يبدو أن ظروف اللايقين المسيطرة علي الاجواء بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والتي نجم عنها حالة من التردي والتراجع الاقتصادي وأدي إلي دخول البنوك في ثبات شتوي في عام 2011 عام الثورة المصرية وامتد ليشمل كل الفصول وصولا إلي عام جديد يطرق أبواب البنوك بمزيد من القلق المشوب بحذر حتي تتحسن بيئة عمل البنوك التي واجهت صعوبات نفسية كبيرة تمخض عنها تراجع في نتائج أعمالها في ظل تراجع معدلات نمو الودائع وتراجع حركة التسهيلات الائتمانية في تمويل الشركات والتجزئة المصرفية بالاضافة إلي تراجع العائد من الاستثمار في الأوراق المالية رغم مساهمته الكبيرة في رفع الضرر الواقع عليها فلم يكن أحد يتوقع أن تتراجع أرباح البنوك في مصر مثلما يحدث الآن خصوصا أن هذا التراجع الذي أظهرته نتائج أعمال الربع الأول من العام الحالي تعدي ما حدث إبان الأزمة المالية العالمية في عام 2008 ورغم اتجاه أغلبية الأفراد إلي ايداع الأموال في البنوك فإنها حققت خسائر كبيرة نتيجة لعدم وجود أدوات استثمارية لها خصوصا مع انهيار وتوقف البورصة المصرية في الفترة الماضية وانهيار القطاعات التي تعتمد عليها البنوك في عمليات التمويل، وعلي رأسها القطاعان السياحي والعقاري وانخفاض نشاط البورصة لأزمة السيولة والهبوط الشديد في أسعار الاسهم أسهم في انخفاض عائد الاستثمارات المالية بأغلب البنوك العاملة بمصر وهو ما أدي لأن تقوم البنوك بتكوين مخصصات هبوط أوراق مالية بشكل أثر سلبا علي ناتج أعمالها. وفي ظل الأزمة حدث نوع من الانخفاض والتدني في معدل التعاملات اليومية لعملاء البنوك من سحب وإيداع واستخدام حدود ائتمانية وتحصيل شيكات وكمبيالات وهو ما أدي لانخفاض عائد الخدمات المصرفية بأغلب بنوك مصر وأثر ذلك أيضا سلبا علي نتائج أعمال البنوك وبمرور الوقت انخفاض معدلات النمو المحققة لصافي الأرباح بأغلب بنوك مصر. سجلت أرباح البنوك خلال ال9 أشهر الأولي من العام الحالي تراجعا ملحوظا متأثرة بالاضطرابات وغياب الاستقرار الذي ضرب السوق المصري بعد الثورة علاوة علي حالة الركود والكساد وتراجع حجم الاستثمار المحلي والأجنبي. التراجع بالأرقام وتراجعت أرباح البنك التجاري الدولي مصر بنسبة 23% وحقق صافي ربح بلغ 1،1 مليار جنيه بتراجع قدره 23% مقارنة بصافي ربح بلغ 1،5 مليار جنيه خلال الفترة المقارنة من 2010. فيما تراجعت أرباح بنك فيصل الإسلامي المصري وحقق صافي ربح بلغ بلغت 162،4 مليون جنيه خلال ال9 أشهر الأولي من العام الجاري، والمنتهية في سبتمبر الماضي، مقابل 172،7 مليون جنيه في فترة المقارنة من العام الماضي. وتراجع صافي أرباح بنك "كريدي أجريكول مصر"، بعد احتساب الضرائب، بنسبة حادة بلغت 24،61%، ليسجل 243 مليون جنيه، وذلك في نهاية الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة ب322 مليون جنيه في الربع المقابل من العام الماضي كما تراجعت أرباح بنك الشركة المصرفية العربية الدولي، والتي بلغت 1،7 مليون دولار، في نهاية الربع الثالث من العام الجاري، مقابل 21 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. شهية المستثمر يقول أحمد يونس المحلل المالي إن هناك بعض المعطيات التي توثر بشكل مباشر في نتائج أعمال البنوك خلال الفترة المقبلة فبالنسبة للمستثمرين والاقراض لتمويل مشروعات لا توجد عروض للاقتراض لتمويل مشروعات جديدة، هذا ينطبق علي الحكومة والقطاع الخاص ولا توجد مشروعات قومية ولا توجد شهية لدي المستثمر للبدء في مشروع جديد ومن المعروف أن الشغل يولد الأموال والأرباح، ونتيجة للتوقف المرحلي في الفترة الحالية أعتقد سيكون له