قصة أسهم موبينيل الاسبوع الماضي لابد ان نعترف بأن فيها اخطاء تتحملها عدة أطراف في مقدمتها إدارة البورصة المصرية التي عادة ما تتهاون علي مر تاريخها مع بعض الشركات الكبري خاصة إذا كانت ظروف السوق لا تحتمل وقف سهم كبير مثل اوراسكوم تليكوم او موبينيل . القصة ببساطة بدأت أول الاسبوع بارتفاعات قوية علي سهم موبينيل مع تردد شائعات حول قرب بيع المهندس نجيب ساويرس حصته في الشركة.. وهذه الشائعات لم تكن خفية علي احد.. إلا أن ما حدث ان البورصة تراخت في التعامل مع الموضوع حتي نهاية الاسبوع يوم الخميس وبعد ان ارتفع السهم بقوة علي مدي الاسبوع محققا ارباحا عالية لكثير ممن ضاربوا عليه . الخطا الغريب الثاني من إدارة البورصة هو قيامها بوقف سهم موبينيل لحين الرد علي استفسارات البورصة يوم الخميس وبعد ان نشرت رويترز نفيا للمهندس نجيب ساويرس عن نيته بيع حصته في موبينيل يوم الاربعاء.. اي ان التحرك جاء متأخرا.. والاغرب ان تطلب البورصة من شركة موبينيل الرد علي استفسارات البورصة رغم انها شركة مفعول بها وليست فاعلا.. اعتقد انه كان من الاجدر ان يتم توجيه الاستفسار لشركة اوراسكوم تليكوم التي تمتلك حصة في موبينيل.. وبالتالي جاء الرد من موبينيل غير واضح علي الاطلاق بل اكد شكوك المساهمين في السوق حول احتمال وجود صفقة، ولذلك واصل السهم ارتفاعه.. ومع ذلك اعادت البورصة التداول علي السهم رغم ان رد موبينيل كان ان الشركة ليس لديها معلومات ولم يتم اخطارها بصفقة بيع ساويرس لاسهمه في الشركة بسعر 160 جنيها.. هذا التحديد للسعر غريب ايضا لان السوق كان يتحدث عن متوسط سعري يبدأ من 160 جنيها حتي 220 جنيها . وبعيدا عن هذه الاخطاء الغريبة رجح محللون في قطاع الاتصالات ان يقوم ساويرس ببيع اسهمه في موبينيل سواء حاليا او لاحقا بعد الانتخابات، فقد اكد ولاء حازم نائب رئيس ادارة الاصول بشركة اتش سي للاوراق المالية. ان اتفاق التسوية الذي تم بين فرانس تليكوم واوراسكوم تليكوم فيه بعض النقاط الغامضة فقد منح الاتفاق للمهندس نجيب ساويرس خيار البيع في اي وقت في حالات محددة من الخلاف المستحكم بين الطرفين حول بعض القرارات الجوهرية ووفقا لشروط معينة.. مشيرا الي اننا لا نعرف ان كان هذا الحق ايضا لشركة فرانس تليكوم.. فاذا كان كذلك يمكن للشركة ان تطالب ساويرس بالبيع حاليا نتيجة لتضرر موبينيل من حملة المقاطعة . ورجح حازم ان تكون هناك نية لدي المهندس نجيب ساويرس لبيع اسهم موبينيل سواء حاليا أو لاحقا بعد الانتخابات حتي لا يقال انه يخرج من مصر مما قد يضر بموقف حزبه في الانتخابات . ورغم النفي الذي نشرته وكالة رويترز علي لسان المهندس نجيب ساويرس فإن هناك تشكا من المستثمرين في الامر واعتقد ان الامر سيتطلب ردا رسميا من شركة اوراسكوم تليكوم . يذكر ان اتفاقية التسوية للنزاع بين اوراسكوم تليكوم وفرانس تليكوم في مايو 2010 ، والذي نص علي وجود خيار بيع لاسهم موبينيل لشركة فرانس تليكوم خلال عامين من توقيع الاتفاق . فالاتفاق الموقع بين الشركتين منح شركة اوراسكوم تليكوم القابضة خيار بيع اسهمها في شركة موبينيل للاتصالات غير المقيدة اضافة الي اسهمها في الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول المقيدة لمجموعة فرانس تليكوم في الفترة بين 15 سبتمبر و15 نوفمبر 2012 والفترة بين 15 سبتمبر و15 نوفمبر 2013 و في أي وقت حتي 15 نوفمبر 2013 في حالات محددة من الخلاف المستحكم بين الطرفين حول بعض القرارات الجوهرية ووفقا لشروط معينة. وفي حالة استعمال خيار البيع فان سعر السهم الواحد من اسهم الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول المقيدة وسعر سهم المصرية الذي تم الاتفاق عليه بين الطرفين يزيد بمرور الوقت من 221.7 جم في تاريخ دخول الاتفاق في حيز النفاذ الي 248.5 جم في نهاية 2013 ويتم تحويله الي اليورو علي اساس سعر صرف ثابت 7.53 جم لكل يورو. اما سعر السهم الواحد في شركة موبينيل للاتصالات غير المقيدة فيتم احتسابه علي اساس قسمة حاصل ضرب سعر سهم المصرية المشار اليه اعلاه في اجمالي عدد اسهم شركة موبينيل للاتصالات غير المقيدة في الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول المقيدة علي اجمالي عدد الاسهم في شركة موبينيل للاتصالات غير المقيدة. ولا شك ان هذه الصفقة ستخلص موبينيل من مشاكل المقاطعة والمواجهات السياسية التي يخوضها ساويرس كذلك ستوفر سيولة لساويرس في المرحلة الحالية لتنفيذ خططه سواء السياسية او المتعلقة بالاعمال الخيرية والانسانية. فهيمة احمد