من المعتاد عند الدخول لأي مدينة يجد الزائر حدائق ومناظر جميلة ترحب به، ولكن الوضع بمركز سندوب في محافظة الدقهلية مختلف تماما، حيث يجد الزائر منظرا آخر يرحب وهو منظر لجبل من "الزبالة" مع استنشاق هواء برائحة قاتلة وترحيب من الحشرات اللاسعة وحالة اختناق في الجو سببها السحب الرمادية الناتجة من الاحتراق الطبيعي لمخلفات "الزبالة" وفي جولة داخل مصنع المنصورة 1 لتدوير القمامة تم التعرف علي السبب الذي أدي لوصول القمامة لذلك الارتفاع البالغ 50 مترا، وكذلك التعرف علي شكوي العاملين بالمصنع بالإضافة لشكوي أهالي سندوب. بداية أوضح محمد الفولي رئيس الشئون المالية والإدارية بالمصنع رقم 1 لتدوير القمامة بسندوب في المنصورة بمحافظة الدقهلية أن المصنع تم أنشاؤه منذ عام 1998 ومن حينها لم يتم إحلال وتجديد أو تنفيذ عمرة كاملة للماكينات ومعدات المصنع لدرجة أن مصنع 2 الخاص بتدوير القمامة غطته القمامة ودفن أسفلها، بالإضافة لوجود 3 سيارات لنقل القمامة فقط منها واحدة معطلة والأخري بالصيانة والثالثة هي التي تعمل فقط، مشيرا إلي أنه مع تهالك الماكينات وعدم صلاحيتها تأتي الحمولة يوميا للمصنع بمعدل 600 طن "زبالة" بينما سعة المصنع 20 طن فقط يوميا، خاصة وأن المصنع يقوم بتغطية مركز حي شرق وغرب المنصورة بالإضافة لمركز المنصورة بمختلف القري التابعة له، ولذلك فمن الطبيعي أن يحدث هذا التراكم الضخم للقمامة. وعن كيفية القضاء علي ذلك الجبل أوضح الفولي بأنه عندما تم إرسال خطابات وزارة البيئة والمحافظة تم اقتراح أن يتم مساواة المقلب بالأرض بعد نقل ردم التراب ليتحول المقلب إلي حديقة لأنه في الأصل يحتوي علي سماد عضوي طبيعي بكمية كبيرة، وهو يعتبر الحل الأمثل لأن عمليات النقل ستتكلف 60 مليون جنيه وبالمقارنة فمن الأفضل شراء أرض جديدة وإقامة مصنع حديث عليها حيث لن تصل تكلفته إلي 10 ملايين جنيه، مؤكدا في ختام حواره أن المشكلة لا يوجد وعود بحلها قريبا خاصة وأن مقلب "سندوب" من أكبر مشاكل المقالب علي مستوي الجمهورية. العمال يائسون أما وضع العمال بالمصنع سيئ جدا فجميع العمال لا يرتدون أي وسيلة للأمن الصناعي من أحذية وقفازات أو كمامات، وأوضح متولي محمود عامل مكابس بالمصنع وحاصل علي معهد تجاري قسم محاسبة أنه هو وزملاءه يتقاضون مكافأة شهرية بقيمة 500 جنيه شاملة بدلات التغذية بواقع 5 جنيهات يوميا كذلك بدل مخاطر الصحة، موضحا أنه إذا تغيب العامل يوما واحدا فقط يتم الخصم من راتبه، مطالبا بأن يتم تثبيته هو وزملاؤه بالمصنع من العمال حيث إنهم يعملون منذ 12 عاما بعقد مؤقت وفوجئوا عندما تم إخطارهم بتعيينهم حاليا أن العقد الجديد مؤقت لمدة 3 سنوات فقط، مشيرا إلي أن جميع العاملين بالمصنع يعانون من أمراض صدرية والاختناق نتيجة استنشاق الدخان الناتج عن الاحتراق ومن المفترض أن يصرف لهم يوميا كوب لبن ولكن علي أرض الواقع لا يتم تنفيذ لك. وأضافت إحدي العاملات علي خط الفرز بالمصنع أنها تعاني هي وزميلاتها من مخاطر العمل علي خط الفرز ولا يوجد ضمان لأي مصاب حيث يتم احتساب الإجازة المرضية بدون راتب أيضا. خبيرات القمامة وكان لقاء الأسبوعي داخل المصنع مع سيدة تدعي أم حمادة التي تؤجر المقلب لحسابها الخاص وعرضت مشكلتها المتمثلة في عدم إلتزام المحافظة ببنود عقد الايجار، حيث يوجد بالعقد بند ينص علي عدم وجود أي سريح لجمع القمامة أو مخزن للقمامة إلا بترخيص حتي يتم ضمان حقها ولكن علي أرض الواقع يوجد سريحة كثيرون و150 مخزنا لجمع مخلفات القمامة وكل مخزن يوجد له 10 سيارات نقل، وبالتالي يتم تصفية خيرات القمامة الصالحة للتدوير قبل أن تأتي إليها وتحصل هي علي القمامة صافية، موضحة أنها تدفع 38 ألف جنيه شهريا كقيمة إيجار المقلب ورواتب 33 ألف جنيه ل 55 موظفا وعاملا وتكسب ألف جنيه فقط شهريا، مشيرة إلي أنه من المفترض أن تقوم حملة يوميا من أجل القضاء علي السريحة والمخازن غير المرخصة ولكن البيئة بالمحافظة وإدارة الحي لا تقوم بعملها. أما انطباع أهالي سندوب فجآت جميعها سلبية عن المقلب، حيث قال أحمد عبدالهادي أحد أبناء المركز بأن الدخان أصبح شيئا أساسيا وأصاب أهل المدينة بحساسية في الصدر، بينما قال علي أبوالمجد موظف بمدرسة ابتدائي أنهم يعانون من الذباب والناموس الأشبه بالدبابير. جدير بالذكر أن محافظ الدقهلية اللواء محسن حفظي قد وضع في أولويات عمله عند توليه العمل القضاء علي مقلب سندوب ونحن ننتظر عمل المحافظ في المحافظة والبدء في حل مشكلات المقلب سالي مزروع