أكد محمد الأبيض رئيس شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية إن شركات الصرافة تعاني من شح الدولار ولا تستطيع تلبية أكثر من 20% من طلب العملاء علي الدولارالأمريكي في ظل الأزمة المتفاقمة.وشكا في مقابلة مع رويترز من أن البنوك لا تعطي شركات الصرافة كميات تذكر من الدولار لذا تعتمد هذه الشركات علي ما تشتريه من العملاء لكن هؤلاء بدورهم يشترون الدولار أكثر مما يبيعونه. وأوضح تقرير رويترز أن البنك المركزي بدأ العمل بنظام عطاءات الدولار للسيطرة علي هبوط الجنيه. الذي فقد أكثر من 8% من قيمته منذ نهاية ديسمبر الماضي.لكن الأبيض قال إن لبنك المركزي لا يستطيع فعل شيء في أزمة الدولار لنقص الآليات لديه. وأضاف: خروج الاستثمارات الأجنبية وهروب رؤوس الأموال خوفا من الاوضاع في البلد هو الذي صنع أزمة الدولار، موضحا أن حل أزمة الدولار يتطلب حل الأزمة السياسية والأمنية أولا لأن المصريين يعيشون في وضع مبهم ولا أحد يعرف ماذا يجري من حوله. وتابع قائلا:إن عطاءات الدولار التي بدأ البنك المركزي العمل بها جاءت في توقيت غير مناسب وكان من الممكن أن تنجح لو أنها بدأت في وقت لا يشهد أزمة في الدولار. وعزا الأبيض أزمة الدولار في مصر إلي توقف موارد البلاد من العملة الصعبة علي مدي العامين الماضيين من السياحة والاستثمار الأجنبي وكذلك النزوح الكثيف لرؤوس الأموال خوفا من الوضع العام علي الساحة. وقال مفسرا أسباب مخاوف المستثمرين إنه حتي الآن لم تظهر أي خارطة طريق تقول إلي أين ستتجه مصر سواء اقتصاديا أو سياسيا.. نحن ما بين الدينية والمدنية. في اشارة إلي هيمنة جماعة الأخوان المسلمين علي الحياة السياسية وقال الأبيض: السياسة الاقتصادية ليس لها أي معالم واضحة وأشار التقريرإلي أن إستمرار التراجع في سعر العملة المحلية إلي شح الدولارات في السوق دفع المصريين إلي اللجوء للسوق السوداء لتدبير احتياجاتهم من العملة الأمريكية. وقال الأبيض: إن أقصي سعر وصل إليه الدولار في السوق السوداء هو 7.20 جنيه ولكنه يباع الآن بأكثر قليلا من 6.90 جنيه. يذكر إنه في آخر مزاد لبيع العملة الصعبة الخميس الماضي تراجع سعر الجنيه إلي مستوي قياسي أمام الدولار في التعاملات بين البنوك مسجلا 6.73 جنيه.