"شرق العوينات".. حلقة جديدة في سلسلة إهدار الموارد الطبيعية في عهد المخلوع إبراهيم سليمان: العوينات تعتبر أكبر مشروعات التنمية الزراعية المنفذة في مصر لو لم يطغ الترويج لتوشكي حكومة مبارك باعت الفدان ب50 جنيها فقط ل16 شركة المستثمرون ركزوا علي زراعة الأعلاف وهذه كارثة كبري السعوديون حققوا منافع غير مسبوقة بزراعتهم الأعلاف وتصديرها لبلادهم أداء الشركات السعودية كان مصحوبا بمباركات "أباظة" وهناك من عمل منهم دون تقنين!! وزير المالية الهارب تنصّل من مسئوليته حول عدم خضوع تلك الصادرات لأية ضرائب أو رسوم جمركية لا بد من وضع ضوابط لاستغلال المياه الجوفية ومنع استخدام الري بالغمر منع المستثمرين من إقامة الآبار العشوائية دون ترخيص أمر حتمي يجب إعطاء المنطقة أولوية للتنمية بالتوازي مع مشروع سيناء كتبت مني البديوي: استكمالا للحلقات السابقة التي قمنا بنشرها حول زراعة وتنمية المناطق الحدودية ومسلسل الإهدار الذي شهدته بتوجيه مشروعات ورصد ملايين الجنيهات لها ثم توقفها فجأة بما يضع العديد من علامات الاستفهام كما حدث بمشروع ترعة السلام بسيناء الذي توقف بعد إنفاق أكثر من 7 مليارات جنيه علي البنية الأساسية نستأنف اليوم الحديث عن بقعة جديدة لم تكن بمنأي عما شهده الملف السيناوي حيث إنها مثلت هي أيضا حلقة من حلقات الهدر التي كانت فيما يبدو هي سمة التعامل الرئيسي للدولة لجميع الموارد الطبيعية التي تمتلكها البلاد؛ ولذلك لم يكن غريبا أن نري تلك المناطق ورغم ما تمثله من بُعد أمني واستراتيجي لا تزال بلا وجود حقيقي لاعمال تنموية بها وهي شرق العوينات التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية علي مساحة 16 ألف كيلومتر مربع علي بُعد 365 كيلومترا جنوبالداخلة.. ويفتح معنا ملف تلك البقعة د. إبراهيم سليمان أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الزقازيق وعضو المجالس القومية المتخصصة ومستشار اكاديمية ناصر العسكرية العليا ومنظمة الاغذية والزراعة سالفا، موضحا العديد من الحقائق والمفاجآت التي تكشف عن التنمية العشوائية التي كان يتم انتهاجها بأهم المناطق التي تعد بمثابة أذرع استراتيجية للبلاد. وقد بدأ حديثه بالتأكيد علي أن مشروع شرق العوينات يعتبر أكبر مشروعات التنمية الزراعية المنفذة في مصر لو لم يطغ الترويج لمشروع توشكي في النصف الثاني من التسعينيات علي أنه مشروع مصر القومي، رغم أن الأخير إذا اكتمل لاستنفد ثلث قدرة مصر الكهربائية لرفع المياه 160 مترا لري 600 ألف فدان ولأنه يحتاج لتغيير نظام الري في مصر بالكامل لتوفير احتياجات هذا المشروع بالكامل، هذا بينما مشروع شرق العوينات منطقة سهلية تبلغ جملة مساحتها المهيأة للزراعة حوالي 560 ألف فدان تقع أغلبها ضمن الأراضي الرملية والرملية الطينية التي تعتبر من أفضل الأراضي الصالحة للزراعة، والمحاصيل الحقلية التي نجحت زراعتها بالمنطقة منها محاصيل الألياف كالقطن، ومحاصيل الأعلاف كالبرسيم الحجازي ولوبيا العلف وحشيشة السودان، ومحاصيل الحبوب كالقمح والذرة الرفيعة، ومحاصيل البقول كالعدس وفول الصويا، والمحاصيل الزيتية كالفول السوداني والسمسم، والخضر والنباتات الطبية والمحاصيل البستانية وأهمها البلح الجاف ونصف الجاف والتين المجفف والرمان والموالح، وتعتبر شرق العوينات منطقة خالية من التلوث البيئي؛ ولذلك تعد من أفضل مناطق التربية وتحسين السلالات وذلك لبعدها عن بقية المحافظات؛ مما يحقق لها مسافة عزل طبيعية، الأمر الذي ينعكس أثره علي خلو المحافظة من الأمراض الوبائية التي تصيب الانتاج الحيواني والداجني من باقي المحافظات. وتربط المنطقة طرق مرصوفة بكل من الداخلة والخارجة وأبوسمبل، كما يمكن الوصول إلي المنطقة جوا؛ حيث تم إنشاء مطار شرق العوينات لاستخدامه في تصدير الحاصلات الزراعية.. وتبلغ مساحته 36 كم2 ويخدم 100 راكب/ساعة ويحتوي علي مدرج رئيسي بطول 3500م 45 م ويتسع ل8 طائرات وتم توسعة ممرات الهبوط وإطالتها وإنارة المطار ليلا لاستقبال الطائرات الكبيرة للتصدير رأسا من شرق العوينات لجميع دول العالم. واضاف ان المشروع يهدف إلي إضافة نحو 230 ألف فدان للرقعة الزراعية يتم ريها بالكامل من مياه الخزان الجوفي في المنطقة بطرق الري الحديثة بالرش والتنقيط.. ويطبق المشروع أسلوب الزراعة النظيفة بهدف توفير إنتاج زراعي خال من الملوثات، ومن ثم يفتح أسواقا عالمية لتصدير منتجات الزراعة العضوية، والبنية الأساسية التي أنشئت في المنطقة شملت الوحدة المحلية لشرق العوينات ومقرها قرية العين وتضم الخدمات الآتية: وحدة صحية، نقطة شرطة، محطتي وقود ومستودع وقود، ومخبزا، ومحطة استقبال تلفزيوني، ومركز شباب، ومسجدا،