علي طريقة الصدمة والرعب .. اثار اعلان جماعة الاخوان المسلمين عن نيتهم دخول مجال الانتاج الفني سواء الدرامي او السينمائي حالة من الجدل التي وصلت الي حد الدهشة خاصة مع الفكر السائد للاخوان وعن الاخوان والغير المعلن من تحريمهم للفن ، فمهما خرجت الجماعة المتشددة فكريا بتصريحات تبدو دبلوماسية او متحررة نوعا لتجميل الوجة المتجمد للاخوان المسلمين الا ان اقتحامهم للفن يفتح الباب للعديد من علامات الاستفهام اهمها السبب والتوقيت والاهداف .. الي جانب تشكيك البعض من مدي جدية الجماعة في التمويل رغم ان البعض الاخر يروا ان ايادي الاخوان لم تكن بعيدة عن الوسط الفني بل انهم كانوا يدعمون افلاما وشركات انتاج من الباطن لانتاج افلام ذات رسالة معينة .. وقد يتبادر الي الذهن الاتهامات التي وجهت لفيلم زكباريةس بانة يمثل نموذجا للتعبير عن فكر الاخوان رغم احتواء الفيلم علي مشاهد ساخنة ولغة صاخبة ووجود دائم للحشيش والخمور الا ان اصحاب نظرية المؤامرة والتشكيك اختذلوا كل ذلك في مشاهد النهاية الذي شهد تفجير الكبارية بما فية من فسق وفجور بينما نجا من كل يصلي واعلن توبتة وهو نفس منطق فيلم زالفرحس مع ملاحظة ان الفيلمين من انتاج وتأليف واخراج واحد ففيلم زالفرحس دارت احداثة كلها في اطار لو اطلعتم علي الغيب لاخترتم الواقع .. لكن تلك الاتهامات لم تكن بمثابة الادانة لصناع الفيلمين السبكي منتجا واحمد عبدالله مؤلفا وسامح عبد العزيز مخرجا لما فيهم من لغة سينمائية عالية ومختلفة وقد تجد مبادرة الاخوان المسلمين صدي عاليا داخل الوسط الفني الذي اصبح اكثر تحفظا في المرحلة الحالية والجيل الحالي الذي ظهرت من خلالة مصطلحات السينما النظيفة والرفض لدرجة التشدد من قبل عدد كبير النجمات لمشاهد الاغراء والقبلات والاحضان او ارتداء المايوهات وكل ما يدخل في نطاق المشاهد الساخنة وكان المبرر الجاهز دوما لكل من ترفع شعار النظافة انها ترفض تقديم مشاهد تخجل منها في المستقبل امام ابنائها او اسرتها .. والمثير في الامر ان النجوم الرجال ساروا علي نفس درب التحفظ والتشدد ورفض المشاهد الساخنة واصبح هناك عدد من النجوم يرفضون اداء تلك المشاهد ويكتفون بايصالها للجمهور دون تقديمها بالتلاعب بالاضاءة او الصوت او اي ايماءات ونظرات واشارات معبرة فقط وعلي المتفرج ان يفهم ما دار بين البطل والبطلة دون تقديم ذلك صراحة امام الجمهور لكن بعيدا عن التحفظ والتشدد يبدو هناك سبب منطقي يتمثل في عقلية الجمهور التي تتعامل مع اخلاقيات الفنان وفقا لما يقدمة دون الفصل بين شخصيتة في الواقع وشخصيتة علي الشاشة .. ولا ننسي انة تردد منذ سنوات شائعة طلاق احمد حلمي ومني زكي بعد عرض ميكنج فيلم زابو عليس والتي قيل ان حلمي غضب من اللقطات التي عرضت والتي تعكس انسجاما بين مني زكي وكريم عبد العزيز .. مع ملاحظة ان نفس الشائعة تكررت مجددا بعد تعاون كريم ومني معا في فيلم زولاد العمس .. ورغم نفي الزوجان حلمي ومني الشائعة في المرتين الا ان ثقافة زمفيش دخان من غير نارس اصبحت تصيب الجميع بالاختناق داخل الوسط كل المؤشرات والدلالات السابقة قد تجعل مهمة الاخوان المسلمين ليست بالصعبة لاستقطاب نجوم الشباك للعمل تحت مظلة شركتهم الانتاجية المزعومة خاصة وان تمويل الاخوان سخي ولن يبخلوا علي احد في سبيل استقطاب اكبر قدر من النجوم للعمل معهم واعلاء افكارهم المتشددة والتي قد تلقي تجاوبا من الجمهور الذي اصبح اكثر تقبلا وميلا وتحفزا للافكار المتشددة ولاسلوب فرض الوصاية بمنطق العيب و طبيعتنا الشرقية المحافظة .. ويكفي ان بسمة خرجت باول تصريح تطوعي لدعم شركة الاخوان المسلمين للانتاج الفني باعلانها انها لا تمانع في العمل مع الاخوان المسلمين واذا وضعنا عادل امام في الحسبان والذي كان من اكثر من كشفوا عن الوجة المتشدد للاخوان في غالبية افلامة زالارهابيس و زطيور الظلامس زوعمارة يعقوبيانس وغيرهم الكثير .. من الممكن ان تتبدل قناعات عادل امام ويتعاون مع الاخوان الذي تربطة بهم صلة نسب من خلال زوج ابنتة .. والقائمة طويلة لعدد من النجوم ومنهم علي الاقل المعتزلات والمحجبات وغيرهم وان كان مبرر الاخوان تقديمهم لفن جاد ومحترم فهو مبرر غير مقبول لانهم بذلك فرضوا انفسهم اوصياء علي المجتمع والجمهور والفنانين بل انهم حكموا بشكل غير معلن ان ما كان يقدم من فن من قبل لم يكن بالمحترم او الجاد او الهادف كما انة لا يمكن انتظار افلاما من جماعة الاخوان المسلمين تنافس الافلام الايرانية التي تحظي بحضور وتقدير كبير في المهرجانات العالمية لان تلك الافلام تنتج خارج ايران وصناعها يعدون بمثابة المتمردون علي نظام الحكم