دعا عدد من الخبراء الزراعيين الحكومات الأفريقية إلي المزيد من الاستثمار في البحوث وإقامة بنية تحتية قوية للزراعة في أفريقيا باعتبار أن الإمكانات الزراعية الكبيرة المتوافرة في أفريقيا تمكن من النهوض بالقارة اقتصادياً واجتماعياً. وقال جيفري ليفنجستون الخبير في الشؤون الاقتصادية لدي منظمة الزراعة والتمويل الدولية إن السبب الرئيسي لمحدودية الإنتاج الزراعي في أفريقيا متصل بقلة الإقبال علي الاستثمار في مجال الزراعة سواء علي الصعيد الحكومي أو علي صعيد المنظمات. وتعتبر الزراعة بقصد التجارة في الأراضي القليلة المستغلة من أكثر القطاعات التجارية تحقيقاً للأرباح في جنوب أفريقيا حيث تقوم بتوزيع منتجاتها حول العالم وتبيع سوق الفاكهة في جوهانسبرج نحو 100 مليون طن من البضاعة سنوياً. وحسب إحصاءات الأممالمتحدة فإن القارة الإفريقية تصدر منتجاتها من المواد الغذائية والزراعية بقيمة 50 مليار دولار سنوياً إلا أن قرابة ثلثي الدول الأفريقية غير مستغلة وتعتبر مستوردة للمنتجات الزراعية. وتؤكد الدراسات أن القارة الإفريقية بإمكانها إنتاج ما يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وذلك في غضون سنوات قليلة فقط إذا ما تم وضع الخطط والدراسات القائمة علي الاستغلال الأمثل للأراضي الزراعية. ويذكر أن دراسة أعدتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو والبنك الدولي اشارت إلي استغلال 10% فقط من منطقة سهل غينيا العشبي في الزراعة التي تغطي نحو 600 مليون هكتار وتمتد من السنغال إلي جنوب أفريقيا من شأنه حل أزمة الغذاء في أفريقيا خاصة أن هناك ما لا يقل عن 400 مليون هكتار من هذا السهل صالحة للزراعة والإنتاج الزراعي. وتشير الدراسة إلي أن الأغلبية الساحقة والتي تقدر نسبتها ب80%، من القوي العاملة في أفريقيا ذكوراً وإناثاً يعملون في القطاع الزراعي حيث تقدر نسبة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بحوالي 35% من إجمالي مساحة القارة يستغل منها 9% فقط بزراعة 179 مليون هكتار بالمحاصيل الحقلية و14 مليون هكتار بالمحاصيل الشجرية. وتسهم القارة بحوالي 60% من إجمالي إنتاج العالم من الكاكاو كما أنها تنتج 1,5 مليون طن من البن وحوالي 200 ألف طن من الشاي أي ما يعادل 12% من الإنتاج العالمي و22% من إنتاج العالم من البن وأكثر من 8% من قصب السكر و40% من زيت النخيل ونحو 6% من الفول السوداني و5% من المطاط الطبيعي.