعاون مع المجمع السياحي الانتخابي ومجمع اعلام الغردقة بعنوان ?السياحة حضارة? تحت شعار (شارك.. تفاعل.. غير..)؛ لتعطي بارقة أمل جديدة للسياحة المصرية. هذه المبادرة تهدف إلي النهوض بالسياحة المصرية وأن تأخذ حقها وتستعيد وضعها علي خريطة السياحة العالمية، وأن يعي كل مواطن أن له دورا، ويتحمل مسئولية الارتقاء بالنشاط السياحي.. المشاركون في هذه المبادرة اتفقوا علي وضع نهاية لمشكلات ومعوقات السياحة التي تتسبب في هروب السائح وعدم عودته مرة اخري، وانخفاض نسب الإشغال بالفنادق بسبب معاملة سائق التاكسي و(خراتية) الشوارع وبائعي البازارات لوجود عناصر بينهم غير مدركة لأهمية السياحة وحسن معاملة السائح. أكثر ما لفت نظري هو تركيز هذه المبادرة علي أهمية التعامل مع السياحة علي أنها منظومة مهمة وضرورية، ووضع خطط مستقبلية لتطويرها من خلال آليات قابلة للتنفيذ الفعلي، والتأكيد علي انه لا بد من رفع أسهمها في عملية الترويج السياحي، والأهم هو أن نتمكن من إيصال رسالة لشركات السياحة والأجانب في بلدانهم توضح أن منطقة البحرالأحمر ليست التحرير، وهناك فرق بين محافظة القاهرة ومنطقة البحرالأحمر التي تشهد استقرارا كبيرا مقارنة بغيرها. أعتقد ان هذه المبادرة ليست وليدة المصادفة بل إن لها جذورا وتم التمهيد لها من قبل بعدة دورات للتوعية بقيمة السياحة؛ بهدف رفع الوعي لدي طلاب وطالبات المدارس، وكذلك تدريب وتوعية عدد من سائقي التاكسي الذين يجب التواصل معهم أكثر في الفترة القادمة من خلال مشروع إنشاء شركة لسائقي السياحة لتقنين اوضاعهم والسيطرة علي المشكلات التي تواجه السائحين.. أما المفاجأة من العيار الثقيل التي فجرها المشاركون في هذه المبادرة عندما كشفوا عن استطلاع رأي لعينات عشوائية للسائحين حول معوقات السياحة.. اكد أن 91% منهم غير راضين عن تعامل المصريين معهم سواء داخل الفنادق أو في التعاملات غير المباشرة بالشارع والمحال التجارية وغيرها نتيجة عدم الوعي.. ويأتي في المركز الثاني من المعوقات تدني مستوي الخدمات الفندقية وقصور منظومة الترويج السياحي.. نتفق جميعا علي أن النهوض بالسياحة لن يتحقق إلا من خلال شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية؛ لذا يجب أن يكون المستهدف في المرحلة القادمة هو رفع وعي الفئات المتعاملة مع السائح سواء بشكل مباشر كالعاملين بالفنادق والقري السياحية وبشكل غير مباشر كالسائقين والعاملين بالبازارات وطلاب المدارس، كما نتفق ايضا علي أن مشروع إنشاء شركة لسائقي السياحة لتخفيف حجم المشكلات الناتجة عن تعامل السائح بالسائق من عدم فهم وجرائم سرقة واختطاف وتحرش، وخلافه. وعلي المنوال نفسه، تأتي الحملة التي دشنها حزب الحرية والعدالة بالأقصر تحت عنوان ?السياحة حياة? لتنشيط السياحة بالمحافظة، والعمل علي إزالة المعوقات التي تواجه النشاط السياحي كمشكلة الحنطور.. إلا أن التركيز علي توظيف أبناء الأقصر في السياحة يجب أن يكون من أولي أولويات هذه الحملة؛ لذا يجب انشاء قاعدة بيانات كاملة عن الخبرات السياحية المتوافرة من أبناء الأقصر وتجميع السيرة الذاتية للراغبين في العمل بالغردقة أو الأماكن الساحلية الأخري.. يا ليتنا جميعا نُعلي المصلحة العامة علي المصالح الخاصة، وأن نبذل جميعا قصاري جهدنا حتي نعبر بسفينة الوطن إلي بر الامان لأن مصر تستحق منا الكثير. أفضل الحكم: الصراع كله مساوئ لكنه يوقظ غريزة الدفاع عن النفس! عندما يناطحك الشر فلا تناطحه وإنما عليك أن تحاصره! taherqattan@ yahoo.com