يتطوع العشرات من الأطباء، لإسعاف الجرحى في "ميدان التحرير"، جراء اعتداء البلطجية على المعتصمين المطالبين برحيل الرئيس مبارك. وتترواح أعمار هؤلاء الأطباء من 25 إلى 30 عاما، وبالإضافة لأطباء استشاريين جاءوا للتطوع من أجل علاج الجرحى، وبعضهم جاء إلى الميدان من أجل التظاهر وعندما شاهدوا الوضع المأساوي إزاء الرشق بالحجارة وضرب القناصة للمتظاهرين بالرصاص الحى تطوعوا للمساهمة في علاج المرضى. وقد تجولنا بالكاميرا لمشاهدة المستشفى الميداني التي أنشئت بالميدان، حيث افترش الأطباء أحد المساجد بالميدان وأقاموا عليه المستشفى. وفي يوم الأربعاء الدامي ومع زيادة عدد المصابين الذي وصل إلى ألف مصاب و10 قتلى اضطر الأطباء لإنشاء وحدات طبية منتشرة بأنحاء متفرقة بالميدان بل اتجهت إحدى الوحدات إلى المتحف المصري لكي تكون قريبة من المصابين. وخلال اعتداءات البلطجية استشهد أحد الأطباء ويبلغ من العمر 25 عاما. وتحدث الأطباء عن الروح القتالية العظيمة للمرضى حيث كان المصاب بعد إجراء الاسعافات اللازمة له يتوجه مباشرة إلى أرض المعركة ليتصدى للبلطجية، بل إنهم كانوا يطلبون من الأطباء الاقتصاد في علاجهم حتى يتوفر العلاج للجرحى الآخرين. وشهد المستشفى في الفترة الأولى نقصا كبيرا في المواد اللازمة للإسعافات الاولية، حيث إن البلطجية كانوا يمنعون عنهم دخولها. لكن الآن وبعد استقرار الوضع بالميدان أكدوا أن المتظاهرين يأتون للعلاج من البرد أو الكحة أو الاحتقان بسبب البيات في البرد القارس بالميدان. ومن أصعب الحالات التي واجهتهم في هذه الأيام يقول أحد الأطباء: إن أحد المحتجين أصيب في هبوط حاد بالدورة الدموية وكان هناك صعوبة في التعامل مع هذه الحالة لعدم وجود امكانات بالمستشفى وتم طلب الإسعاف التي أتت مباشرة لأخذ المريض. ويضم المستشفى الميداني "أطباء أسنان"، قاموا بالكشف على العديد من المرضى والمصابين من خلال المواجهات.