مستويات سعرية تاريخية ينتظرها الذهب خلال الفترة المقبلة، وذلك إذا ما استمرت عمليات التخوف من الركود والتباطؤ بالاقتصادات العالمية، فالركود والأزمة المالية العالمية أجبرت الدول علي زيادة احتياطياتها من الذهب وهو الأمر الذي ساهم في مزيدا من الارتفاعات. الخبراء يؤكدون أن ارتفاع أسعار الذهب سيظل قائما مادامت الاقتصادات العالمية متوترة، فدائما هو مخزن للقيمة وبالتالي فلا سبيل حاليا لتحديد مستويات مقاومة نهائية لهذه السلعة النفيسة. وأشار الخبراء إلي أنه حتي في حالة تسييل الذهب في مستويات سعرية عالية فإن ذلك سيصب في مصلحة بقية جوانب السلع وسيسهم في نشاط المضاربات بأسواق الأسهم والمعادن والنفط. في البداية أكد إيهاب سعيد عضو إدارة شركة أصول للوساطة في الأوراق المالية تحرك أسعار الذهب في اتجاه صعودي علي المدي القصير والمتوسط والطويل لافتا لصعوبة تحديد مستويات مقاومة لأنه يتحرك داخل مستويات سعرية تاريخية مستهدفا مستويات جديدة لم يحققها من قبل. أوضح أن الذهب لا يتعامل معه كمجرد سلعة أو سهم مدرج بالبوصة نظرا لتدخل العديد من السياسات الدولية في تحديد أسعاره لافتا لدور الخفض المتتالي لأسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة علي الدولار في دفع أسعار الذهب مشيرا لارتباط أسعار الذهب بصورة عكسية بحركة الدولار. ذكر أن الذهب يقيم بالدولار وبالتالي مع انخفاض الدولار يصبح الذهب أرخص أمام العملات الأخري ويشهد إقبالا قويا من جانب المستثمرين، مضيفا أنه بمجرد إعلان المركزي الأمريكي تثبيت سعر الفائدة علي الدولار وتراجعه ارتفعت أسعار الذهب بصورة قوية مع اتجاه العديد من المستثمرين للتخلص من الدولار بعد تراجع قيمته واتجهوا للاستثمار في الذهب. ذكر أن ارتفاع أسعار الذهب يعني وجود توقعات بمناخ تضخمي علي المدي القصير والمتوسط لافتا لزيادة الاقبال علي الاستثمار به في حالات التوقعات بوجود تضخم أملا في أن يعوض الذهب والذي ينظر إليه كملاذ آمن المستثمرين عن تراجع قيمة العملة. أشار لقيام البنوك المركزية عالميا بمحاربة التضخم من خلال اتباع سياسة انكماشية عن طريق رفع أسعار الفائدة. ولفت لايجابيات ارتفاع أسعار الذهب علي سوق المال واصفا أداء الذهب بالقائد لاسعار السلع الاولية كالنحاس والحديد والالومنيوم مما ينبئ بارتفاع أسعارها ويعود بدوره بالايجاب علي أداء تلك القطاعات بالبورصة بالإضافة إلي الصناعات ذات الانفاق الراسمالي كالكيماويات والأسمدة. أرجع توني كمال رئيس التحليل الفني بشركة الحرية للوساطة في الأوراق المالية الصعود المستمر للذهب لحالة التخوف التي سيطرت علي العديد من المستثمرين فيما يتعلق بسوق الأسهم مما دفعهم للجوء للذهب كاستثمار آمن لا يشهد مخاطر عنيفة في حركته سواء صعودا أو هبوطا. توقع أن يستهدف الذهب 1320 دولارا وهي منطقة صعبة لن يستطيع المرور تخطيها بسهولة مؤكدا أن التوقيت الحالي غير مناسب للشراء. رأي أن الفترة الحالية هي الأنسب لتسييل الذهب بعد ارتفاعه بصورة قوية مما يمثل خطورة للشراء في التوقيت الحالي متوقعا تحول شريحة كبيرة من المستثمرين بعد التسييل للاستثمار بسوق الأسهم مما ينعكس بالايجاب علي أداء الأسواق. مشيرا إلي أن الدورة الاقتصادية تبدأ بتحرك الأسهم ثم المعادن تم السندات مؤكدا أن الأسهم هي التي تقود حركة الدورة الاقتصادية. أرجع وائل جودة المحلل الفني الصعود المستمر لأسعار الذهب وتحقيقه لمستويات تاريخية لم يشهدها من قبل لتكالب الدول المتقدمة والناشئة علي الاستثمار به بعد الأزمة العالمية بالإضافة لانخفاض معدل الفائدة علي الدولار واليورو. رأي جودة أن الأزمة المالية العالمية دقت ناقوس الخطر في الكثير من الدول التي تحتفظ باحتياطيات هائلة من الدولار حيث كشفت أن الدولار أصبح غير مجد كاحتياطي استراتيجي وسط تنبؤات بامكانية انخفاض الدولار لأقل من قيمة طباعته مما دفع تلك الدول لتنويع احتياطيتها وتكوين مراكز شرائية للذهب وفي مقدمتهم الصين تخوفا من فقد الدولار لقيمته.