لم أر رئيسا في وضع "مزنوق" مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، فهو مزنوق بين ناسه وشعبه وبين إسرائيل إلي تعصره عصرا من أجل التوصل إلي تفاهمات تناسبها، الفلسطينيون أنفسهم يضغطون علي عباس بحيث أصبح هامش المناورة امامه محدودا للغاية، مع ذلك يحاول ان يسد ذرائع الجانب الاسرائيلي التي لا تنتهي لتعطيل الحل السياسي للمشكلة الفلسطينية. مؤخرا أعلن الرئيس عباس موافقته علي فكرة إنشاء دولة فلسطينية ذات "حدود مؤقتة"، مشيراً في الوقت ذاته إلي أنها فكرة إسرائيلية في أساسها، لكنه وضع شرطاً للموافقة علي ذلك. قال عباس، في خطاب ألقاه أمام أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح انه إذا كانت فكرة الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة، في إطار حل معروف النهاية، فمن الممكن التفكير فيه. أوضح قائلاً ان عيون الإسرائيليين علي الدولة ذات الحدود المؤقتة، وقد طرحها بعض المسئولين الإسرائيليين الكبار، لكن هي مرفوضة من حيث المبدأ، لماذا؟، لأن الدولة ذات الحدود المؤقتة لو قبلنا بها ليومين فستكون هي الدولة ذات الحدود الدائمة ودون القدس وهذا مرفوض، لكن إذا كانت في إطار حل معروف النهاية فمن الممكن التفكير فيه - علي حد تعيبره -. بشأن موضوع التطورات الخاصة بالمفاوضات قال رئيس السلطة الفلسطينية: ما يقال عن تفاهمات أمريكية إسرائيلية، نرفضه رفضاً قاطعاً، ونرفض أن تربط قضية تمديد وقف الاستيطان بقضية السلاح الذي تعطيه أمريكا لإسرائيل. فيما يتعلق بالخيارات الفلسطينية في حال استمرار الاستيطان وفشل المفاوضات المباشرة؛ أكد أن الخيار الأول هو المفاوضات المباشرة إذا توقف الاستيطان ولمدة معينة، لبحث قضيتي الحدود والأمن، وإذا لم تنجح هذه المفاوضات فسوف نطلب من الولاياتالمتحدة أن تعترف بالدولة بحدود 67 وعلي رأسها القدسالشرقية، فإذا لم توافق أمريكا، هناك خيار يليه أن نذهب إلي مجلس الأمن للاعتراف بدولتنا فإذا لم يوافقوا، هناك خيار يليه أن نذهب إلي الجمعية العامة، فإذا لم يوافقوا هناك خيار يليه في مجلس الأمن يسمي مجلس الوصايا التابع للأمم المتحدة. أضاف: لقد وضعنا مجموعة من الخيارات، وأنا علي دراية كاملة أنها خيارات ليست سهلة، وقد عرضناها علي القمة العربية في قمة سرت، وعلي لجنة المتابعة العربية، وسنعود مرة أخري إلي لجنة المتابعة العربية إذا لم تلتزم إسرائيل بتجميد الاستيطان حسب الخيار الأول، كما قال. ما لم يقله عباس هو الخيار الذي لابد أن يكون موجودا ضمن الخيارات ولا يمكن استبعاده بأي حال وهو خيار الكفاح المسلح ضد الاحتلال، لأن إلغاء هذا الخيار بصفة نهائية يفتح الملعب امام اسرائيل دون أن تضع في حساباتها مايمكن أن يلحق بها من خسائر نتيجة تمرد الفلسطينيين علي الأوضاع القائمة. ما نعرفه أن عباس لايطرح أبدا هذا الخيار، لكن غيره يمكن أن يطرحه في الوقت المناسب.