أكد محلل اقتصادي أمريكي أن الذهب لا يزال يشكل ملاذا آمنا ضد التضخم وتقلبات أسواق الاستثمار في العالم فيما توقع استمرار ارتفاع قيمة المعدن الأصفر هذا العام وفي السنوات المقبلة بعدما تجاوز الحاجز النفسي ليصل الي مستوي 1300 دولار للأوقية هذا الأسبوع. وقال المدير الإداري للمؤسسة الأمريكية لاستشارات المعادن النفيسة والمستشار الاقتصادي بمؤسسة (روزلاند كابيتال) للتحليلات المالية جيفري نيكولز لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه من المتوقع أن الذهب ربما يواصل مسيرته ليصل الي 1500 دولار للأوقية قبل حلول نهاية العام الجاري. كما توقع المحلل الاقتصادي البارز أن يصل سعر الذهب في نهاية المطاف إلي 2000 أو 3000 دولار للأوقية وربما أعلي خلال السنوات القليلة المقبلة. واعترف نيكولز بأنه يتوقع أن يسجل الذهب ارتفاعات قياسية لكن لا يتفق معه الجميع. ويؤكد بعض المحللين أن الارتفاع في أسعار الذهب في الآونة الأخيرة جاء نتيجة زخم مؤقت لكنه لن يكون مستداما وأن الطلب علي المجوهرات الانتاج الصناعي يتراجع بشكل كبير. وقال البعض مؤخرا إن ارتفاع أسعار الذهب دفع باتجاه زيادة الانتاج مما أدي في نهاية الأمر إلي زيادة المعروض في السوق. وفند نيكولز الآراء المعارضة بالقول إنه بعد الارتفاع الكبير في أسعار الذهب خلال الأسابيع القليلة الماضية فإنه من الممكن بالتأكيد أن تشهد الأسعار تراجعا لكن ذلك سيكون تصحيحا للسوق وليس تراجعا. وترتبط بالأسعار العالمية للذهب عادة بعدد من العوامل أهمها العرض والطلب وأوضاع وظروف اقتصادات الدول المتقدمة ومنها أسعار الفائدة ومعدلات التضخم وقوة العملات الرئيسة خصوصا سعر صرف الدولار. ويأتي ضعف الدولار في مواجهة العملات الأخري كانعكاس لتراجع الاقتصاد الأمريكي بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية كما أن الساسة الأمريكيين يرغبون عادة في بقاء الدولار ضعيفا لأن ذلك يغري المستثمرين في الدول الأخري بشراء السلع الأمريكية وهو ما يرفع الصادرات من نسبة الأمريكية للخارج ويقلل الواردات. وتعزي أسباب ارتفاع الذهب الي حالة القلق التي تنتاب كبار المستثمرين في العالم جراء الشهور العصيبة التي مرت بهم منذ العام الماضي تقريبا منذ بدء الأزمة الاقتصادية العالمية وهو ما يجعلهم أكثر إقبالا علي المعدن النفيس كملاذ آمن.