بالرغم من تأكيد القرارات واللجان العلمية أن مصنع موبكو لإنتاج الأسمدة صديق للبيئة، تظهر بعض الأصوات التي تنادي بأنه مصنع الموت وهو ما ترتب عليه قطع الطريق عن المصنع واحتجاز العاملين به ومنع اللجان العلمية للتحقق في صحة الادعاءات، وظهرت أصوات أخري تعلن أن الأزمة لا أساس لها من الصحة وانها كانت نوعاً من بيزنس الانتخابات، وبينما تفيد المستندات عن براءة المصنع من التلوث اكدت وجود مصانع أخري تتعدي النسبة المصرح بها في التلوث، "الأسبوعي" قام بجولة بمدينة دمياط داخل مصنع موبكو وقرية السنانية التي ظهرت منها الاعتراضات، وكذلك القناة الملاحية حيث يوجد الصيادون، ليرصد الواقع في محاولة لكشف سر الأزمة التي ظهرت ومازالت مستمرة! بداية الجولة كانت داخل مصنع موبكو، حيث يحاط المصنع بالزرع والأشجار والطيور من جميع الاتجاهات، وهو ما يثير التساؤل كيف يكون المصنع ضارا بالبيئة وملوثا مع وجود تلك الأشجار خاصة وأنه ظهرت أصوات معارضة للمصنع تؤكد أن أشجار المانجو بالسنانية احترقت والطيور هاجرت من الميناء بسبب الأبخرة التي تصاعدت من المصنع، في حين أنه عند الصعود أعلي قمة المصنع كان قمع الرياح متجها لرأس البروليس باتجاه السنانية، وقال أحمد الغزالي مسئول بوحدة التحكم بالمصنع والمحتجز هو وزملائه منذ 10 أيام بالمصنع: إنه مريض سكر ويحضر معه دواء لمدة 10 أيام لأنه لا يعلم متي سيخرج من المصنع وطعامهم من التونة والجبن، ويشير الي ضرورة تواجده بالمصنع للحفاظ علي تنك الأمونيا وتبريده وإلا سينفجر، وأضاف أن صناعة سماد اليوريا من الصناعات صديقة للبيئة، وكل صناعة لها أسلوب أمانها، والمصنع تم إنشاؤه بتقنية حديثة وصديقة للبيئة، كما أن أمريكا وأوروبا من أكثر الدول المصنعة لسماد اليوريا، ويوضح أن توسعات موبكو 2 و3 هي نفس نشاط موبكو 1، وأنه تم عمل دراسة بيئية لمعرفة مدي الحمل البيئي وتم الحصول علي جميع الموافقات. وأضاف أن دمياط تعاني بالفعل من التلوث من قبل أقامة موبكو، مثل التلوث الناتج عن مشكلة الأقفاص السمكية منذ عام 86 حيث تم الترخيص لعدد 4 اقفاص ولكنهم أنشأوا 2084 مزرعة سمكية وهو أمر غير مطابق وأدي لحدوث التلوث، بالإضافة للمصارف الزراعية الرهيبة حيث إن المنصورة كلها تصرف في دمياط، وقال إنه من الظلم أن يتم إلصاق التهمة بمصنع مثل موبكو تمتلك الدولة 71% من أسهمه، وأضاف الغزالي أن العوادم التي تخرج من المصنع كلها متوافقة بيئيا، وانه يوجد المصنع مخطط ما للفوضي وللأسف يوجد تواطؤ أمني غير عادي، وهو ما جعل الخسائر تقدر ب 19 مليون جنيه. صناعة استراتيجية أشار تامر محمد سعد فني معالجة مياه بمصنع موبكو إلي أنه محبوس هو زملاؤه حيث يعلم الأهالي ميعاد دخولنا وخروجنا ويرفعوا علينا المطاوي، مما يجعلنا نضطر للعمل لمدة 4 أو خمسة أيام متواصلة، لأنه لابد من تواجد لتأمين حالة المصنع أثناء التوقف وتساءل كيف أقوم بعملي لمدة طويلة تصل لأيام متتالية بدون راحة أو شعور بالأمان. وأضاف خيرالله أحمد مشرف أمونيا أن المصنع متوافق بيئيا، وأنه يوجد مثل هذا المصنع 6 مصانع أخري بمصر ويوجد مثله منذ 35 عاما مصنع بالإسكندرية وبينه وبين المنتزه والمعمورة 4 كيلو أي وسط الكتلة السكانية والمنطقة السياحية، مضيفا أن المصنع يحصل علي حصته من المياه من حصة الصناعة