مستشفي الثورة من أشهر المستشفيات الميدانية التي أقيمت علي مدار 17 يوما في ميدان التحرير ضمت عددا كبيرا جدا من الأطباء والمهندسين والمعلمين وغيرهم من الذين عملوا تحت رعاية الأطباء كمسعفين في حالات الطوارئ وفي إطار تنظيم تام ودفاتر حضور للمرضي وأرقام هواتفهم وعناوينهم ولحظة دخولهم لتلقي العلاج في هذا المستشفي التي ظهرت في قلب الحدث منذ مساء جمعة الغضب ومرورا بأحداث البلطجية ونهاية بفض الاعتصام والرحيل من ميدان التحرير، وكان أطباء هذه المستشفي من الشباب الخريجين أو مازالوا في الدراسة أو أطباء تركوا عياداتهم وأقاموا بصورة دائمة في المستشفي لتظهر صورة من التلاحم غير المسبوق كانت تحركهم دوافع وطنية حولت من جميع نقاط الاسعاف والعلاج إلي خلية نحل دءوبة وليصبح مستشفي الثورة هو أشهر المستشفيات علي صفحات الفيس بوك. والدكتور محمد الزناتي كان الأب الروحي لهم كان قائدا لأطباء الثورة وقال تجمعت مع أبنائي وإخواني من أجل إنشاء هذا المستشفي والقيام بدوره في معالجة، وانقاذ مصابي الثورة رأينا إصابات ساحات قتال حربية لكننا صمدنا رغم ضعف الامكانيات وحققنا الأفضل. من جانبه أكد الدكتور محمد قنديل 27 سنة أن مهمته في ميدان التحرير هي مهمة خالصة ووطنية من أجل أبناء مصر الذين قادوا الثورة وقال إن جيل الشباب الحالي أخرج اسوأ ما فيه خلال السنوات السابقة بسبب تفشي الظلم والفساد لكن في النهاية الثورة أخرجت أفضل ما فينا. وقال قنديل إن نقابة الأطباء لابد أن تشهد تغيرا كبيرا في دمائها وأن يقودها الشباب لأن الانفصال بين الأجيال وإصرار القدامي علي السيطرة علي مجريات الأمور يصعب الموقف ويقصي شبابا من الأطباء لديهم رؤي ولديهم اتجاهات تدعم المجتمع بقوة. أما الدكتور محمد الشاذلي أخصائي تأهيل اصابات الملاعب فقد قال إن الأطباء الشرفاء تجمعوا في ساحة ميدان التحرير بدون دعوة وسلموا أنفسهم من أجل الوطن ولم نعمل وفقا لقرارات وزارية ولا لجان منبثقة ولكن نظمنا أنفسنا بأنفسنا وحققنا الهدف ويكفينا أن نعالج مصابا شريفا من أجل مصر وشعرنا، أننا في ساحة قتال نعالج الجنود البواسل الذين دافعوا عن حريتهم رغم ضعف امكانات الأجهزة ولكن إرادتنا كانت أقوي من الأجهزة الحديثة. دكتور محمود عبدالرحمن طبيب صيدلي 24 سنة يعمل في مستشفي 5757 وبعد محاصرته بالبلطجية قرر الانضمام إلي ميدان التحرير لمساندة ودعم زملائه الذين وقفوا من أجل مصر وقال: أسهمت في الاسعافات وتوليت مهمة وحدة طبية بأكملها. وأكد الدكتور هاني ثروت 27 سنة أن جيل شباب الأطباء أخرج طاقات ومثاليات قتلت في خضم الفساد والتلوث الثقافي وفي عالم الأرقام وقال أعتقد أن الثورة صححت أخطاءنا الاجتماعية ورسخت مفهوم الأخلاقيات التي انهارت علي مدار العقد المنصرم. أما الدكتورة فاطمة عبدالفتاح أستاذ اللغة العربية بالجامعة الأمريكية فقالت لقد تفهم أهلي الأحداث وشجعوني علي التواجد كمتطوعة في لجان الأطباء من أجل علاج أبطال الثورة وشعارنا أننا جميعا أهل وعائلة واحدة لم نكن نعرف اسماء بعضنا البعض التقينا في الساحة لأول مرة وقمنا بالتغيير المنتظر.