أعمال التخريب وترويع الناس في المصالح الحكومية وفي مترو الانفاق والمواصلات العامة بدعوي ما يسمي العصيان المدني تمثل مهزلة حقيقية لا تفوقها سوي مهزلة ضعف وعجز الحكومة واجهزتها عن مواجهةمثل هذه الاعمال التي لا يمكن ان توصف الا بأعمال البلطجة والارهاب . العصيان المدنيه وامتناع الموظفين بمحض ارادتهم عن العمل لمدة محددة لتحقيق مطالب محددة ومشروعة، اما اجبار الموظفين علي عدم الدخول لمقار عملهم أو اغلاق مقار المنشآت الحكومية بالقوة حتي لا يدخلها المواطنون أصحاب المصالح ولا الموظفون، فهو ارهاب وعمل اجرامي لا يدخل ابدا تحت بند الاحتجاج السلمي الذي يكفله القانون ويحميه . لا يمكن ان يكون العصيان المدني بالاجبار والتهديد وترويع الناس، ولا يمكن ان يكون باغلاق منشآت حيوية مثل مجمع التحرير لأيام عديدة مع ما يمثله ذلك من إضرار خطير بمصالح الناس، فما ذنب الالاف، بل الملايين، الذين تعطلت مصالحهم، او الذين فقدوا فرص العمل أو السفر بسبب بلطجة مجموعة من الخارجين علي القانون الذين لا هدف لهم سوي اسقاط الدولة؟ لا يمكن ان يكون اقتحام محطات مترو الانفاق وطرد الركاب وترويعهم وتعطيل الالاف عن اعمالهم والطلاب عن مدارسهم او جامعاتهم أو امتحاناتهم، وترويع الاطفال والسيدات والشيوخ وتعطيلهم وتعذيبهم، لا يمكن ان يكون ذلك حقا مشروعا يحميه اي قانون أو شرع أو دين . لقد استمعت الي حكايات مهولة تثير الغضب والغيظ عن مآسي ركاب المترو الذين روعهم هؤلاء البلطجية الذين راحوا يفرضون بالقوة والارهاب ما يسمي العصيان المدني وكيف كان بكاء النساء اللواتي كن يسابقن الزمن للوصول لاطفالهن المنتظرين امام المدارس، وكيف كان هلع الاطفال، واستغاثات الشيوخ بهؤلاء البلطجية للافراج عنهم . قطع الطرق والسكك الحديدية واقتحام المنشآت وطرد الموظفين واقتحام محطات المترو وترويع الناس وتعطيلهم، كلها افعال اجرامية لبلطجية محترفين يحاولون اتخاذ الثورة غطاء لافعالهم الاجرامية، وللأسف تحاول بعض القوي توظيف هؤلاء واستغلالهم لاهداف سياسية، دون اعتبار لما تمثله جرائمهم بحق الوطن والشعب . هذه الاعمال الاجرامية يدفع ثمنها البسطاء فقط، فليس المترو ولا السكك الحديدية ولا الطرق ولا المصالح ولا مجمع التحرير ملكا للرئيس ولا هي تقدم خدماتها للحكومة ولا الاخوان المسلمين . ما يحدث مهزلة لابد ان تتوقف ولابد ان تضرب الحكومة بيد من حديد علي البلطجية الذين أصبحوا يتصدرون المشهد ولا يهمهم إلا من يدفع لهم أكثر . لا أتحدث ابدا عن المتظاهرين السلميين مهما كانت مطالبهم ولا عن الثوار، لكن أتحدث فقط عن البلطجية الذين يستخدمون السلاح ويقتحمون المرافق العامة ويحرقون المنشآت، فهؤلاء يشوهون الثوار بتمسحهم بالثورة وهي منهم ومن افعالهم الاجرامية بريئة . وأخيرا، ماذا يعني سكوت بعض القوي السياسية ممن يطلق عليهم النخبة علي هذه الجرائم، بل محاولتهم تبريرها احيانا؟