كان ذلك هو السؤال الذي أثاره الدليل الذي أعده مركز المشروعات الدولية الخاصة سايبي بالتعاون مع جمعية شباب الأعمال، ويقوم القطاع الخاص من خلاله بتنفيذ عملية الشفافية وما يتضمنه الدليل من مبادئ وقيم في عمل المنشأة. اختلف بعض الخبراء ورجال الأعمال علي تطبيق هذا الدليل للقطاع الخاص في ظل وجود أذرع من الفساد والبيروقراطية منتشرة تتعامل معها المنشأة بشكل مباشر أو غير مباشر بما يعوق تطبيق الشفافية، إلي جانب عدم القدرة علي وضع نظام رقابي داخلي يراقب الفاسدين من العمال والموظفين داخل المنشأة ويمنعهم من تلقي الرشاوي والسرقات، وطالبوا بضرورة أن تختفي الأدوات والجيوب المحيطة بالمنشآت التي تمارس ألوان الفساد، إلي جانب منح العمال والموظفين حقوقهم كاملة حتي يؤدوا واجباتهم تجاه المنشأة واقترح البعض ضرورة أن تطبق الشفافية بالمنشآت الكبري أو بشكل تدريجي. نبدأ مع المهندس أشرف الجزايرلي رئيس جمعية شباب الأعمال الذي يلفت إلي الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في الاقتصاد القومي وما يوفره من فرص عمل بما استدعي وضع أسس ومعايير يعمل من خلالها من أجل تحقيق الشفافية وقام مركز المشروعات الدولية الخاصة التابع للوكالة الأمريكية بالتعاون مع جمعية شباب الأعمال بإصدار دليل القطاع الخاص لتطبيق الشفافية من أجل محاربة أذرع الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية، مع ضرورة توحيد سلوك الموظفين داخل المنشأة وكيفية تعاملهم مع الأطراف الداخلية والخارجية في إطار من القيم والمبادئ الخاصة بالمنشأة وأضاف أن إصدار هذا الدليل جاء بعد الاستماع إلي مجتمع الأعمال والمسئولين في الجهات المعنية بالوزارات والمحافظات المختلفة وقال إن الهدف الأساسي من الدليل هو أن نضمن جميعا بأن يعمل القطاع الخاص بدون فساد ويطبق الشفافية داخل مؤسسته ومع الآخرين خارج المؤسسة، لأن الشركة التي يكون بها شبهة فساد ستحد من تنافسيتها وسترفع من تكلفتها وستؤثر علي البيئة المحيطة بها بالسلب. وأضاف الجزايرلي أنه كلما التزم القطاع الخاص بالدليل وبمبادئ الشفافية والأخلاقيات الخاصة بالعمل قل الفساد في مؤسسته، مشيرا إلي أن الجمعية ومركز المشروعات الخاصة سيتولي عملية التدريب علي استخدام الدليل بين منظمات الأعمال التي يمثلها القطاع الخاص واتباع الخطوات التي يجب أن تقوم بها شركات القطاع الخاص لتوضع بين يديه الخطوط العريضة الواردة في هذا الدليل، وهو ما سيساعد علي توضيح القيم والمبادئ التي تتبناها المنشأة وتعمل في إطارها، وتوفير النصائح العملية عن كيفية الامتثال للقوانين واللوائح المعمول بها في البلاد، ومساعدة المنشأة علي بيان طبيعة العلاقات مع عملاء المنشأة، والمساهمين فيها، وأجهزة الدولة المعنية بالنشاط الخاص بالمنشأة، كما يقدم الدليل الاجابات عن بعض الأسئلة التي تصادف الموظف في بعض المواقف الصعبة أو الحرجة. مراعاة الخصوصية ومن جانبها تضيف د.علياء سليمان عضو مجلس إدارة جمعية شباب الأعمال المصرية والمسئولة عن اعداد الدليل، بأنه يعكس القيم والمباديء التي تؤمن بها وتعمل علي تنفيذها في اطار العمل وتشير علياء إلي أن أي شركة تريد أن تقوم باعداد دليل خاص بها لابد ان تراعي عدة أمور مهمة منها الحصول علي دعم من الادارة العليا ممثلة في مجلس الادارة والمديرين التنفيذيين، مع تحديد القيم والممارسات التي تعمل المنشأة علي أساسها، وأن يكون الجميع علي علم بأسباب وضع الدليل لتطبيق الشفافية في المنشأة، وأن يدرك كل فرد في المنشأة ان مسئولية تنفيذه تقع علي عاتقه، مع ضرورة فحص أعمال المنشأة للتعرف علي مواطن الخلل وتقييم المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها في حالة عدم توافر الشفافية مع وضع الاجراءات التي ستتبعها المنشأة بجميع فروعها وتوزيع الدليل عليها وتحديد جهة الاختصاص والإشراف والمتابعة للدليل والمراجعة الدورية للدليل من قبل الجهة المسئولة داخليا مع التوسعات والتطورات بالشركة. وتشير علياء إلي أن هذا الدليل يصنع للمنشأة سمعة طيبة وايجابية في التعامل مع الآخرين، وسيفتح لها أسواقا جديدة للعمل إلي جانب حصولها علي التمويل المالي من أي جهة تسمع عن أدائها وشفافيتها داخليا وخارجيا، بل ستكون الجهة الممولة حريصة علي توفير أي تمويل تطلبه هذه المنشأة، كما ستوفر الكثير من الأموال المفقودة التي كانت تدفعها رشاوي للحصول علي التمويل والتسهيلات من الجهات المختلفة. المعايير