فوجئ الجميع بسوق الأوراق المالية مستثمرون وشركات وساطة ومحللون وحتي الجمهور بقرار مفاجئ لمجلس الوزراء المصري مساء الثلاثاء ببدء التداولات في البورصة الأربعاء، وهو ما أثار حفيظة العديد من المتعاملين بالسوق خاصة شركات الوساطة التي لم تكن حتي تلك الساعة قد وقفت علي اللمسات الأخيرة لبدء التداولات بل وامتعض جميعهم بسبب بطء تنفيذ أغلب القرارات التي كانت معلقة حتي قبيل بدء التداولات بساعات قليلة. موقف "الكريديت" ومديونيات العملاء لدي شركات الوساطة كان ومازال غامضا ومعلقا ولم يتخذ بشأنه قرار واضح حتي الساعات الأخيرة من بدء التداولات، هذا بالإضافة إلي الدعم المالي الذي أعلنت عنه وزارة المالية والمقدم إلي شركات الوساطة والبورصة بوجه عام، لم يكن قد وصل إلي الشركات بالإضافة إلي أموال صندوق المخاطر وشركات الوساطة وكيفية استفادتهم منه لم يعرف حتي الثواني الأخيرة شيء بشأنه. علاوة عن ايقاف التداول علي أكثر من 46 شركة دفعة واحدة بسبب عدم التزامها بالافصاح لم يعلن عن تلك الشركات إلا من خلال جلسة تداولات الأربعاء، وأبدي العديد من الخبراء استياءهم الشديد مما كانت تسير عليه الأمور بهذا الشكل معتبرين أنه أمر خطير للغاية وكان من الممكن أن يؤدي إلي مشكلات إضافية. وقال خبراء إن حالة من عدم التنسيق والتشاور أدت إلي ظهور حالة من الارباك والتخبط بين الجميع قبيل بدء التداول بساعات ففي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة بدء التداولات وتكليف محمد عبدالسلام رئيس شركة مصر المقاصة بالإشراف علي البورصة لمدة 6 أشهر، أكد عبدالسلام حين إعلان القرار أنه لم يبلغ بالامر فيما أكد أنه في ذاك الوقت يعقد اجتماعات مكثفة للوقوف علي التفاصيل النهائية للاتفاق علي الإجراءات الاحترازية قبل بدء التداولات التي من شأنها حماية البورصة. يقول هشام توفيق رئيس عربية أون لاين للسمسرة في الأوراق المالية إن الأمور كانت تسير بطريقة شبه عشوائية لافتا إلي أن مثل هذه القرارات كان من المفترض أن يبت فيها طوال ال55 يوما من الايقاف، اذا كان هناك متسع من الوقت للبحث والتشاور واتخذ جميع الإجراءات في وقت يكفي حتي يتسني الوقوف علي الاخطاء والمزايا ودراسة جميع القرارات والإجراءات قبل بدء التداولات إلا أن التحرك في الساعات الأخيرة قبل بدء التداولات يعد علامة استفهام كبيرة لافتا إلي أنه وحتي السعات الأخيرة كانت المشاورات والاجتماعات قائمة. من جانبه أبدي سمير سيد زكريا رئيس شركة مينا للسمسرة في الأوراق المالية استغرابه الشديد من اتخاذ قرار بدء التداولات في حين انعقاد اجتماعات للوقوف علي الإجراءات النهائية قبيل بدء التداولات. وأضاف أنه تلقي نبأ بدء التداولات باستغراب شديد فيما لم تعلن البورصة أو هيئة الرقابة المالية أي بيان بخصوص الإجراءات النهائية اللازمة لحماية وحفظ التعاملات، لافتا في الوقت نفسه إلي أنه وحتي الساعات الأخيرة وقبل قرار مجلس الوزراء المصري اقر مصدر مسئول بالبورصة المصرية أنه لم يتخذ قرار ببدء التداولات مشيرا إلي إمكانية إعادة فتح البورصة في الاحد أو الاثنين وفقا لبيان الرقابة المالية التي أكد فيه أنه سيتم الإعلان عن بدء التداولات قبلها بنحو 48 ساعة حتي تكون الشركات قد اتخذت جميع استعداداتها وإجراءاتها اللازمة. وأضاف أنه كان هناك 55 يوما من الاغلاق كانت تلك الأيام كافية لانجاز مشروعات والبدء في تنفيذها، فيما لم تتخد الإجراءات الخاصة بالبورصة إلا قبل بدء التداولات بساعات قليلة الأمر الذي أوجد حالة من القلق والتوتر والارتباك في السوق بين المستثمرين وبين شركات الوساطة في الأوراق المالية، مما أدي إلي شعور بالضيق وعدم الرضا لدي الغالبية العظمي. وأكد أنه لم يكن ضد بدء إعادة التداولات بل علي العكس ولكن لم يكن من الموفق أن تتخذ الأمور بمثل هذا الشكل الغريب. وأضاف أن وزارة المالية لم تكن قد ارسلت دعمها المالي لشركات الوساطة إلا في أول يوم من التداولات كما أن مديونيات العملاء لدي شركات الوساطة لم نعرف بشأنها أي شيء إلا في اليوم السابق لبدء التداولات أي قبلها بساعات كما أن الأسهم التي تم ايقافها لم يكن عندي علم بها إلا في أول يوم تداول، لافتا إلي ان مثل هذه الأمور كانت ستؤدي إلي مزيد من التعقيد إلا أنها مرت بسلام. ومن جانبه أكد ايهاب سعيد رئيس قسم البحوث في شركة "أصول" للسمسرة في الأوراق المالية أن هناك حالة من الهرج والتخبط عشناها في اللحظات والسعات التي سبقت بدء التداولات بساعات قليلة، وفوجئ سعيد باتخاذ قرار بدء التداولات فيما كانت هناك أمور كثيرة معلقة لم يتخذ بشأنها قرار نهائي، لافتا إلي أنه لم يسمع عن الشركات التي تم