التجارة العربية البينية والتي جرت محاولات مستميتة لانعاشها، مازالت لا ترقي إلي مستوي التجارة البينية التي تتمتع به مناطق أخري في العالم أقل تجانسا من المنطقة العربية، فالارقام تؤكد أن التجارة العربية البينية لا تتعدي 5% من إجمالي حجم التجارة العالمية وذلك علي مدار الخمس سنوات الماضية كما لا تتعدي التجارة البينية بينها 11%، بينما تصل تلك النسبة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 49% وبين دول الاتحاد الأوروبي 40% وبين دول شرق آسيا حوالي 50% ورغم أن اتفاقية التجارة الحرة العربية جعلت الجمارك 0% منذ سنوات لكن المشهد يبقي ثابتا ولا يتغير أن لم يكن يتراجع بسبب العقبات غير الجمركية والتي يمكن أن نطلق عليها عقبات بيروقراطية. ولكن هناك محاولات جزئية بين بعض الدول العربية لضخ المزيد من الدماء في شرايين التجارة العهربية البينية والتي تصلبت مع مرور أكثر من نصف قرن لانعاشها وكان أخر هذه المحاولات هي إعلان أغادير وهي الاتفاقية العربية المتوسطة للتبادل الحر وتضم في عضويتها كلا من الأردن وتونس والمغرب ومصر، حيث تم التوقيع بين الدول الأربعة علي هذه الاتفاقية بالرباط في 25 فبراير 2004 ودخلت حيز التنفيذ 6 يوليو 2006 وبدأ التطبيق الفعلي للاتفاقية بتاريخ 27 مارس 2007. وكان أهم أهداف هذه الاتفاقية هو إنشاء منطقة تبادل حر بين الدول العربية المتوسطة لتشجيع التبادل التجاري بين الدول الأعضاء والرفع من حصة تصدير تلك الدول إلي الاتحاد الأوروبي، واستغلال مزايا تراكم المنشأ لرفع التجارة بين الدول الأعضاء وبين الاتحاد الأوروبي وتحقيق مزايا من الاندماج الاقتصادي من خلال قواعد المنشأ الأورومتوسطية جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة