جاء في مجلة المصور ان الدكتور عمرو هاشم ربيع رئيس لجنة النظام الانتخابي بمؤتمر الوفاق الوطني يقسم علي أنه لن يترك أعضاء الحزب الوطني المنحل طلقاء سياسيا فهو يصر علي عزلهم لمدة 5 سنوات من العمل والمشاركة السياسية، ويؤكد أنه إذا لم يصدر قانون بالمنع فإنه لن يقف مكتوف الأيدي وإنما سيطارد الفلول بقائمة سوداء يوزعها علي كل الأحزاب! وأنا لا أعرف ما هي الصفة القانونية التي تتيح للدكتور عمرو هاشم أن يصدر بنفسه قوائم سوداء يقوم بتوزيعها وتمثل عملية اغتيال سياسي وأدبي متكاملة الأركان لخصوم سياسيين أو مختلفين في التوجهات والسياسات. إننا نقدر تماما ما يقوله الدكتور عمرو من أن الحزب الوطني المنحل قد ارتكب الكثير من الجرائم في حق الوطن خلال الثلاثين عاما الماضية ولهذا استحق قرارا قضائيا بحله وباختفائه من ساحة العمل السياسي كحزب ورؤية وتوجهات ولكن تجريم الأفراد ومصادرة حقهم في حرية التعبير وفي العمل العام هو أمر يجب أن يكون أيضا خاضعا لأحكام القضاء ولجرائم محددة منسوبة إليهم ارتكبوها عن عمد وإدراك وبهدف الإضرار بالمصلحة العامة. ولقد انسحب من الساحة السياسية بالفعل كل رموز وقيادات الحزب الوطني المنحل لأنهم ادركوا دون قانون ودون قوائم سوداء ان الرأي العام لم يعد متقبلا لوجودهم علي الساحة، وأنهم لو عادوا لممارسة العمل السياسي فسوف يكون مصيرهم الإهانة والازدراء وهي عقوبة يفرضها الرأي العام دون قانون ودون قوائم سوداء. كما أن التهديد بالقوائم السوداء أمر محفوف بالمخاطر واعتداء علي حقوق الآخرين بلا سند من القانون، فاليوم تصدر قوائم سوداء بأعضاء الحزب الوطني وقبل ذلك ظهرت قوائم سوداء بأسماء عدد من الإعلاميين والفنانين، وغدا سوف يفكر البعض في إصدار قوائم سوداء تنال الثوار أنفسهم بتصنيف البعض علي أنهم من الثوار الحقيقيين والبعض الآخر علي أنهم من الذين قفزوا علي الثورة ويحاولون أن ينسبوها لأنفسهم، وبذلك يدخل الثوار أنفسهم في دائرة اتهامات وتجريح وصراعات ويكون الثوار هم أكبر خطر يهدد الثورة النبيلة التي قاموا بها! إننا ندعو إلي مرحلة الوفاق الوطني لكي يستعيد الوطن عافيته، وهي مرحلة يجب أن نبتعد فيها عن اتهامات التخوين والعمالة والاقصاء والعزل السياسي ويجب فيها أن ندرك جيدا أن الكلمة هي للشعب عليه أن يختار وأن يصدر أحكامه من خلال صناديق الانتخابات دون وصاية من أحد ودون اعتقاد أن هناك من يعتقد أنه يحمي الشعب، دعوا الشعب يقول كلمته لكي يكون الشعب هو مصدر كل السلطات.