ولم نسحب من حصة الزراعة، ويتم الصرف علي محطة صرف رأس البر، وذلك بعد معالجة الصرف وتصبح العينة مطابقة تماما خاصة وانه يوجد بالمصنع جهاز رصد بيئي للتواصل مع البيئة وجهاز لقياس مستوي الغاز، مؤكدا أن صناعة السماد تعتبر من الصناعات الاستراتيجية لأي بلد، وأنه يوجد خمسة مصانع في قطر لإنتاج الأسمدة يطلقون عليها "جوهرة النماء" بينما يطلق أهالي دمياط عليها مصانع الموت، ويوضح من خلال مستندات الرصد البيئي عدم مطابقة مصانع سي جاز وميثانكس للمواصفات البيئية، وأضاف هشام السيد مدير الخدمات الإدارية بالمصنع أن الجيش قام بتأمين المنشأة، ولكن أحساس الموظف بالتوتر وعدم الأمان علي حياته يعتبر مشكلة أخري، مضيفا أنه كعامل بالمصنع مغترب قام بنقل أسرته وأبنائه لدمياط، فكيف أعمل بمكان خطر وملوث وأنقل أسرتي لدمياط وأنا علم بهذا تلوث. البحر تبعد السموم ولكن عندما ينخفض منسوب المياه تتركز السموم في القناة ويصبح لونها أحمر ويشعر الصياد كأنه يقف وسط مياه صرف صحي، وأن الوضع قبل المصانع كلها كان أفضل كثيرا وكانت توجد قبل ذلك بيارة كبيرة امام المصنع لتصرف في البحر مباشرة وعندما اعترضنا نقلوا الصرف من خلال ماسورة تمر تحت القناة لتصرف في البحر، وطالب بعدم صرف المصنع في البحر أو أخذ مياه. أما محمد نوارالصياد فقد اوضح ان السمك الآن غير موجود لحالة الجو ولكن المياه أصبحت صافية الآن، وقال الصياد عربي قنديل إن رائحة المياه كانت سيئة للغاية، واشار أحمد أبو عيد إلي أن السماد كنا نأخذه من محطة الصرف الصحي للأراضي الزراعية ولكن عندما اختلط به صرف المصنع أصبح السماد لونه أبيض ومفكاً ويضر بالأرض، مشيرا في ذات الوقت إلي أنه يوجد ناس أخري تستعمل ذلك السماد ولكنها لا تعلم ضرره. مصنع آمن بيئيا بينما أوضح م. مدحت يوسف رئيس مجلس إدارة شركة موبكو للأسمدة أن صناعة سماد اليوريا من الصناعات الصديقة للبيئة ومنتشرة في دول العالم، وأن صرف المصنع مطابق لمعدلات البيئة ومعدلاته أقل من المعدلات المسموح بها، وأنه قامت قبل ذلك لجنة علمية بعمل تحاليل cod? cob، أي تحاليل للمحتوي البيولوجي والكيميائي لمياه صرف المصنع وقياس تأثيرها علي الثروة السمكية، وأكدت اللجنة أن التأثير مطابق لجدول السماح طبقا لحدود القانون المصري، موضحا أن المصنع يشغل عشر مساحة رأس البر بمعني أن المصنع يشغل عشر محطة الصرف الصحي برأس البر، مؤكدا أنه لو وجدت مشكلة في التلوث فهي ناتجة من محطة صرف رأس البر وليس المصنع خاصة أن كل المصانع تقوم بالصرف علي نفس المحطة ومنها مصانع تسجل معدلات تلوث أكبر من المسموح به بيئيا، موضحا أنه عندما تم الاستفسار عن سبب إيقاف التوسعات بموبكو جاءه الرد بأنه تم نتيجة الخوف من إغلاق ميناء دمياط فتمت التضحية بالمصنع بالرغم من عدم تأثيره الضار بيئيا، موجها رسالته لمدير شئون البيئة ووزير البيئة بأنه كيف يصدر تراخيص لمصنع بالدقهلية لإنتاج سماد اليوريا بنفس تراخيص موبكو، بينما يتم إيقاف العمل بموبكو ولصالح من ذلك الموقف، وعما أثير عن ميزانية الشركة بأنها 650 مليون جنيه قال انه غير صحيح ولا يوجد مستندات بذلك وأن القروض لوحدها تبلغ مليار دولار و50 مليون دولار وكله موثق بالمستندات، مؤكدا أن أزمة المصنع ستنتهي عندما تستعيد الدولة هيبتها. سالي مزروع