تأهب العاملون في شركة طيران إيبيريا الإسبانية لتعطيل نحو 1300 رحلة جوية في ثاني جولة من الإضرابات لمدة خمسة أيام بدأت اليوم احتجاجا علي التخفيضات الكبيرة في الوظائف والرواتب في تلك الشركة التي تمني بخسائر بسبب الوضع الاقتصادي المتأزم لإسبانيا. وتعتبر الشركة جزءا من مجموعة انترناشيونال أيرلاينز التي تعهدت الأسبوع الماضي بالمضي قدما في خطط للاستغناء ن 3800 وظيفة، أو 19% من مجموع الوظائف في الشركة التي تواجه مشكلات وقد نفذت النقابات التي تمثل الأطقم الأرضية والجوية إضرابات لمدة ثلاثة أسابيع في فبراير الماضي وتشير تقديرات إلي أن كل يوم يكلف إيبيريا مليون يورو ?1،3 مليون دولار، وتمثل هذه الاضرابات أيضا ضربة لاقتصاد إسبانيا الذي يعتمد علي السياحة مع استعداده لموسم الربيع والصيف ومن المزمع تنظيم الجولة الأخيرة من هذه الاضرابات فيما بين 18 و22 مارس الجاري. وقد ألغت إيبيريا 431 رحلة فيما بين يومي الاثنين والجمعة، وستتوقف 850 رحلة أخريتديرها شركات أخري والناقلة البحرينية التي تعتبر من أقدم شركات الطيران بمنطقة الخليج العربي تسعي منذ سنوات للحد من خسائرها في ظل جو من المنافسة القوية من قبل الشركات الاقليمية الكبري مثل ?طيران الإمارات? و?الاتحاد? الإماراتيتين و?الخطوط القطرية? اضافة إلي الشركات الاقتصادية مثل ?فلاي دبي? و?طيران العربية? الإماراتيتين كما تعاني الشركة من الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعاني منها البحرين والتي كان لها الأثر البالغ علي الاقتصاد. وفي مطلع التسعينات، كانت طيران الخليج الأكبر بالشرق الأوسط، وكانت مملوكة حينها من أربعة شركاء خليجيين أسسوها عام ،1974 وهي البحرين وأبو ظبي وقطر وعمان ودخلت الشركة في دائرة الخسائر في النصف الثاني من التسعينيات بسبب التراجع الاقتصادي بالمنطقة وصعود شركات أخري بالمنطقة. وانسحب الشركاء الواحد تلو الآخر، وبقيت البحرين وحدها في مواجهة المشكلات المالية لطيران الخليج وتم توظيف عدد من الرؤساء التنفيذيين تباعا لإعادة هيكلة الشركة، وتهدف خطة إعادة الهيكلة إلي إعادة رسم شبكة رحلات الشركة والتركيز علي الرحلات المباشرة بين مدينة وأخري، أي من دون رحلات الترانزيت، وخفض عدد الموظفين نقابة عمال طيران الخليج حذرت من أن الشركة عتزم تسريح 30% من إجمالي القوة العاملة المؤلفة من أربعة آلاف موظف بالبحرين بينهم 600 بحريني و666 أجنبيا. وقالت طيران الخليج في بيان صدر الاثنين الماضي إن نسبة تخفيض القوة العاملة في يناير بلغت 6% وقد ارتفعت حتي الآن إلي 15. وذكرت الشركة أن نسبة البحرينيين العاملين بالمقر بالبحرين بلغت بعد التخفيض 85%، وهو ?مستوي قياسي ولفتت الشركة إلي أن من بين الإجراءات التي تستخدمها تشمل عدم تجديد عقود العمل، وإعادة هيكلة المحطات الخارجية إضافة إلي التقاعد الطوعي. وقال متحدث باسم نقابة عمال طيران الخليج محمد مهدي إن نسبة تخفيض العمالة المعلن تعني أن 600 شخص فقدوا عملهم، مشيرا إلي أن عددا قليلا من الموظفين البحرينيين قبلوا بعرض التقاعد الطوعي، مشيرا إلي أن البحرينيين لديهم عقود عمل مفتوحة بينما الأجانب لديهم عقود محددة بزمن يسهل عدم تجديدها. وأضاف مهدي أن الشركة تنوي تسريح 1266 موظفا بالمرحلة الأولي من إعادة الهيكلة، بينهم ستمائة بحريني و666 أجنبيا، موضحا أن هذا يمثل أكثر من 30% من إجمالي القوة العاملة المؤلفة من أربعة آلاف موظف وكانت الشركة وأعلنت في وقت سابق أنها رفعت قيمة عرضها للتعويض عن التقاعد الطوعي المبكر للبحرينيين كما أكدت أنها أغلقت عدة محطات خاسرة بالخارج، وعدلت الشبكة لتركز علي الوجهات الإقليمية بدلا من البعيدة التي تشتهر بها الناقلات الخليجية. كما قالت طيران الخليج إنها بدأت بتبسيط ومواءمة أسطولها مع متطلبات شبكة الوجهات، متوقعة أن تنتهي من هذه العملية في إبريل المقبل، مشيرة إلي أن أسطول الشركة يضم حاليا 26 طائرة من طرازات ايرباص وكانت طيران الخليج أعلنت في نوفمبر الثاني الماضي أنها خفضت حجم طلبيات تقدمت بها لشراء طائرات من طرازي ايرباص أي 330 وبوينج 787 البعيدي المدي، وذلك لتتماشي مع متطلبات توضعها الجديد كناقلة تركز علي الرحلات الإقليمية.