يري مسئولون بالبنوك المركزية أن الدولار الأمريكي سيفقد وضعه بوصفه عملة احتياط عالمية خلال ال 25 سنة القادمة لتحل محله سلة من العملات. وقالت صحيفة فاينانشال تايمز إن استطلاعا للرأي أجراه بنك "يو بي اس" السويسري لمجموعة من المسئولين عن الاحتياطات بعدة بنوك مركزية يديرون نحو 8 مليارات دولار، أظهر أن أكثر من نصفهم يعتقدون بأن وضع الذهب سيكون الأفضل من بين الأصول الأخري في العام القادم، كما سيمثل إفلاس بعض الحكومات التهديد الأكبر للاقتصاد العالمي. وأشارت الصحيفة إلي أن الاستطلاع شمل أكثر من 80 من مسئولي الاحتياطات في البنوك المركزية وفي مؤسسات دولية خلال مؤتمر دولي عقده "يو بي أس" للمؤسسات الحكومية في الأسبوع الماضي. ونبهت فاينانشال تايمز إلي أن الاستنتاج الحالي يعتبر تطورا كبيرا بالمقارنة مع استطلاع لمسئولين بالبنوك المركزية منذ عدة سنوات أعربوا فيه عن اعتقادهم بأن الدولار سوف يحتفظ بوضعه بوصفه عملة الاحتياطي الرئيسية في العالم. وعلقت الصحيفة علي نتائج الاستطلاع بالقول إنه أحدث مؤشر علي عدم الرضا عن وضع الدولار بوصفه عملة احتياط وسط القلق إزاء عدم قدرة الحكومة الأمريكية علي خفض الإنفاق وإزاء التضخم الكبير للحسابات الختامية لمجلس الاحتياطي الاتحادي. ويقول لاري هيثواي كبير اقتصاديي بنك يو بي أس زإن هناك قلقا كبيرا إزاء المنحني المالي الحالي للولايات المتحدةس. وقد انخفضت قيمة العملة الأميركية بنسبة 5% هذا العام وتقترب حاليا من أدني نقطة وصلتها علي الإطلاق مقابل سلة من ست عملات عالمية. وأشارت فاينانشال تايمز إلي أن الصين، التي تحتفظ لديها بأكبر احتياطات للعملة الأجنبية في العالم تقوم بتنويع احتياطاتها بعيدا عن الدولار. وخلال الثلث الأول من العام الحالي زادت احتياطات الصين من العملات بنحو 200 مليار دولار، لكن ذهب ثلاثة أرباعها إلي استثمارات في عملات أخري غير الدولار، طبقا لبنك ستاندرد تشارترد. وقالت الصحيفة إن التكهنات باحتلال سلة من العملات وضع الدولار في المستقبل يتسق مع ما يعتقده بعض قادة صناع السياسة في العالم. واقترح رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في العام الماضي نظاما نقديا عالميا يشمل العملات الرئيسية في العالم بما فيها الدولار واليورو والين والجنيه الإسترليني واليوان الصيني، وكما أقترح أن يشمل النظام الذهب أيضا. ونبهت فايننشال تايمز إلي أن الاستطلاع الذي أجراه "يو بي أس"، أشار إلي الدور المتنامي للذهب. وأعرب 6% من الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن أكبر تغيير سيحدث لاحتياطات البنوك التي يعملون بها هو التوجه إلي المزيد من احتياطات الذهب. وقالت إن هذا الرأي يختلف عن آراء هؤلاء المسئولين في السنوات السابقة. ولم يتوقع أي منهم القيام ببيع كميات كبيرة من الذهب في العقد القادم، وقامت البنوك المركزية بشراء 151 طنا من الذهب هذا العام يقودها البنكان المركزيان في روسيا والمكسيك، طبقا لمجلس الذهب العالمي. وقال المجلس إن البنكين في الطريق لكي يصبحا هذا العام أكبر مشتريين للذهب في عام واحد منذ فك ربط الدولار بالذهب عام 1971. وارتفع سعر المعدن الأصفر بنسبة 19.5% في العام الماضي ووصل إلي 1500 دولار للأوقية أمس الاثنين مدفوعا بالمخاوف إزاء أزمة الديون في الولاياتالمتحدة وأوروبا.