ضخ مئات مليارات مجلس الاحتياطي الامريكي حذرت الصين من ازمة مالية عالمية جديدة قد يفجرها قرار الدولارات لدعم الانتعاش الاقتصادي الهش، في حين هون اقتصادي امريكي بارز في جدوي الاجراءات الجديدة. وقال عضو لجنة السياسات في بنك الشعب "المركزي" الصيني سياو بين في تعليقات نشرت، انه اذا لم تكن هناك قيود في اصدار العملات العالمية الرئيسية خاصة الدولار فسيكون وقوع ازمة مالية جديدة امرا لا مفر منه، بينما تنامي المخاوف من حرب عملات بين القوي الاقتصادية الكبري. وتدخل المركزي الامريكي لشراء سندات خزانة جديدة بقيمة 600 مليار دولار بمعدل 75 مليارا شهريا حتي منتصف العام القادم، بعدما اخفقت كل الاجراءات التي اتخذت في الاشهر القليلة الماضية في تسريع وتيرة النمو الذي لم يتعد 2% في الربع الثالث من هذا العام. وجاء التحذير الصيني في سياق تحذيرات من ان طبع مليارات الدولارات وضخها في الاقتصاد يمكن ان يتسبب في ما يصطلح عليه بفقاعة اصول تقضي الي ازمة علي شاكلة الازمة المالية التي اندلعت خريف 2008 وكان من اسبابها المباشرة الرهون العقارية. واشار مصدر عن سياو بين وصفه قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بالمتعسف. ودعا سياو الدول المصنفة نامية الي ان تتخذ اجراءات لحماية اقتصاداتها من تأثير التدفقات المالية، في اشارة الي كميات الدولار الكبيرة التي تقرر ضخها. وفي تعليقات متزامنة، شكك مستشار اخر لبنك الشعب الصيني في ان تحقق الاجراءات التي اتخذها مجلس الاحتياطي الامريكي غرضها المنشود. وقال لي داوكوي ان سياسة التيسير الكمي التي يلجأ اليها المركزي الامريكي لدعم الانتعاش الهش قد لا تقضي الي انعاش الاقتصاد الامريكي بما ان النظام المصرف المحلي لا يزال يرزح تحت ديون ضخمة. ورجح ان يزيد الضغط علي الصين لزيادة سعر صرف عملتها "اليوان" بعد القرار الاخير للمركزي الامريكي الذي تسبب في هبوط اكبر لسعر صرف الدولار مقابل عملات رئيسية كاليورو والين الياباني. ولم يكن مستشارو بنك الشعب الصيني وحدهم الذين شككوا في جدوي الاجراءات الجيدة للمركز الامريكي الذي كان قد فرغ قبل اشهر من شراء سندات خزانة بأكثر من تريليون دولار للغرض نفسه. فقد قال بول فولكر رئيس المجلس الاستشاري للانتعاش التابع للبيت الابيض انه لا يعتقد ان الخطوة الاخيرة لمجلس الاحتياطي يمكن ان تحقق بمفردها فارقا كبيرا بالنسبة الي الاقتصاد الامريكي. واضاف فولكر وهو الرئيس السابق للمجلس اثناء مؤتمر صحفي في سول انه يعتقد ان اثر التيسير الكمي سيكون علي نطاق محدود. غير انه قال في المقابل ان الخطوة الجديدة لن تكون معدومة النتائج "الايجابية" تماما مشيرا الي التضاد الكامن في مثل هذه الاجراءات بين الانعاش والتضخم. كان خبراء اقتصاد قد حذروا من احتمال ان تؤدي الخطوة الاخيرة الي زيادة سريعة في معدل التضخم، وايجاد فقاعة اصول جديدة في الاقتصاد العالمي. وفي الاطار ذاته حذر غيدو مانتيغا وزير المالية البرازيلي من ان القرار قد يفاقم الاختلالات في الاقتصاد العالمي، ومن غير المرجح ان يحفز النمو العالمي. واعلن ان بلاده ستشكو لمجموعة العشرين من قرار مجلس الاحتياطي الامريكي طبع مئات مليارات الدولارات لدعم الاقتصاد الامريكي.