ركود في الأسواق.. وتوقعات بقفزات جديدة في الأسعار يبدو أن أزمة اليونان دفعت الذهب للتخلي عن علاقته العكسية التاريخية التي ربطته بالدولار منذ عقود طويلة منذ سقوط نظام بريتون وودز عام 1971 حيث واصلت أسعار الذهب رحلة صعودها بعد هبوط مؤقت ناتج عن صدمة سعرية في أعقاب ارتفاع الدولار وتراجع اليورو حيث لم تمر سوي أيام وتحول الذهب إلي رحلة صعود لافتة للنظر مخالفة لعلاقة تاريخة بينه وبين الدولار منذ سنوات طويلة حيث ظلت هذه العلاقة تمثل معركة بين الأصول الحقيقية والأصول المالية وظل الدولار هو العملة التي يقارن بها سعر الذهب واستمر في دوره كعملة احتياطية في العالم وعند ظهور اليورو وتمتعه بمصداقية ومع تعزيز العملة إلي مكانتها بدأت في تحدي مكانة الدولار وذهبت الآراء إلي أن اليورو سيحتل مكان الدولار في عام 2015 وارتبط بعلاقة طردية مع الذهب لكن يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن فقد عصفت أزمة اليونان باليورو وهوت به إلي معدلات سحيقة ويبدو أنها أعادت ترسيم العلاقة التاريخية وحولتها إلي طردية علي الرغم من أن الذهب حافظ علي علاقته العكسية مع الدولار منذ بداية الأزمة المالية العالمية أواخر عام 2008.. أسئلة كثيرة تطرح نفسها الآن حول ا تجاهات العلاقة بين الذهب والعملات خلال الفترة المقبلة بعد التغير الحادث؟ وما اتجاهات أسعار الذهب المتوقعة؟ الخبراء أكدوا أن التغيرات التي طرأت علي العلاقة بين الذهب والدولار جاءت بسبب أزمة اليونان الكبيرة التي قد تكون أعنف من الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم قبل نهاية عام 2008 مشيرين إلي أن هناك طلب ضخم علي الذهب في السوق العالمية من قبل المستثمرين مع الاضطرابات في سوق الصرف العالمي مع نقص في حجم المعروض، الأمر الذي يؤدي إلي صعود أسعار في ظاهرة تاريخية متوقعين زيادة الأسعار خلال الفترة المقبلة وأكد الخبراء أن السوق تعاني ركودا كبيرا في عمليات البيع والشراء. من جانبها قال الدكتور عثمان جاد أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة إن المستثمرين يميلون لشراء الذهب عندما تهتز أسواق المال العالمية، وتنحدر مؤشرات الأسهم فيها، وبالتالي فالعلاقة عكسية بين مؤشرات الأسهم وسعر الذهب وهذا ما يفسر صعود الذهب مع الدولار. ودلل علي ذلك بأن الطلب علي الذهب شهد ارتفاعا ملحوظا بعد التقلبات التي يشهدها العالم حيث شهدت مؤشرات النمو الاقتصادي العالمي وأسعار البورصات انحدارا واضحا، كما أن العالم مقبل علي ميلاد أزمات شقيقة تعود إلي رحم الأم الكبري وهي الأزمة المالية العالمية فاليورو شهد تراجعا كبيرا والدولار متذبذب في فترات قصيرة صعودا وهبوطا وهو ما افقد العالم الثقة بأسواق الصرف وهنا يصبح الذهب هو الملاذ الآمن أمام كل من يسعي للحفاظ علي أمواله متوقعا أن يستمر التذبذب في سوق الذهب حتي نهاية عام 2011. وقال الدكتور مختار الشريف الخبير الاقتصادي إن سبب الاضطرابات الحالية التي يشهدها سوق الذهب العالمي ومخالفته لعلاقته العكسية بالدولار يرجع إلي الأزمات المتلاحقة بعد الأزمة المالية العالمية حيث أدي ذلك إلي انخفاض ثقة المتعاملين بالعملات الأساسية كالدولار واليورو في السوق العالمية، والتي ترتبط قيمتها بقوة اقتصادات الرأسمالية مما شجع التعامل بالمعادن النفيسة كالذهب وغيره، أضاف أن هناك تطورا في الأحداث السياسية والاقتصادية بصورة مفاجئة ومتلاحقة في العالم، وتأثيرها علي حركة الأسعار في سوق المال وكذلك سعر برميل النفط. حجم الطلب نفي الدكتور أيمن فرج الباحث الاقتصادي بجامعة القاهرة أن يكون الدولار المسئول الوحيد عن موجة الارتفاعات في أسعار الذهب العالمية بل إن هناك اختلالات في السوق نفسها حيث شهدت أسواق الذهب العالمية في الفترة الأخيرة تراجعا في حجم المعروض منه مقارنة بزيادة في جانب الطلب إذ يتصف السوق الفعلي للذهب بأنه سوق ضيق إلي حد ما، فخلال عقد كامل من الزمن زاد الطلب علي الذهب مقارنة بالكميات المعروضة منه وأسهمت أسعار الذهب المتدنية خلال السنوات القليلة الماضية في هذا الوضع لأن سعر أوقية الذهب فقط هبط إلي أقل من تكلفة الإنتاج في العديد من أجزاء العالم، مما أدي إلي تسريح آلاف العاملين في المناجم وإغلاق العديد منها، وتوقفها عن الإنتاج كما توقف التنقيب عن الذهب في أماكن أخري مؤكدا أن كل ذلك أدي إلي زيادة أسعار الذهب خصوصا في ظل الأزمات الحالية وزيادة الطلب عليه بعد اهتزاز أسواق المال والصرف العالمية. وتوقع فرج أن تشهد أسعار الذهب موجة ارتفاعات كبيرة وتاريخية خلال الفترة المقبلة ويتوقف ذلك علي مدي استمرار التذبذب في الأسواق العالمية.