شددت البنوك الإجراءات الأمنية خاصة علي الفروع المتواجدة بالمناطق والميادين التي تواجه مظاهرات ووقفات احتجاحية وفي مقدمتها منطقة وسط البلد وذلك بعد تجدد المظاهرات والاعتصامات إثر حالة الغضب التي شهدها الشارع المصري بعد احكام لم تلق قبولا صدرت قبل أيام ضد مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي و6من معاونيه. كما طالبت البنوك وزارة الداخلية بضرورة زيادة أعداد قوات الأمن التابعين لها حول الفروع خاصة الموجودة بالمناطق الملتهبة، والموافقة علي تزويد أفراد الأمن التابعين لها والتابعين للشركات الخاصة التي تحمي البنوك بالأسلحة لمواجهة البلطجية . كما اتجهت العديد من البنوك إلي زيادة الاحتياطات الأمنية من خلال التقنيات الحديثة من خلال تزويد الفروع بأحدث كاميرات المراقبة والتي يمكنها تسجيل جميع ما يدور داخل الفروع وخارجها خلال ساعات العمل وبعدها إضافة الي إمكانية تسجيل الاحداث في الاضاءة الضعيفة، فضلا عن التأكد من عمل جميع اجهزة الانذار الداخلية والخارجية خاصة المرتبطة باستدعاء النجدة من قبل أقرب مديرية أمن تابع لها الفرع. وعلي جانب آخر، اتجهت العديد من البنوك المتواجدة بمنطقة وسط البلد والمناطق الي استخدام الابواب الحديدية لتفادي أعمال الشغب وإمكانية تعرض الفروع للاعتداء من قبل البلطجية ومثيري الشغب. وفي نفس السياق قام بنك بيريوس مصر بتدشين أبواب حديدية علي جميع مداخل ومخارج الفروع الخاصة به ونفس الأمر الذي قامت به العديد من البنوك العامة والخاصة خلال الفترة الاخيرة . وأكد عادل عبدالحميد مسئول الأمن بأحد البنوك الخاصة إن الأحداث الأخيرة أسهمت بشكل كبير في زيادة الطلب علي شركات الحراسة الخاصة ورفع تسليح هذه الحراسة لإمكانية مواجهة اي أحداث سطو علي البنوك خاصة الموجودة بالمناطق الملتهبة التي تشهد خروج مظاهرات ووقفات احتجاجية، للحفاظ علي أموال المودعين ومدخراتهم بالإضافة الي أن هناك أراضي مملوكة للبنوك ألت إليها من متعثرين يستلزم حراستها وتأمينها. ويقول العقيد صالح محمود إن البنوك تتيح أقصي درجات الحيطة والحذر خلال الأيام الجارية مع عودة الاعتصامات الغاضبة إلي غالبية الميادين العامة بعد حكم مبارك خاصة علي صعيد المقرات الرئيسية والفروع الموجودة بالقرب من الميادين التي تشهد حالات احتجاجات كبيرة منذ يوم السبت الماضي . وأضاف محمود ان هناك تنسيقا تاما بين إدارات الأمن في البنوك ووزارة الداخلية لحماية وتأمين مقرات البنوك علي مدار اليوم وذلك منذ اندلاع شرارة المظاهرات منذ يوم السبت الماضي خوفا من تجدد تعرض فروع البنوك وماكينات الصارف الآلي للاعتداء من قبل مثيري الشغب المندسين بين المتظاهرين كما حدث خلال أحداث سابقة. قال محمد علي مدير بأحد البنوك الخاصة والمشرف علي عمليات نقل الاموال الي الفروع التابعة للبنك انه تم وقف التعاملات ليلا في ظل استمرار عمليات السطو وأعمال البلطجة واقتصار التعاملات علي فترة النهار، مشيرا الي ان عمليات نقل الاموال اختلفت كليا بعد أحداث ثورة 25 يناير وإلي الآن حيث تتحفظ البنوك في إمداد فروعها بالسيولة الكافية وتكتفي بالنقود التي لا يكون فيها فائض من السرقة. ويري أن أرباح شركات الحراسة ونقل الاموال قد ارتفعت كثيرا مقارنة بما قبل الثورة حيث أسهم إقبال البنوك عليها في ايجاد زيادة كبيرة في الطلب علي هذه الشركات. قال أحمد كامل متولي مدير العمليات بشركة سوبرسرفيس للأمن هناك إقبال كبير من البنوك علي شركات الحراسة لتعزيز الخدمات الأمنية لديها في ظل غياب الأمن تحوطا لوقوع أي مخاطر، مضيفا أن هذا الطلب تزايد بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية خاصة من قبل البنوك المتواجدة بالمناطق الملتهبة. وأضاف أن شركات نقل الأموال لايقتصر دورها علي نقل النقود وإنما يمتد الي نقل سبائك الذهب والاشياء الثمينة مشيرا الي أن هذه الشركات تعزف عن نقل الاموال الي معظم المدن النائية، وذلك للخوف من الغياب الامني بهذه المدن. وأضاف أن هناك العديد من المناطق التي تحرص الشركات علي زيادة معدلات التأمين بها وهي جنوب الصعيد و6 أكتوبر خاصة المنطقة الصناعية والتي تتواجد بها البنوك بشكل كثيف.