ربما يضع حادث "ماسبيرو" اللعين مصر في منطقة الفتن الطائفية.. 10 أشهر شهد الشارع السياسي مآسي وقصصاً وحكايات في ملف الفتنة الطائفية.. وصل عددها إلي 4 حوادث هزت أرجاء المحروسة وقلبت الموازين رأسا علي عقب.. ودفع الاستثمار والاقتصاد الوطني الفاتورة باهظة. ربما كان الأكثر تضررا هو الاستثمار غير المباشر فمع كل حادثة تدفع البورصة التي تعد مرآة اقتصادات الدول الثمن.. فمع مطلع العام الجديد استيقظنا علي كارثة مدوية وتم تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ومعها عادت إلي الأذهان قضية الكشح وكذلك إسلام الفتاة القبطية قسطنطين. وقبل أن ينسي أبناء الوطن من مسلمين وأقباط المشهد المؤلم بالإسكندرية وتطاير الأشلاء الضحايا والابرياء هنا وهناك حتي استيقظت البلاد علي واقعة جديدة لم تكن أقل كارثة من سابقتها وجاءت هذه الواقعة وسط توابع الثورة والمظاهرات شبه اليومية بالشوارع وأمام المؤسسات والمنشآت الوطنية وهو ما زاد "الطين بلة" وكانت الكارثة مضاعفة، ولم تمر أسابيع إلا وكانت حادثة كنيسة امبابة التي عمقت من الجراح وكادت تمزق النسيج الوطني.. كل هذا "كوم" وأحداث ماسبيرو التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل ومصاب "كوم آخر". ضربة موجعة قلنا إن توابع الأحداث كانت ضربة موجعة للاقتصاد وضربت الاستثمار في مقتل خاصة الاستثمار غير المباشر الذي وصلت خسارته قرابة ال 39 مليار جنيه قبل أن يتم تعويضها مع هدوء الأوضاع وعودة الحياة والاستثمارات التي طفشت وكانت هذه الخسائر بواقع قرابة ال 16 مليار في حادثة القديسين التي تزامنت مع الثورة التونسية ثم 10 مليارات في أحداث ماسبيرو وقرابة 4 مليارات في أحداث كنيسة امبابة و"صول" في أطفيح. تكرار مثل هذه الحوادث عكس انطباعا مؤسفا وسيئا للغاية لدي المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب في العديد من الدول الخارجية بالإضافة إلي المؤسسات المالية الأجنبية والتي قد تضع مصر في القائمة السوداء المستبعد فيها الاستثمار علي غرار العراق الذي يعاني صراع الفتن الطائفية بين الشيعة والسنة. ربما تأكيد رجال الأعمال والمستثمرين لحالة الهلع التي تسيطر علي المستثمرين الأجانب تثير القلق علي مستقبل الاقتصاد والاستثمار بالسوق المحلي. معايير ومقاييس سألت جورج باسيلي أحد رجال الأعمال العاملين في مجال الأدوية عن مدي خطورة تكرار المصادمات بين المسلمين والأقباط وتأثيره علي الاستثمار والاقتصاد.. أجابني قائلا: "إن مثل هذه الأحداث يكون انعكاستها سلبيا علي اقبال الاستثمار الخارجي وقد تسهم في تطفيش الاستثمار القائم". "العديد من الدول الأجنبية تضع مقاييس ومعايير محددة استثماراتها الخارجية ومنها النزاعات الطائفية في العرق أو اللون لأنها تعمل علي تهديد اقتصادات الدول مثل الصراعات المتتالية بين السنة والشيعة في العراق وغيرها من العديد من الدول واستمرار الانفلات الأمني في السوق المحلية له تداعياته الخطيرة علي الاقتصاد". وإذا كان الخوف لا يتمثل في الفتنة الطائفية إلا أنه يبعث انطباعا سيئا بعدم توافر الآمن للاستثمار خاصة أن رأس المال جبان بطبعه. لا يحسد عليه "المظاهرات تضع البزنس في موقف لا يحسد عليه، فما الوضع في حال الفتن الطائفية التي أحيانا تأخذ سلوك العنف والتخريب مثلما حدث في كنيسة أمبابة".. هكذا تحليل عادل جزارين رئيس اتحاد الصناعة الأسبق.. والمشكلة بالنسبة للمستثمرين الأجانب الذين لا يدركون حقيقة الحال بين المسلمين والأقباط فقد يهربون بأموالهم إلي مناطق أخري