القمامة يعتبرها الكثيرون مصدرا للتلوث والأمراض والواجهة غير الحضارية بينما هي في حقيقة الأمر تعتبر ثروة قومية ومصدرا للدخل لا يستهان به إذا تم استغلالها بشكل جيد وتمت إعادة تدويرها وتصنيعها.. "الأسبوعي" ذهب لمصنع إعادة تدوير القمامة في قرية (بشلا) بمحافظة الدقهلية والمعروفة بوجود مشروع بها في تدوير القمامة ليتعرف علي طبيعة تلك الصناعة وأهم مميزاتها وكيف يمكن الاستفادة من تجربة المصنع في إنشاء العديد من المصانع الأخري؟ وهل التجربة مثمرة ومفيدة؟ وما أهم المعوقات التي تقف أمام تلك الصناعة؟ في بداية الجولة لاحظت وجود مصنع تدوير القمامة وسط الأراضي الزراعية وحدائق الفاكهة، واندهشت من كمية الرائحة الكريهة المنبعثة والمخلفات الطائرة والمحلقة في السماء لتستقر وسط تلك الحدائق، قابلت مدير المصنع "محمد عبدالرحيم" والذي وجدته يقف وسط العمال علي خط السير الخاص بفرز القمامة، وفي بداية حديثي معه طلب مني التجول داخل المصنع لأري علي الطبيعة الماكينات المتهالكة والتي غلب عليها الصدأ، حيث أوضح أنه يوميا يتم توريد من 120:160 طنا من القمامة بينما المنخل الذي يفرز القمامة وقوة ماكينات المصنع لا تحتمل سوي 23 طنا يوما، وأكد أنه منذ إنشاء المصنع عام 2002 لم يتم إحلال وتجديد أي ماكينة من الماكينات. مشاكل المصنع أوضح "عبدالرحيم" أن المصنع يقوم بتغطية 14 قرية و8 جمعيات أهلية تابعة لمركز مدينة (ميت غمر) وجمعية أهلية تابعة لمركز (تصفا) بالقليوبية، وعندما تساءلت عن سبب تغطيتها لقرية بمحافظة القليوبية بينما من المفروض أن يغطي محافظة الدقهلية، أكد أنه يفرض عليه إجباريا قبول قمامة تلك القرية لسطوة ونفوذ أحد أعضاء مجلس الشعب في تلك القرية، فضلا عن أن المصنع يعاني من نقص شديد في المعدات الضرورية لعمليات التشغيل ضاربا مثالا بأنه لا يوجد لوادر مفصلية تتناسب مع طبيعة العمل لتغذية الخط الرئيسي كذلك نقص المنخل الناعم، كما أن الخط الرئيسي يعاني من تآكل بالصاج ويحتاج إلي سيور، بالإضافة إلي وجود 3 أجهزة كمبيوتر غير صالحة للاستخدام في دائرة التحكم الكهربائية وقال "عبدالرحيم" إن المنخل الناعم عقيم ومتهالك ولا يجدي معه أي إصلاح مما يترتب عليه تكدس المادة العضوية علي أرض المصنع مما يعوق العمل فضلا عن ضعف الإنتاج بالرغم من وجود طلب شديد علي السماد، لذلك لا يستطيع المصنع أن يفي بالتزاماته بالنسبة لأجور العمال وأصبحت مصاريفه أعلي من إيراداته. وأوضح عبدالرحيم أن المصنع لا يوجد به اتصالات تليفونية أو وسيلة مواصلات حيث يقع وسط الأراضي الزراعية بعيدا عن العمران، بالإضافة لانقطاع التيار الكهربي باستمرار وعدم وجود محول كهرباء خاص بالمصنع وعدم وجود خط للمياه، فضلا عن إحاطة المصنع بسور من الأسلاك الشائكة وهو ما يجعل المصنع سكنا ملائما للكلاب والثعابين. مشاكل العمال أكد "محسن الكيال" مشرف العمال أن المشكلة الكبيرة التي تواجه العمال هي عدم التأمين عليهم بالرغم من أنه يتم خصم مبلغ 148 جنيه شهريا لصالح التأمين والمعاش وأشار إلي أن جميع العاملين فاض بهم الكيل من كثرة الشكوي في المحافظة ووزارة البيئة ولكن من دون جدوي.. وقال "فتحي محمد" كهربائي بالمصنع إنه لا يوجد معدات بالمصنع تمكنه من القيام بعمله ولا يوجد بدل أمراض أو عدوي ولا تتم مراعاة ساعات العمل الإضافية، بينما أوضح "محمد فهمي" أنه يعمل بالمصنع ميكانيكيا وسائقا وكهربائيا ولحاما وكل تلك المهام التي يقوم بها لا تتم محاسبته عليها وإنما يحصل علي نفس المرتب، وأبدي جميع العاملين استياءهم من عدم صرف بدل للملبس أو وجود دورة مياه آدمية لهم أو توفير حجرة ليتمكنوا من تغيير ملابسهم بها.. انصرفت من المصنع متوجهة للوحدة المحلية بالقرية، فقابلت "محمد متولي" مسئول بالوحدة وبسؤاله عن مشاكل المصنع أجاب بأنه فاض به الكيل من الشكوي لصالح المصنع في وزارة البيئة وأن جميع الشكاوي حبيسة أدراج المسئولين ولم ينظر إليهم أحد، توجهت بعد ذلك إلي مبني محافظة الدقهلية لأعرض شكاوي عمال المصنع لم يجب أحد من إدارة البيئة هناك واكتفوا بالنظر لبعضهم معللين صمتهم بعدم قدرتهم علي الحديث مع أي جهة إعلامية.